تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أريد أن أتوب من ذنب، ولكن أجد شيئا في صدري]

ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:19 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

كدت أنصرف عن التوبة واللجوء إلى الله لولا أن ذكرت قوله تعالى: " فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا " ..

ذنبٌ لازمني زمنا طويلا ولا أتوب، واليوم ابتلاني الله به، وجعله عذابا علي، وليس لي لكشفه إلا الله ..

لكن أجد في نفسي الحرج أن أتوب اليوم، وقد أصررت وتماديت من قبل، ولولا أن جاءني البأس ما تبت ..

فأرشدوا أخاكم وشدوا عليه.

ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:36 م]ـ

أخي العزيز

أرجو أن أكون قد فهمتك

أولا اعلم أنه يندر أن تجد أحدا ـ ولو كان ملتح سني ـ خال من اقتراف الذنوب وهذا من طبيعة البشر

ثانيا ـ يا مريد التوبة هنا تتجلى ـ إن صح التعبير ـ معاني أسماء الله الحسنى مثل الحليم التواب الغفور الرحيم

ثالثا ـ الدواء هو تقوى الله ودوام مراقبة السميع العليم.

وجماع ذلك هو تحقيق عبودية الله تبارك وتعالى، والعبودية لله لا تكون إلا بمحبة الله، ومحبة الله لا تكون إلا بالعبودية لله، بمعنى أن يكون العبد:

شوقه إلى الله، ابتهاجه بالله، يفرح ويُسَرّ بالله، قُرّة عينه بالله، جوارحه تطمئن إلى الله، لسانه وقلبه يستولي عليهما ذِكر الله، خواطر فكره هي محبة الله فتكون مكان خواطر المعاصي فلا يقربها، حركات الجوارح واللسان تتحرك بذكر الله بدلا من حركتها بالمعاصي. امتلأ قلبه بمحبة الله فلَهَجَ لسانه بذكر الله فانقادت جوارحه لطاعة الله، بمعنى أدق وأوضح، الإنكسار والذل بين يدي الله.

هذا هو الباب للدخول على الله لا ينفتح من غير هذا الطريق، وإن كانت هناك أبواب أخرى تُفتح بسائر الطاعات والعبادات ولكنها أبواب أخرى وفتح آخر.

لماذا؟ لأن سالك طريق العبودية والمحبة فريد عن بقية الناس فهو في وادٍ لوحده والناس في وادٍ آخر.

قال ابن تيمية رحمه الله: من أراد السعادة الأبدية فليلزم عتبة العبودية.

واعلم أن الشيطان ليس بتاركك

واعلم أننا لو لم نكن نذنب لذهب بنا الله تعالى

وجاء بدلنا بأقوام آخرين يذنبون ويتوبون ويستغفرون ويغفر الله لهم

والله اعلم

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:17 م]ـ

أخي أدعوك إلى قراءة هذه الأسطر فوالله إنها مفيدة ولا تضيع كلمة واحده منها:

الدواء والدواء

علاج القلب المريض بحب وإرادة السيئات

حامد بن عبدالله العلي

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم القائل (من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه) رواه مسلم من حديث أبي هريرة.

قرأت رسالتك، وأعلم أنه لا شيء يحول بينك وبين التوبة، ولو بلغت ذنوبك السماء، ولو ملأت الأرض كلها، فما دام الإنسان في هذه الحياة فإن باب التوبة مفتوح، وقد تبين لي من رسالتك أنك تعيش صراعا بين نداء الإيمان في قلبك، ونداء الشهوة التي يحركها الشيطان فيه، والحمد لله تعالى أنه قد بقي في قلبك نور من الإيمان، ما يلومك على فعل السيئة، ويزين لك العمل الصالح، ولكنه نور ضعيف، لأن ظلمة السيئات التي هي نفث من الشيطان أضعفت هذا النور، ولهذا يضيء أحيانا، فيتيقظ ضميرك قليلا، ثم لا يلبث حتى ينطفئ مرة أخرى وتعود إلى فعل السيئات.

وسأبين لك المرض الذي تعاني منه، ثم أصف لك العلاج، فاقرأ ما أقول لك بتمعن واهتمام، لعل الله تعالى ينفعك به.

ـ القلب أيها الأخ الكريم هو موضع الإرادة في الإنسان، فهو أحيانا يريد الخير، وأحيانا يريد الشر، والجوارح ليست سوى جنود تطيعه على وفق ما فيه من الإرادة.

ـ والفرق بين الملتزمين بالطاعة وبينك، أن الملتزمين قلوبهم تريد الخير إرادة جازمة ولهذا فجوارحهم تطيع هذه الإرادة فهم مستقيمون على طاعة الله تعالى، وأما أنت فقلبك يعلم الخير و الشر، ويفرق بين الحسنات والسيئات، ولكنه لا يستطيع أن يريد الخير، فتجده يريد الشهوات، مع أنه يعلم أنها تضره، فيأمر الجوارح فتطيعه، ولكن ما هو السبب؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير