تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هو صدوق كما قال الذهبي و العسقلاني.3 - و أما حديث أنس:فرواه البزار و رجاله رجال الصحيح.رواه الطبراني في " الأوسط " كما في " مجمع الزوائد " (5/ 38)،و ابن أبي خيثمة في " تاريخه الكبير ".قال الحافظ: و إسناده صحيح، كما في " نيل الأوطار " (1/ 55).أما بعد، فقد ثبت الحديث بهذه الأسانيد الصحيحة، عن هؤلاء الصحابة الثلاثةأبي هريرة و أبي سعيد و أنس، ثبوتا لا مجال لرده و لا للتشكيك فيه، كما ثبت صدق أبي هريرة رضي الله عنه في روايته إياه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،خلافا لبعض غلاة الشيعة من المعاصرين، و من تبعه من الزائغين، حيث طعنوا فيه رضي الله عنه لروايته إياه، و اتهموه بأنه يكذب فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، و حاشاه من ذلك، فهذا هو التحقيق العلمي يثبت أنه بريء من كل ذلك و أن الطاعن فيه هو الحقيق بالطعن فيه، لأنهم رموا صحابيا بالبهت، و ردوا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجرد عدم انطباقه على عقولهم المريضة!

و قد رواه عنه جماعة من الصحابة كما علمت، و ليت شعري هل علم هؤلاء بعدم تفرد أبي هريرة بالحديث، و هو حجة و لو تفرد، أم جهلوا ذلك، فإن كان الأول فلماذا يتعللون برواية أبي هريرة إياه، و يوهمون الناس أنه لم يتابعه أحد من الأصحاب الكرام؟! و إن كان الآخر فهلا سألوا أهل الاختصاص و العلم بالحديث الشريف؟

و ما أحسن ما قيل:فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم ثم إن كثيرا من الناس يتوهمون أن هذا الحديث يخالف ما يقرره الأطباء و هو أن الذباب يحمل بأطرافه الجراثيم، فإذا وقع في الطعام أو في الشراب علقت به تلك

الجراثيم، و الحقيقة أن الحديث لا يخالف الأطباء في ذلك، بل هو يؤيدهم إذ يخبر أن في أحد جناحيه داء، و لكنه يزيد عليهم فيقول: " و في الآخر شفاء "فهذا مما لم يحيطوا بعلمه، فوجب عليهم الإيمان به إن كانوا مسلمين، و إلا فالتوقف إذا كانوا من غيرهم إن كانوا عقلاء علماء! ذلك لأن العلم الصحيح يشهد أن عدم العلم بالشيء لا يستلزم العلم بعدمه. نقول ذلك على افتراض أن الطب الحديث لم يشهد لهذا الحديث بالصحة، و قد اختلفت آراء الأطباء حوله، و قرأت مقالات كثيرة في مجلات مختلفة كل يؤيد ما ذهب إليه تأييدا أو ردا، و نحن بصفتنا مؤمنين بصحة الحديث و أن النبي صلى الله عليه وسلم (ما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى)، لا يهمنا كثيرا ثبوت الحديث من وجهة نظر الطب، لأن الحديث برهان قائم في نفسه لا يحتاج إلى دعم خارجي و مع ذلك فإن النفس تزداد إيمانا حين ترى الحديث الصحيح يوافقه العلم الصحيح، و لذلك فلا يخلو من فائدة أن أنقل إلى القراء خلاصة محاضرة ألقاها أحد الأطباء في جمعية الهداية الإسلامية في مصر حول هذا الحديث قال:

" يقع الذباب على المواد القذرة المملؤة بالجراثيم التي تنشأ منها الأمراض المختلفة، فينقل بعضها بأطرافه، و يأكل بعضا، فيتكون في جسمه من ذلك مادة سامة يسميها علماء الطب بـ " مبعد البيكتريا "، و هي تقتل كثيرا من جراثيم الأمراض، و لا يمكن لتلك الجراثيم أن تبقى حية أو يكون لها تأثير في جسم الإنسان في حال وجود مبعد البكتريا. و أن هناك خاصية في أحد جناحي الذباب، هي أنه يحول البكتريا إلى ناحيته، و على هذا فإذا سقط الذباب في شراب أو طعام و ألقي الجراثيم العالقة بأطرافه في ذلك الشراب، فإن أقرب مبيد لتلك الجراثيم و أول واق منها هو مبعد البكتريا الذي يحمله الذباب في جوفه قريبا من أحد جناحيه، فإذا كان هناك داء فدواؤه قريب منه، و غمس الذباب كله و طرحه كاف لقتل الجراثيم التي كانت عالقة، و كاف في إبطال عملها ". و قد قرأت قديما في هذه المجلة بحثا ضافيا في هذا المعنى للطبيب الأستاذ سعيد السيوطي (مجلد العام الأول) و قرأت كلمة في مجلد العام الفائت (ص 503) كلمة للطبيبين محمود كمال و محمد عبد المنعم حسين نقلا عن مجلة الأزهر. ثم وقفت على العدد (82) من " مجلة العربي " الكويتية ص 144 تحت عنوان: " أنت تسأل، و نحن نجيب " بقلم المدعو عبد الوارث كبير، جوابا له على سؤال عما لهذا الحديث من الصحة و الضعف؟ فقال: " أما حديث الذباب، و ما في جناحيه من داء و شفاء، فحديث ضعيف، بل هو عقلا حديث

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير