أنا كنت أعلم أن من مات كافراً يجوز لعنه والشهادة بأنه من أهل النار، وقد سمعت شريطاً للشيخ محمد صالح بن عثيمين -رحمه الله وأدخله فسيح جناته وأكرمه في عليين- بأننا لا نشهد لكافر معين بأنه من أهل النار؛ بل نقول: إن من مات على الكفر فإنه من أهل النار. هل أنا كنت على خطأ أم ماذا؟
الجواب
الحمد لله.
قال الله -سبحانه وتعالى-: "وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً" [النساء:18]، وقال -سبحانه وتعالى-: "ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون" [البقرة:217]، دلت هاتان الآيتان على أن كل من مات وهو كافر فقد أعد الله له عذاباً أليماً وأنه من الخالدين في النار.
وهذا حكم عام يجب الإيمان به على عمومه، فيجب اعتقاد أن كل من مات على الكفر فهو في النار حكماً عاماً.
وهذا لا يوجب الحكم على المعين والشهادة على المعين بأنه في النار، ولو صح هذا لما كان بين الحكم العام والخاص فرق.
ومَنْ دلت النصوص على أنه في النار بعينه وجبت الشهادة له بذلك، ويشبه هذه الشهادة بكل من مات مؤمناً بأنه في الجنة، ومع ذلك لا نشهد لمعين بالجنة إلا لمن شهد له الرسول –صلى الله عليه وسلم-، وإذا كنت سمعت من الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله أنه يقرر ذلك فهو مرجع علمي، فعليك ألا تستمر على اعتقادك السابق؛ بل عليك أن تأخذ بما بينه العلماء من الفرق بين الحكم العام والخاص، فلا يلزم من ثبوت الحكم العام ثبوت الحكم الخاص، كما نقول: حكم السارق قطع يده، ويجوز لعن الله السارق لقوله – صلى الله عليه وسلم-: "لعن الله السارق ... " الحديث رواه البخاري (6783) ومسلم (1687) عن أبي هريرة –رضي الله عنه-، ومع ذلك لا يلزم من ذلك قطع يد السارق المعين؛ لأن ثبوت الحكم لمعين يتوقف على شروط وانتفاء موانع، فنقول: لعن الله السارق، ولعن الله شارب الخمر، ولعن الله آكل الربا، ولا يجوز لنا لعن المعين لكونه سارقاً أو شارباً أو آكل ربا، فتنبه بارك الله فيك. والله أعلم. اهـ
وفقنا الله وأياكم لما يحبه ويرضاه، والعلم لا يقبل الجمود
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:13 ص]ـ
أحسن الله إليك أخي خالد جمال, جزاك الله خيراً وزادك حرصاً على الحق.
ملحوظة: مشاركتي السابقة (عند مراجعتها) تبين لي أن ظاهرها الإغلاظ وهذا غير مقصود أبداً.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[خالد جمال]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:57 ص]ـ
الأخ الكريم أبوداوود القاهري.
أكرمنا الله وأياكم بالعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 01:45 ص]ـ
جزاك الله خير اخي ابو داوود القاهري:)
اخي جمال وفقك الله
لازم نفرق بين:
1 - الحكم على الكفار بالكفر وبالنار وهذا جائز
2 - الحكم على الكافر الفرد النكره بالكفر وبالنار وهذا جائز
3 - الحكم على الكافر الفرد المسمى المعروف بالكفر وهذا جائز
طبعا كلها بشروطها
4 - الحكم على الكافر الفرد المسمى بالنار (مثل شارون عليه لعنة الله) وفي هذه الحاله لا نجزم بالنار وبالخلود فيها لاننا لا نعلم حالة وقت الموت
ولكن نقول لو مات على الكفر فهو في النار او نرجوا له النار
اما ان نقول هو في النار خالد فيها فهذا لا يعلمه الا الله وهو اسلم لنا
هذا ما فهمته من كلامك والفتاوى بعد الرجوع لها وكلام الاخوة وفقهم الله
ولكن اشكل علي قولك:
(فمن مات على الكفر فنقول هو بعينه في النار خالداً مخلداً فيها!
كما نقول أن الهالك (بابا) النصارى في النار بعينه)
انت تقول من مات على الكفر هو بعينه في النار كالهالك البابا في النار بعينه؟ هل تقصد هذا ام ان هناك نقص في العبارة؟
ـ[أبوعبدالرحمن الفارسي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 02:29 ص]ـ
عن سعد - يعني ابن أبي وقاص - رضي الله عنه: أن أعرابياً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أين أبي؟
قال: "في النار"
قال: فأين أبوك؟
قال: "حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار".
رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد: فأسلم الأعرابي فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء، ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار". ورجاله رجال الصحيح.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 12:26 م]ـ
هل نستطيع ان نقول فلان (مثلا احمد موسى مات مسلما) فهو في الجنة
اذا كان الجواب بنعم
نستطيع ان نقول ان شارون بعينه في النار
والعكس بالعكس
ما رايكم؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 04 - 07, 01:49 م]ـ
هل نستطيع ان نقول فلان (مثلا احمد موسى مات مسلما) فهو في الجنة
اذا كان الجواب بنعم
نستطيع ان نقول ان شارون بعينه في النار
والعكس بالعكس
ما رايكم؟
مسألة الحكم بأن من مات على الكفر، فإننا نحكم بكونه بعينه في النار، والحديث الذي ساقه أخونا الفارسي نص في ذلك،وهذا هو اختيار شيخنا العلامة الألباني. وهذا النص لم يستطع المخالف أن يجيب عليه، إلا بأجوبة ضعيفة.
والله أعلم.
¥