تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وبيان ذلك: أن التقويم القمري كان شائعًا في الدولة الرومانية، فأبطله يوليوس قيصر، وأنشأ تقويمًا شمسيًا، قدر فيه السنة بـ 25 و365 يومًا، واستخدم طريقة السنة الكبيسة مرة كل أربع سنوات، وأمر يوليوس قيصر باستخدام هذا التقويم رسميًا في عام 708 من تأسيس روما، وكان سنة 46 قبل الميلاد، وسمي بالتقويم اليولياني، واستمر العمل به حتى سنة 1582م حيث لاحظ. الفلكيون في عهد بابا روما جريجورويوس الثالث عشر خطأ في الحساب الشمسي، وأن الفرق بين السنة المعمول بها والحساب الحقيقي هو 11 دقيقة، 14 ثانية، وهو يعادل يومًا في كل 128 عامًا، وصحح البابا الخطأ المتراكم فأصبح يوم 5 من أكتوبر سنة 1582 هو يوم 15 أكتوبر سنة 1582م وهو التقويم المعروف بالجريجوري السائد الآن.

وعندما وضع الأقباط تاريخهم وضعوه من يوم 29 من أغسطس سنة 284م الذي استشهد فيه كثيرون أيام "دقلديانوس" جعلوه قائمًا على الحساب اليولياني الشمسي، لكن ربطوه دينيًا بالتقويم القمري، وقد بني على قاعدة وضعها الفلكي "متيون" في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو أن كل 19 سنة شمسية تعادل 235 شهرًا قمريًا، واستخدم الأقباط هذه القاعدة منذ القرن الثالث الميلادي. وقد وضع قواعد تقويمهم المعمول به إلى الآن البطريرك ديمتريوس الكرام، وساعده في ذلك الفلكي المصري بطليموس.

وبهذا يحدد عيد القيامة "الذي يعقبه شم النسيم" بأنه الأحد التالي للقمر الكامل "البدر" الذي يلي الاعتدال الربيعي مباشرة.

وقد أخذ الغربيون الحساب القائم على استخدام متوسط الشهر القمري لحساب ظهور القمر الجديد وأوجهه لمئات السنين "وهو المسمى بحساب الألقطي" وطبقوه على التقويم الروماني اليولياني، فاتفقت الأعياد المسيحية عند جميع المسيحيين كما كان يحددها التقويم القبطي، واستمر ذلك حتى سنة 1582م حين ضبط الغربيون تقويمهم بالتعديل الجريجوري.

ومن هنا اختلف موعد الاحتفال بعيد القيامة وشم النسيم.

والله أعلم

وأجاب أيضا لما سُئل .. يحتفل المصريون بيوم شَمِّ النسيم، فما أصل هذا الاحتفال، وما رأي الدين فيه؟

النسيم هو الرِّيح الطيبة، وشمُّه يعنى استنشاقه، وهل استنشاق الرِّيح الطيِّبة له موْسم مُعيَّن حتى يتَّخذه الناس عيدًا يَخرجون فيه إلى الحدائق والمَزَارع، ويتمتَّعون بالهواء الطَّلْق والمناظر الطبيعيَّة البديعة، ويتناولون فيه أطايب الأطعمة أو أنواعًا خاصة منها لها صلة بتقليد قديم أو اعتقاد معيَّن؟ ذلك ما نحاول أن نجيب عليه فيما يأتي:

كان للفراعنة أعياد كثيرة، منها أعياد الزراعة التي تتصل بمواسمها، والتي ارتبط بها تقويمهم إلى حدٍّ كبير، فإنَّ لِسَنَتِهِمُ الشمسية التي حدَّدوها باثني عشر شهرًا ثلاثة فصول، كل منها أربعة أشهر، وهي فصل الفيضان ثم فصل البذر، ثم فصل الحصاد. ومن هذه الأعياد عيد النيروز الذي كان أول سنتهم الفلكية بشهورها المذكورة وأسمائها القبطية المعروفة الآن، وكذلك العيد الذي سُمي في العصر القِبْطي بشم النسيم، وكانوا يحتفلون به في الاعتدال الرَّبيعي عقب عواصف الشتاء وقبل هبوب الخماسين، وكانوا يعتقدون أن الخليقة خُلقت فيه، وبدأ احتفالهم به عام 2700ق. م.

وذلك في يوم 27 برمودة، الذي مات فيه الإله "ست" إله الشر وانتصر عليه إله الخير، وقيل منذ خمسة آلاف سنة قبل الميلاد.

وكان من عادتهم في شم النسيم الاستيقاظ مبكِّرين، والذَّهاب إلى النِّيل للشرب منه وحمل مائة لغَسل أراضي بيوتهم التي يُزيِّنون جُدْرانها بالزّهور. وكانوا يذهبون إلى الحدائق للنزهة ويأكلون خضرًا: كالملوخية والملانة والخسِّ، ويتناولون الأسماك المُملَّحة التي كانت تُصاد من بحر يوسف وتُملَّح في مدينة " كانوس" وهي أبو قير الحالية كما يقول المؤرخ "سترابون"، وكانوا يَشَمُّون البصل، ويُعلقونه على منازلهم وحول أعناقهم للتبرك.

وإذا كان لهم مبرِّر للتَّمتُّع بالهواء والطبيعة وتقديس النيل الذي هو عماد حضارتهم فإن تناولهم لأطعمة خاصة بالذات واهتمامهم بالبصل لا مبرِّر له إلا خرافةً آمنوا بها وحَرِصُوا على تخليد ذكراها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير