تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عليك بقراءة كتاب السيف اليمانى فى نحر الأصفهانى صاحب كتاب الأغانى

ثانيا الكثير من كتب الشيخ القرضاوى والشيخ الغزالى مردود عليها من أهل العلم

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 04 - 07, 03:29 م]ـ

كلام للاخ المبارك محمد الأمين في المنتدى إقرأ وتدبر

تعريف الغناء

جاء في لسان العرب (6

3309): كل من رفع صوته ووالاه، فصوته عند العرب غناء ...

وعلى هذا قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن». وواضح أن المقصود هو غير الغناء في تعريفنا الحالي.

و من المهم جداً التنبه على أن الغناء ليس نوعاً واحداً، بل أنواع مختلفة ومتباينة بحسب المقصد والطريقة. وإن كان معنى الغناء هو رفع الصوت وموالاته عند العرب، إلا أنه أخذ أشكالاً عديدة، وأنواعاً كثيرة بعد ذلك، كالحداء والنصب:

أولا: الحداء. قال الجوهري في "الصحاح" (6

2309): الحَدْوُ: سوق الإبل، والغناء لها. وفي معناه أشعار الحداء في طريق مكة كقول قائلهم:

بشرها دليلُها وقالا غداً تَرَين الطلح والجبالا

وهذا لا خلاف بين العلماء في إباحته، كما حكى الحافظ ابن عبد البر وغيره. قال ابن عبد البر كما في "كف الرعاع" (ص60): «لا خلاف في إباحة الحُداء واستماعه. ومن أوهم كلامه نقل خلاف فيه، فهو شاذ أو مؤول على حاله يُخشى منها شيء غير لائق».

ثانيا: النصب. جاء في لسان العرب (7

4437): «النصب: ضرب من أغاني الإعراب، ويسمى أيضا غناء الركبان، وهو غناء لهم يشبه الحداء، إلا أنه أرق منه». وعَرّفه بعض الفقهاء –كما في فتح الباري (10

559) – بأنه «ضربٌ من النشيد بصوت فيه تمطيط».

وهذا النوع يشبه الحداء، إلا أنه أرق منه، فيأخذ نفس الحكم. وأصل ذلك ما أخرجه البخاري (3

1043) ومسلم (3

1432) عن أنس ? أنه قال: خرج رسول الله ? إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، ولم يكن لهم عبيد يعملون لهم ذلك، فلما رأى ما بهم من النضب والجوع قال:

اللهم إن العيش عيش الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة

فأجابوه مرتجزين:

نحن الذين بايعوا محمدا على الجهاد ما بقينا أحداً.

وقد ذكر ابن الجوزي في "تلبس إبليس" (ص237) بعض أنواع الغناء المباح. قال: «منها غناء الحجيج في الطرقات، فإنَّ أقواماً من الأعاجم يقدمون للحج فينشدون في الطرقات أشعاراً يصفون فيها الكعبة وزمزم والمقام. وفي معنى هؤلاء: الغزاة. فإنهم ينشدون أشعاراً يحرِّضون بها على الغزو. وفي معنى هذا إنشاء المبارزين للقتال للأشعار تفاخراً عند النزال». ومن ذلك أشعار يُنشدها المتزهدون بتطريب وتلحين تزعج القلوب إلى ذكر الآخرة ويسمونها "الزهديات". كقول بعضهم:

يا غاديا في غفلة دائما إلى متى تستحسن القبائحا

وكم وإلى كم لا تخاف موقفا يستنطق الله به الجوارحا

ثم روى ابن الجوزي بسنده عن أبي حامد الخلقاني أنه قال:

إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني

وتخفي الذنب من خَلقي وبالعصيان تأتيني؟!

فقال: أعد عليَّ. فأعدت عليه، فقام ودخل بيته، وردَّ الباب، فسمعت نحيبه من داخل البيت وهو يقول: «إذا ما قال لي ربي ... ».

• ضابط الغناء المحرم:

قال الحافظ عبد الرحمن بن رجب الحنبلي في "نزهة الألباب في مسألة السماع": «المراد بالغناء المحرم: ما كان من الشعر الرقيق الذي فيه: تشبيب بالنساء ونحوه، مما توصف فيه محاسن في تهيج الطباع بسماع وصف محاسنه. فهذا هو الغناء المنهي عنه، وبذلك فسره الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهما من الأئمة. فهذا الشعر إذا لُحِّنْ، وأخرج بتلحينه على وجه: يُزعج القلوب ويخرجها عن الاعتدال ويحرك الهوى الكامن المحبول في طباع البشر. فهو الغناء المنهي عنه. فإن أنشد هذا الشعر على غير وجه التلحين، فإن كان محركاً للهوى بنفسه فهو محرم أيضاً، لتحريكه الهوى، وإن لم يسمَّ غناء. فأما ما لم يكن فيه شيء من ذلك، فإنه ليس بمحرم، وإن سمي غناء».

وقال الإمام الشاطبي في "الاعتصام" بعد أن أشار إلى حديث أنجشة: «وهذا حسن. لكن العرب لم يكن لها من تحسين النعمات ما يجري مجرى ما الناس عليه اليوم. بل كانوا ينشدون الشعر مطلقاً، ومن غير أن يتعلموا هذه الترجيحات التي حدثت بعدهم. بل كانوا يرقّقون الصوت ويمَطِّطُونَهُ على وجه يليق بأمِيَّة العرب الذين لم يعرفوا صنائع الموسيقى، فلم يكن فيه إلذاذ ولا إطراب يلهي، وإنما كان لهم شيء من النشاط، كما كان عبد الله بن رواحة يحدو بين يدي رسول الله ?، كما كان الأنصار يقولون عند حفر الخندق: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد ما حيينا أبدا».

قال ابن عبد البر في التمهيد (22

196): «وهذا الباب من الغناء قد أجازه العلماء ووردت الآثار عن السلف بإجازته. وهو يسمى غناء الركبان وغناء النصب والحداء. هذه الأوجه من الغناء لا خلاف في جوازها بين العلماء». وقال ابن عبد البر أيضاً (22

198): «وأما الغناء الذي كرهه العلماء، فهذا الغناء بتقطيع حروف الهجاء وإفساد وزن الشعر والتمطيط به، طلباً للهو والطرب، وخروجاً عن مذاهب العرب. والدليل على صحة ما ذكرنا: أن الذين أجازوا ما وصفنا من النصب والحداء، هم كرهوا هذا النوع من الغناء، وليس منهم يأتي شيئاً وهو ينهى عنه».

أقول: وكلام الحافظين ابن رجب وابن عبد البر، مهم جداً في بيان محل النزاع. لأننا وجدنا بعض المعاصرين يقومون بسرد الآثار المبيحة لغناء النصب والحداء (المتفق على إباحتها) ويستدلون بها على إباحة غناء الطرب (المتفق على تحريمه عند الجمهور). وهذا غلط قبيح، قد نبه عدد من المحققين عليه. ومع ذلك يقع به المعاصرون عن قصد وعن غير قصد.

ومما يؤخذ على هؤلاء المعاصرين ردهم لعدد من الآثار الثابتة في تحريم الغناء بحجج فيها تنطع، مع احتجاجهم بآثار ضعيفة بل مكذوبة تبيح الغناء. وهذا ينبئ عن جهل في علم الحديث أو عن اتباع للهوى. مع أنهم –رغم تبنيهم للرأي الشاذ المخالف للإجماع– يتهمون جمهور علماء الأمة بالتشدد والتزمت وتحريم الحلال بغير دليل!! والله المستعان على ما يصفون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير