[فتوى شرعية في ما يسمى بـ (شعر المحاورة) أو (القلطة)، وبيان مفاسده!]
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 07, 09:54 م]ـ
السؤال: لقد درجت وشاعت بعض العادات عند القبائل بإحضار من يسمون " شعراء المحاورة "، مثل أن يأتوا بشاعرين كل واحد منهما من قبيلة، مقابل إعطاؤهم مبلغًا من المال في حفلات العرس ونحوها، ويقوم الشاعران بإحياء الليل كما يقولون، حيث يكون هناك صفان متقابلان من الرجال، وكل شاعر له صف يرددون ترديدًا جماعيًا ما يقوله الشاعران بأصوات عالية مع التصفيق والرقص والتمايل، ويفتخر كل شاعر بحسبه ونسبه، ويطعن بالمقابل في الشاعر الآخر، فما الحكم في هذا كله؟
الجواب: أما الغناء في العرس من النساء بالدفوف فهذا من اعلان النكاح - مشروع - ضرب الدف في النكاح للنساء خاصة، وليس فيه اختلاط وإنما أغانٍ عادية ليس فيها منكر، فهذا مشروع للنساء، وهو من اعلان النكاح، وكان يفعل في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ويحضره أزواجه وغيرهم.
أما الرجال فلا بأس أن يتعاطوا الشعر العربي ويجتمعوا عليه ويسمعونه، الذي ليس فيه محظور، ليس فيه غيبة، ولا سب ولا شتم، ولا يسبب الشحناء والعداوة، بدون طبل وبدون منكر آخر عيب الناس وعيب قبيلة فلان فهذا مما يسبب الشحناء فلا يجوز.
أما إذا حضَّروا شعرًا طيبًا، كشعر حسان والأشعار الطيبة، والقصائد الطيبة التي فيها الخير والدعوة إلى الخير، أو قام شاعر يدعوهم إلى الخير؛ من الجود والكرم والأعمال الطيبة، وقام شاعر آخر كذلك يدعو إلى الخير ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، لا بأس.
وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: (إن من الشعر لحكمة).
وقال لحسان: (اهج الكفار، فو الذي نفسي بيده إنه لأشد عليهم من وقع النبل).
وقال: (اللهم أيده بروح القدس).
كان يهجوهم حسان وأشعاره عظيمة طيبة، وهكذا عبد الله بن رواحة وكعب بن مالك، وهكذا من بعدهم من الشعراء الطيبين.
ومن الشعر: " نونية ابن القيم " التي هي من أعظم الشعر ومن أنفعه، قصيدة طيبة عظيمة نافعة. " نونية القحطاني " قصيدة طيبة نافعة في العقيدة، وهكذا الأشعار الطيبة التي فيها الدعوة إلى الخير وإلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، هذا طيب في العرس وغير العرس.
أما أن يقوم شاعران أو أكثر يتناحرون، يذم بعضهم بعضًا، ويسب بعضهم بعضًا، فهذا منكر، أو يسب هذا أهل قبيلة هذا، منكر، لكن إذا كان الشعر فيما ينفع الناس؛ في الدعوة إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، بر الوالدين، صلة الرحم، طاعة الله ورسوله، طاعة ولاة الأمور بالمعروف، الحذر من معاصي الله؛ فهذا كله طيب له أثر في النفوس.
ولا بأس أن تعطى المغنية في العرس أجرة عملها، أو الشاعر الذي عنده أشعار طيبة، يدعى ليقول الشعر الطيب الذي ينفع الناس ويعطى جائزة، لا بأس.
أما الذي يدعو إلى غيبة فلان وغيبة فلان، وذم فلان، ومدح فلان، لإثارة الشحناء والعداوة والبغضاء بين الناس، فهذا منكر لا يجوز. نسأل الله العافية.
قاله سماحة امامنا ووالدنا عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن بازاسئلة محاضرة " بيان عقيدة أهل السنة والجماعة "
تم التفريغ عصر الثلاثاء 22 ربيع الأول 1428 هـ
منقول
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 08:05 ص]ـ
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه
وجزاك الله خيرا
أتيتني بفتوى كنت أبحث عنها
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 07, 08:27 ص]ـ
بارك الله فيك ووفقك لما يحبه ويرضاه
وجزاك الله خيرا
أتيتني بفتوى كنت أبحث عنها
ورحم الله الشيخ رحمة واسعة
وفيك بارك أخي الكريم
والشكر للأخوة الذين يهتمون بتفريغ مثل هذه الأمور