تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هم «الأغوات» الذين تلحظهم يتجولون ليلاً ونهاراً في ارجاء المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف.

وقد سخروا انفسهم لخدمتهما ..

ويظل الأغوات «لغزاً» يتطلع الكثيرون لسبر أغواره ..

أكتسب الأغوات من المسجد النبوي وأجوائه الروحانيةوقارا وحكمة في هدوء لافت .. فهم لا يتكلمون كثيراً تأدباً.

على «دكة الأغوات» التي تقع في جانب من الحرم تراهم يجلسون جلوساً «متأهباً» مرتدين عمائم بيضاء، وشالات ملونة، وأحزمة تلتف حول خصورهم واضعين انفسهم رهن الإشارة إذا ما احتاج الأمر الى تقديم خدماتهم داخل المسجد النبوي و المكي.

تاريخ الأغوات:

يقال إن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه كان أول من استخدمهم لخدمة الكعبة الشريفة، فيما ذهبت بعض الآراء الى أن ابنه يزيد هو أول من أستخدمهم ..

وأرجعت روايات أخرى تاريخهم إلى أبي جعفر المنصور - الخليفة العباسي-.

وتشير روايات أخرى الى أن ظاهرة «الأغوات» عرفت لدى عدد من القبائل الحبشية التي كانت تخصي أبناءها وتقدمهم هدية للحرمين الشريفين لخدمتهما.

وأصبح البحث عن الأغوات يتم عن طريق العاملين في الحرمين الشريفين، فعندما يسافرون

إلى الحبشة يكلفون بالبحث عن أناس تنطبق عليهم مواصفات «الأغا» ..

وعند حصولهم على «مخصي» يخبرون به شيخ الأغوات ليقوم بعد ذلك بالرفع عنه حتى يتم إعتماده رسمياً للعمل في أي من الحرمين الشريفين في مجالات التنظيف، والترتيب، وتفريق النساء عن الرجال، وفي الحرم النبوي يقومون بتصريف النساء عند اغلاقه.

شيخ الأغوات:

رغم توافق مواصفات «الأغوات» إلا ان أعمالهم تختلف من شخص لآخر:

1 - فلهم رئيس يسمى (بشيخ الأغوات).

2 - ويأتي بعده (نقيب الأغوات) وهو الذي يخلف شيخ الأغوات بعد موته.

3 - ثم يأتي بعد ذلك (أمين الأغوات).

4 - ويليه مباشرة (مشدي الأغوات).

5 - ومن ثم (الخبزي).

6 - ومن بعده يأتي (نصف خبزي).

7 - ثم (شيخ بطال).

8 - بعد ذلك يأتي (ولد عمل).

9 - ليأتي أخيراً (المتفرقة)، وهو آخر مرتبة لسلم الأغوات.

والخمسة الأوائل يسمون (خبزية) وهم المشرفون الذين يتولون الإشراف على توزيع عمل الأغوات.

وأقدم الأغوات يعين شيخاً عليهم وهو المسؤول عن أوقاتهم، وسير عملهم في الحرم.

وبعد موت الشيخ يصبح النقيب شيخاً والأمين نقيباً.

وينوب النقيب عن الشيخ في حالة غيابه ويأمر كما يأمر الشيخ والناظر.

وأما الوكيل الشرعي فلا ينوب عنه وإنما يساعد الشيخ والناظر.

و (مشدي الأغوات) هو الأغا المشرف على أوقافهم إلى جانب الوكيل.

و (الأمين) يأتي من بعد (الخبزي).

و (الخبزية) يضعون على رؤوسهم (شوشة) وهي عبارة عن شاش معمول من القصب يوضع على الرأس.

وبذلك يكون الأغا الذي لا يضع الشوشة على رأسه من صغار الأغوات.

أما (نصف الخبزي) فلا يضع شوشة على رأسه.

وإذا مات الذي قبله يُرقى الأغا الى (خبزي) ويضع الشوشة على رأسه.

وأما (شيخ بطال) فيصبح نصف خبزي إذا رُقي الذي قبله ويوزع العمل بين هؤلاء، ويخبر الشيخ بالذي لا ينفذ أمره ليتولى معاقبته ..

وأما (ولد العمل) فهو الذي ينام في الحرم طوال اليوم وبعد إنقضاء سبع سنوات على هذا الحال يُرقى الى (شيخ بطال) .. ليتولى «المتفرقة» مكانه ويصبح «ولد عمل» ..

و (المتفرقة) قبل الآغا الذي دخل من أولاد العمل بسنتين حيث ينظم الجديد للمتفرقة.

فالمتفرقة هم أصلاً أولاد العمل ويسمونهم المتفرقة.

وعن تسميتهم بهذه التسمية يُقال ان هذه الكلمة (فارسية)، وتطلق على الشيخ أو السيد أو الرجل الكبير أو رئيس الخدم.

ولعل هذه الكلمة أطلقت عليهم لجميع هذه الأسباب كونهم خداماً وشيوخاً كباراً، وفي المدينة المنورة عرفوا بهذا المسمى وقد نقلوها عن الأتراك.

وتعني هذه الكلمة في المدينة بالخصيان الذين يقومون بخدمة الحرم النبوي الشريف، حتى أصبحت هذه الكلمة خاصة بهم، وبرغم قلتهم الا أنهم معروفون في المدينة المنورة، ومنهم متزوجون بأكثر من زوجة، وقد تقلص عددهم لأن القائمين على الحرم اعتبروا أن هذا الإجراء قد توقف لكي لا يشجعوا الناس على إخصاء ابنائهم فهي عادة تعارض حقوق الانسان.

وبسبب اغلاق المسجد النبوي ليلاً اصبحت لهم حارة تعرف باسمهم وهي التي يقطنون

فيها بعد اغلاق المسجد.

وعرف الأغوات بأعمال الخير، ومنهم من عرف بالعلم والتفقه في الدين.

وكان من بين (أغوات) المدينة المنورة من اشتهر بعمل الخيرات، ومساعدة المحتاجين من الناس

فمنهم من بنى المساجد، والأربطة، والمدارس في المدينة ويبقى مسجد (الآغا) في حي قباء خير شاهد على ذلك ولا يزال المسجد موجوداً.

كما أوقف رباط على الفقراء لايزال يحمل اسم الأغوات.

ويعرفون بغناهم المادي لكنهم لا يورثون ولا يحق لهم هبة أموالهم أو التصرف بها، وبموتهم تنتقل ممتلكاتهم الى الأوقاف.

ولانسل لهم، ولا أولاد، وتنقطع سلالتهم بموتهم ورحيلهم عن الدنيا، والسبب أن أهاليهم قدموهم هدية للحرمين بعد خصيهم.

هل يحق لهم الزواج؟

يحق للآغا الزواج، ولكن زواجه ليس للمتعة ولكن من أجل أن يجد امرأة ترعاه إذا مرض أو كبر في السن وترعى شؤون حياته.

وغالبيتهم يتزوجون من الخارج ويحضرها معه للمملكة، ويرعاها مع أولادها، ويقوم بتربيتهم.

وفي وقتنا الحاضر اقتصرت أعمالهم على تبخير الروضة، ومرافقة كبار الزوار.

ويمكن للزائر أن يراهم فهم يجلسون إلى الآن بالقرب من دكة الأغوات ـ على يمين الداخل من باب جبريل ـ

هذه المعلومات أعتقد أنا غريبة على كثيرين من أبناء المدينة المنورة ومكة فما بالكم بغيرهم أحببت أن أنقلها لكم.

المقال منقول من (منتديات طلاب الجامعة الإسلامية).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير