تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تابوت امراة قصة للعبرة]

ـ[عبد العزيز عبد الرحمن]ــــــــ[13 - 04 - 07, 09:37 م]ـ

من بريد الاهرام13/ 4/2007

عندما أجد نفسي أسيرة أربعة جدران , عندما يرشقني الناس بنظرات الحسرة والندامة , عندما يطلقني زوجي الذي لم يأت وعندما أصبح عاقرا رغم امتلاكي كل مقومات الإنجاب , عندما تصبح الحياة مجرد عادة , الطعام عادة والشرب عادة والنوم عادة ........ عندها فقط أتمرد فوق العادة ولكن واأسفاه فقد أصبح تجاهل الناس لتمردي أيضا عادة , عادة قتلت في قلبي السعادة ..

أنا سيدة تجاوزت الثلاثين عاما , كنت علي قدر كبير من الجمال , جذابة إلي أبعد الحدود , لايختلف علي إثنان في أدبي وأخلاقي ومبادئي وقيمي , من عائلة متوسطة المستوي مستريحة ماديا ولكني قلت كنت فكل تلك الخصال أكل الزمان عليها وشرب وواراها ترابه , فدفنت ولم يتبق من أثرها سوي تابوت متحرك علي الأرض , عبثت به ففتحته ابنة الجيران لتفوح رائحة ذكرياته الكريهة فتذكرني بكل ماهو سييء. ظننت أنني أحكمت إغلاقة فلن تداهمني حاوياته في يوم من الأيام ولكني أخطأت الظن فهذه رائحة لايمكن إزالتها وهذه مرارة لاتذوب وتلك ذكريات حفرها أزميل التاريخ وحررها سؤال الفتاة اليافعة أبلة هو حضرتك ما اتجوزتيش لحد دلوقتي ليه؟

سبحت دموعي في بحر ابتسامة جافة , كفكفتها ونظرت إلي الفتاة , فرأيت فيها مراهقتي التي ضاعت وشبابي الذي وصمه العار والخزي.

ربت علي كتفها وتعهدت بداخلي ألا تتكرر مأساتي فيها. فبدأت حديثي إليها وقلبي يتمزق مع استحضاري كل ماكنت أفعل ...

كان هناك فتاة في مثل سنك , بهية الطلعة ومشرقة الوجه تبعث علي البهجة والطمأنينة تسر كل من ينظر إليها , يشع قالبها بالجمال ويخر لحسنها رجال ورجال.

قضت فترة الثانوية العامة بمدرسة سراي القبة الثانوية بنات .... وبلا شعور أو وعي وجدتني أحور الكلام وبدلا من سرد قصة فتاة مجهولة سردت قصتي أنا حتي أنني لم أنتبه لسؤال الفتاة وهي تقولهو حضرتك بتحكي عن مين؟

تذبذبت أفكاري خلال تلك الفترة حول مظهري , فتارة أرتدي الحجاب وأخري أخلعه , تارة أرتدي الملابس الضيقة والقصيرة , وأخري أرتدي الفضفاضة الواسعة .. هكذا قضيتها تأرجحا بين الخطأ والصواب , بين نيولوك وآخر وليس بين ماهو حرام وحلال.

مرت الأيام والأسابيع وتوالت الشهور سريعا وإلتحقت بالجامعة بعد حصولي علي مجموع وسط بين هذا وذاك أعانني علي الإلتحاق بكلية لابأس بها.

وقبل دخول الجامعة ترسخت في عقلي وتداعت أمام عيني صور الفتيات الجامعيات اللائي كنت أراهن يوميا في ذهابي و مجيئي إلي ومن المدرسة في المترو , فخضت في عمل دؤوب كيف أنتهج نهجهن؟ كيف أحظي بشباب كالذين كن يقفن معهم؟ وقفن مع الشباب دون خجل أو حياء في المترو بعد إنتظارهم علي المحطة , مرتدين الملابس ذات الألوان الفاقعة.

كسرن مرارة وملل المترو بالحديث مع أصدقائهن من البنين فوقتا يمازحن واوقاتا يضحكن وأوقاتا يلعبن وأوقاتا يسمعن الـ mp3 أو fm سويا مع الشبان وقوفا أو علي الأرض جلوسا متأبطين بعضهم البعض دون حياء.

فعلت مثلهن تماما إيمانا مني بأنني لن أستطيع إيقاع أي شاب إلا إذا فعلت كما يفعلن وعصيت والدي ووالدتي اللذين لم يلحا علي كثيرا. سيطرت علي أفكار غريبة ولكنني آمنت بها في الجامعة كل شيء مباح ـ الجامعة حرية ـ فترة الشباب لا تأتي مرتين وعليه عزمت علي استغلالها حسن استغلال , فمع انطلاق العام الجامعي الجديد جهزت موبايلي وهيأته لاستقبال أرقام الشباب الجديدة.

في البداية ذهلت وظننت ان الامور ستصير عسيرة خاصة بعد إصطدامي بأعداد الفتيات الغفيرة ومعظمهن قد فعلن بأنفسهن أكثر مما فعلت. ولكن كل فولة ولها كيال فلم تكد المحاضرة الأولي تنتهي حتي توافد الشباب علي الفتيات الحسناوات كالمطر وبدوري هبط علي شاب وسيم (ضارب شعره في خلاط ومدلدله) يرتدي نظارة شمسية ابتلعت نصف وجهه و قميصا عجز عن تغطية شعر صدره الغزير تغلغلت خلفه سلسلة ذهبية لامعة , غطت معصمه حظاظات وأنسيالات لاحصر لها وبالأسفل بنطال مسقط وعلي حين غرة وضع كشكوله الذي في يده أمامي وخلع النظارة الكبير وعلقها وسط القميص المفتوح ومد يده التي أصبحت خاوية نحوي قاصدا مصافحتي وهو يقول في رقة ممكن أتعرف عليك؟ لم أتردد ولم أفكر فلم أخذل يده الممدودة. هذا ماكنت

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير