تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت أنه لا يوجد دليل (صحيح) على تحريم مس المصحف بدون طهارة , وهذا ما ذهب إليه بعض أهل العلم , فهل أهل العلم الذين لم يشترطوا الطهارة لمس المصحف يقولون أن هناك دليلا صحيحا!! بالطبع لا يقولون هذا .. لأن لديهم أنه لا دليل صحيح على هذا التحريم ..

وأنا أقلد قولهم هذا , وأقول كما قالوا , وهو الأيسر للناس والذي أعتقد أنه يجب أن تكون عليه الفتوى تيسيرا لهم , فالشيطان يدخل للإنسان من هذا الباب فيتعاجز عن الوضوء ..

والله أعلم

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[23 - 04 - 07, 01:22 ص]ـ

الشيخ عبد الرحمن السحيم.

السؤال

هل يجوز مس المصحف من دون طهارة؟ حيث إن لدينا مدرس يقول: يجوز أن تمس غلاف المصحف وحواف صفحاته من غير وضوء , ولكن إذا أردت أن تمس الآيات فعليك بالوضوء.

الجواب

قراءة المُحدِث للقرآن

لا يوجد دليل صحيح صريح في منع المُحدِث من قراءة القرآن، ولا من مسّ المصحف، سواء كان حدثا أصغر أم أكبر.

أما الاستدلال بعموم قوله تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)

فليس بصواب – والله أعلم – ذلك أن الآية مرتبطة بما قبلها

فإن الله تبارك وتعالى قال في سياق الآيات: (إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)

فالذي في الكتاب المكنون هو ما في اللوح المحفوظ، وقد تكرر وصف القرآن بذلك.

قال الله جل جلاله: (بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)

هذا من ناحية.

ومن ناحية أخرى فإن المقصود بـ (الْمُطَهَّرُونَ) هم الملائكة.

وأما البشر فإنهم لا يُطلق عليهم (مطهّرون) لأنهم يتطهرون

ولذا قال الله عز وجل في شأن البشر (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)

وقال في أهل قباء: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)

وقال في شأن النساء: (فَإِذَا تَطَهَّرْنَ)

فالناس يتطهّرون، ولا يُوصفون بأنهم (مُطهّرون)

قال ابن عباس: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) قال: الكتاب الذي في السماء.

وقال مرة: يعني الملائكة.

وكذا ورد عن ابن مسعود حيث قال: هو الذكر الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة

قال قتادة: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) قال: لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس، والمنافق الرجس، وقال: وهي في قراءة ابن مسعود (ما يمسه إلا المطهرون) وقال أبو العالية (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) قال: ليس أنتم. أنتم أصحاب الذنوب.

قال الإمام مالك أحسن ما سمعت في هذه الآية: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) إنما هي بمنزلة هذه الآية التي في عبس وتولى؛ قول الله تبارك وتعالى: (كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ).

إذاً سقط الاستدلال بالآية على منع المُحدث حدثا أصغر أو أكبر من مس المصحف.

وهنا مسألة، وهي:

ينبغي التفريق بين مس المصحف، وبين قراءة القرآن.

وبقي الاستدلال ببعض الأحاديث التي استدل بها مَن منع الحائض أو الجُنُب من قراءة القرآن، أو منع غير المتوضئ من مسّ المصحف.

فقد استدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي حاجته ثم يخرج فيقرأ القرآن، ولا يحجزه - وربما قال - ولا يحجبه عن ذلك شيء ليس الجنابة. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة والحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد والشيخان لم يحتجا بعبد الله بن سلمة فمدار الحديث عليه، وعبد الله مطعون فيه.

ورواه ابن الجارود في المنتقى، وقال: قال يحيى: وكان شعبة يقول في هذا الحديث: نعرف وننكر. يعني أن عبد الله بن سلمة كان كبر حيث أدركه عمرو.

وأطال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تخريجه وذكر طُرقه، وذلك في غوث المكدود بتخريج منقى ابن الجارود (ح 94)، ورجّح ضعفه.

ومن قبله الشيخ الألباني – رحمه الله – فقد أطال في تخريجه والكلام عليه في الإرواء

(ح 485)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير