تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه الله فقد ...]

ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 04 - 07, 09:52 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم،

نقلا عن كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ص 481 - 511).

للشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله جميعا وجزاهم عنا وعن الإسلام خيرا.

باب

ومن أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه الله فقد اتخذهم أربابا من دون الله

ش: لما كانت الطاعة من أنواع العبادة بل هي العبادة فإنها طاعة الله بامتثال ما أمر به على ألسنة رسله عليهم السلام نبه المصنف رحمه الله تعالى بهذه الترجمة على وجوب اختصاص الخالق تبارك وتعالى بها وأنه لا يطاع أحد من الخلق الا حيث كانت طاعته مندرجة تحت طاعة الله وإلا فلا تجب طاعة احد من الخلق استقلالا والمقصود هنا الطاعة الخاصة في تحريم الحلال أو تحليل الحرام فمن أطاع مخلوقا في ذلك غير الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا ينطق عن الهوى فهو مشرك كما بينه الله تعالى في قوله اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أي علماءهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون وفسرها النبي صلى الله عليه وسلم بطاعتهم في تحريم الحلال وتحليل الحرام كما سيأتي في حديث عدي.

فإن قيل قد قال الله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قيل هم العلماء وقيل هم الأمراء وهما روايتان عن أحمد قال ابن القيم والتحقيق بأن الآية تعم الطائفتين.

قيل إنما تحب طاعتهم اذا أمروا بطاعة الله وطاعة رسوله فكان العلماء مبلغين لأمر الله وامر رسوله والأمراء منفذين له فحينئذ تجب طاعتهم تبعا لطاعة الله ورسوله كما قال صلى الله عليه وسلم لا طاعة في معصية إنما الطاعة في المعروف وقال على المرء المسلم السمع والطاعة ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة حديثان صحيحان فليس في هذه الآية ما يخالف آية براءة.

قال: وقال ابن عباس يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر.

ش: قوله يوشك بضم أوله وكسر الشين المعجمة قال أبو السعادات أي يقرب ويدنو ويسرع، وهذا الكلام قاله ابن عباس لمن ناظره في متعة الحج وكان ابن عباس يأمر بها فاحتج عليه المناظر بنهي أبي بكر وعمر عنها أي هما اعلم منك وأحق بالاتباع فقال هذا الكلام الصادر عن محض الايمان وتجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم وإن خالفه من خالفه كائنا من كان كما قال الشافعي أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لقول أحد فإذا كان هذا كلام ابن عباس لمن عارضه بأبي بكر وعمر وهما هما فماذا تظنه يقول لمن يعارض سنن الرسول صلى الله عليه وسلم بإمامه وصاحب مذهبه الذي ينتسب اليه ويجعل قوله عيارا على الكتاب والسنة فما وافقه قبله وما خالفه رده أو تأوله فالله المستعان وما أحسن ما قال بعض المتاخرين

فإن جاءهم فيه الدليل موافقا * لما كان للآبا اليه ذهاب

رضوه وإلا قيل هذا مؤول * ويركب للتأويل فيه صعاب

ولا ريب أن هذا داخل في قوله تعالى اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله الآية

قال المصنف: وقال أحمد بن حنبل عجبت لقوم عرفوا الاسناد وصحته يذهبون الى راي سفيان والله تعالى يقول فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة اتدري ما الفتنة الفتنة الشرك لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.

ش: هذا الكلام من أحمد رواه عنه الفضل بن زياد وأبو طالب قال الفضل عن أحمد نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول في ثلاثة وثلاثين موضعا ثم جعل يتلو فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة الآية وجعل يكررها ويقول وما الفتنة إلا الشرك لعله إذا أراد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيزيغ قلبه فيهلكه وجعل يتلو هذه الآية فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم وقال أبو طالب عن أحمد وقيل له إن قوما يدعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان فقال اعجبت لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الاسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره قال الله فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير