- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ أَنَّهُ سَمِعَ عَلْقَمَةَ بْنَ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ
قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:
"إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ "
وورد في فتح الباري:
قَوْله: (إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ)
كَذَا أُورِدَ هُنَا، وَهُوَ مِنْ مُقَابَلَة الْجَمْع بِالْجَمْعِ، أَيْ كُلّ عَمَل بِنِيَّتِهِ. وَقَالَ الْخُوبِيّ كَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ النِّيَّة تَتَنَوَّع كَمَا تَتَنَوَّع الْأَعْمَال كَمَنْ قَصَدَ بِعَمَلِهِ وَجْه اللَّه أَوْ تَحْصِيل مَوْعُوده أَوْ الِاتِّقَاء لِوَعِيدِهِ. وَوَقَعَ فِي مُعْظَم الرِّوَايَات بِإِفْرَادِ النِّيَّة، وَوَجْهه أَنَّ مَحَلّ النِّيَّة الْقَلْب وَهُوَ مُتَّحِد فَنَاسَبَ إِفْرَادهَا. بِخِلَافِ الْأَعْمَال فَإِنَّهَا مُتَعَلِّقَة بِالظَّوَاهِرِ وَهِيَ مُتَعَدِّدَة فَنَاسَبَ جَمْعهَا؛ وَلِأَنَّ النِّيَّة تَرْجِع إِلَى الْإِخْلَاص وَهُوَ وَاحِد لِلْوَاحِدِ الَّذِي لَا شَرِيك لَهُ .. "
فالداعية إلى الله تعالى، يجب أن يخلص نيته لله عز وجل، حتى يكون في عونه، والنيات لا يعلمها إلا الله عز وجل سبحانه.
اللهم اشدد على من آذى الدعاة إليك.
وكأني أسمع لسان حال الدعاة إلى الله تعالى يقول: " الله الموعد "
17 -
أن الله سبحانه وتعالى يحمي عباده الصالحين الداعين إليه، ويكفيهم شر الأشرار وكيد الفجار.
قال تعالى:
{أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (يونس:62)
وتذكرت؛ والشيء بالشيء يذكر:
تذكرت دعاء الغلام في قصة أصحاب الأخدود:
" اللهم اكفنيهم بما شئت"
ووجدت زيادة في لفظ الحديث السابق في صحيح ابن حبان:
"فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
اللهم اكفناه بما شئت"
ويذكر السيوطي قصة في كتابة "بغية الوعاة"فيها عبرة وعظة، وهي عن مكي بن أبي طالب النحوي المقرىء، والذي ولد سنة:355هـ:
فقد كان مكي من أهل التبحر في علوم القرآن والعربية، حسن الفهم والخلق، جيد الدين والعقل كثير التأليف، مجودا للقرآن الكريم.
أقرأ بجامع قرطبة وخطب به، وانتفع به جمع، وعظم اسمه، واشتهر بالصلاح، وإجابة الدعوة.
وكان رجل يتسلط عليه إذا خطب ويحصي سقطاته.
فقال مكي: اللهم اكفنيه، اللهم اكفنيه.
فأقعد الرجل وما دخل الجامع بعد.
والله أعلم وأحكم.
ـ[ابو بلال]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشرع بإذن الله تعالى فى الحديث الثالث
وكما تعودنا كل منا عليه الآتى///
قراءة الحديث بتأنى
تدبر ماورد فى الحديث
ثم يكتب ماالذى استفاده من الحديث
قصة جريج العابد
وهذه القصة رواها البخاري رحمه الله، ورواها الإمام مسلم رحمه الله تعالى، وكذلك رواها الإمام
أحمد رحمه الله. ورواية الإمام مسلم رحمه الله تعالى، يقول فيها النبي صلى الله عليه وسلم فيما
رواه عنه أبو هريرة رضي الله عنه: (لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة: عيسى بن مريم، وصاحب جريج،
وكان جريج رجلاً عابداً، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال:
يا رب! أمي وصلاتي -أيهما أقدم؟ - فأقبل على صلاته، فانصرفت -أي: أمه- فلما كان من الغد أتته
وهو يصلي، فقالت: يا جريج! فقال: أي ربِّ، أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فلما كان من الغد
أتته وهو يصلي فقالت: يا جريج! فقال: أي ربِّ! أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فقالت: اللهم لا
تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات. فتذاكر بنو إسرائيل جريجاً وعبادته، وكانت امرأة بغي يُتَمَثَّل
بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفْتِنَنَّه، فتعرضت له، فلم يلتفت إليها، فأتت راعياً كان يأوي إلى صومعته
فأمكنته من نفسها، فوقع عليها -الراعي- فحملت. فلما ولدت قالت: هو من جريج -الولد ولد الزنا من
جريج - فأتوه فاستنزلوه وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه
البغي، فولدت منك، قال: أين الصبي؟ فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى فلما انصرف
أتى الصبيَّ فطعن في بطنه وقال: يا غلام! من أبوك؟ قال: فلان الراعي، فأقبلوا على جريج يقبِّلونه
ويتمسحون به وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا. أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا)
ـ[ابو بلال]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:59 م]ـ
الفوائد
1 - إيثار إجابة الأم على صلاة التطوع
2 - تقدير شعور الأم
3 - كراهية دعاء الأم على ولدها بشر
4 - دعوة الوالدة على ولدها مستجابة
5 - الفزع إلى الصلاة عند حدوث المكروه
6 - قوة اليقين والرجاء بالله تعالى
7 - إذا تعارض أمران بدئ بأهمهما
¥