[فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية للكتاني]
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 10:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الإدارية
للكتاني
" المجلس الأول ":
والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.
من المعلوم أن التأليف والتصنيف له أنواع وأشكال متعددة من ذلك التأليف ابتداءً، والشروح، والاختصار، وجمع الفوائد و الملح في صعيد واحد بين دفتي كتاب، أو استخراج فواد وملح ونوادر كتاب معين، ومنه هذه الأسطر التي بين يديك الموسومة بـ " فوائد وملح ونواد من كتاب التراتيب الادارية " لعبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
وهذا الكتاب أكثر مما عني به من التصنيف ـ وهو تسطير أسس وخطط، والطرق التي سير عليه في الدولة الإسلامية في العهد النبوي ـ فقد احتوى على فوائد ونوادر قلّ أن تجدها في كتاب آخر، الذي يظهر من خلاله على الحضارة الإسلامية، مما فيه رد على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة، ومدنية تذكر.
فهذا الكتاب فيه جملة من المعارف والفوائد والملح تشرئب إلى معرفتها أنفس الطالبين، وترتاح بمذاكرتها قلوب المتأدبين ..
ومما يدل على أهمية الكتاب غزارة المراجع التي رجع إليها في جمع مادة هذا الكتاب وتنوعها فشملت فنون العلم " التفسير، الحديث، والفقه، والأدب، والتاريخ، واللغة ...... بل إن بعض هذه المراجع نادرة وغير متوفرة بين أيدي الناس (1م/21ـ 32).
ومما يقوي أهمية هذا الكتاب الكتب والرسائل والأجزاء التي يذكرها عندما يتكلم على بعض المسائل والأبواب جمعة بين الكثرة وقيمتها العلمية، وبعضها يُظن أنها من ضمن ما فقدم من تراث هذه الأمة، فقد وقف عليها ونقل منها، ويذكر مكانها؛ حتى أن كاتب هذه الأسطر ندم على عدم تقيدها؛ فحبذا لو انتدب أحد الطالبين للعلم، والبحث عن الكتب النادرة لجمعها وترتيبها.
فهذا المصنف مشغوف في الوقوف على ما كتبه علماء هذه الأمة وجمعها؛ حتى اجتمع لديه الشيء الكثير من المصنفات في شتى العلوم، حتى أن مما ذكره من هذه الكتب لم يسبق لك الوقوف عليها بل السماع بها
على سبيل المثال حيث قال (1/ 36): وقد أفرد ما يتعلق بالنعال النبوية بالتأليف جماعة من الأعلام ثم ذكر هؤلاء الأعلام ومؤلفاتهم، وذكر ما طبع منها.، وكذا ما يتعلق الشعر والشعراء زمن النبي ? (1/ 211).
أنه يتوسع في الكلام على بعض المسائل، بذكر الأقوال، ومن قال بها، والكتب، والأجزاء في ذلك، على سبيل المثال، تكلمه على بداية التاريخ الهجري، متى البداية بهذا التاريخ، وهل أول من بدأ به هل هو النبي ? أم عمر ?؟ (1/ 180)، وكلامه على أحكام الهجر، والعزلة (1/ 301ـ 308).
وهذا الكتاب كثير ما ينقل منه فضيلة الشيخ العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد ـ ألبسه الله لباس الصحة والعافية ـ ويشيد بهذا الكتاب.
فإلى هذه الفوائد والملح مراعياً في ذلك الاختصار، والأكثر فائدة مما تجذب القارئ إلى قراءة هذا الكتاب المرة بعد المرة، فقد جمع بين غزارة المسائل والفوائد العلمية، والمتعة والأنس.
• اسم الكتاب كاملاً:
" كتاب التراتيب الإدارية، والعمالات والصناعات والمتاجر والحالة العلمية التي كانت على عهد تأسيس المدنية الإسلامية في المدينة المنورة العلية ".
المرجع الأساس لهذا الكتاب " تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله ? من الحرف والصنائع العمالات الشرعية " لأبي الحسن علي بن ذي الوزارتين محمد بن أحمد الخزاعي.
مع أهمية هذا الكتاب حافظ عليه المؤلف فدونه في كتاب، وجعله بخط أسود وتحته خط.
• المؤلف:
عبد الحي بن شمس الكتاني الفاسي.
في طرة الكتاب اهداء الكتاب إلى شيخه والده بأبيات لابن طباطبا العلوي يقول فيها:
لا تنكرن اهداءنا لك منطقاً منك استفدنا حسنه ونظامه
فالله عز وجل يشكر فعل من يتلو عليه وحيهُ وكلامه
وبأبيات لابن حجر يقول فيها: هنيئا لأصحاب خير الورى وطوبى لأصحاب أخباره
..... ....
(1م/10، 16) مقدمة نافعة بين فيها عن الحضارة الإسلامية، ورد فيها على الذين ينفون أن يكون للإسلام حضارة، ومدنية تذكر.
¥