13 - مدارك السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين مطبوع في ثلاث أجزاء، وله طبعات وصدر مؤخراً بتحقيق جيد للشيخ عبد العزيز الجليل. وتعتبر هذه الخمسة الكتب الأخيرة هي أكبر وأوسع وأعمق كتب الإمام ابن القيم، ولذلك أخرتها إلى عند الآخر حتى يحصل للقاريء من خلال مروره على كتب ابن القيم الأخرى دِرْبة، فإذا قرأ هذه الكتب وجد ذهنه يستوعب ما يقرأ، مع الاستفادة والفهم لها.
ثانياً: كتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله –
فالمقترح فيها أن تُقرأ الكتب المتعلقة بموضوعات العقيدة أولاً، وذلك لأن كتابه شيخ الإسلام في العقيدة أوسع مما كتبه في غيرها وأعمق؛ لأنه - رحمه الله - حامل راية السلف في الاعتقاد فأوضح معتقد السلف، وانتصر من المعقول والمنقول، وزيَّف أقوال المخالفين، ولهذا نجد أكبر كتبه قد كتبها في مجال العقيدة؛ وذلك لاهتمامه بالرد على الزائغين المبتدعين. ونلاحظ أن كتبه في العقيدة تحمل طابع البسط والتطويل من عمق المعاني، والاحتياج في فهمها إلى تأمل. ولهذا أقترح أن يقرأ الطالب كتبه في العقيدة مع التفهم لها والتأني، والتجرد من الهوى، وقصد معرفة الحق لاعتقاده، والعمل به لا سيما في مثل هذه الأيام التي كثرت فيها الدعاة إلى المذاهب الفاسدة، وكثر التشكيك في معتقد أهل السنة والجماعة. ثم إذا انتهى من مجال العقيدة قرأ في التفسير ثم في الفقه ثم في غيره. واعلم أنه يتعذر إحصاء وضبط كتب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - كما صرَّح بذلك مترجموه؛ وذلك لكثرة كتابة الشيخ - رحمه الله -، وكون بعض من كتب له الشيخ أو وقع في يده شيء من كتبه احتفظ بها لنفسه، وقد بقي شيء منها مخطوطاً، ولذلك قد يصل إلى بعض أهل العلم من كتبه ما لا يصل إلى آخرين، وهكذا. وهذا السَّرْدُ لكتبه - رحمه الله - بحسب ما أطلعنا عليه من كتبه المطبوعة التي وصلت إلينا. ولم أتتبَّع في هذا المسْرَدِ ذكر الأجزاء الصغيرة من مؤلفاته - رحمه الله - لأن أغلبها مذكور في كتب «المجاميع» التي تُعنى بجمع رسائل شيخ الإسلام ولذلك أحلتُ عليها؛ ولتفرقها، وعدم انضباطها. فما لم يُذكر يُنظر إلى نظيره مما ذُكر. ومن أكمل من جمع في تسمية كتب شيخ الإسلام - رحمه الله - ابن القيم في كتابه: «تسمية مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية، وكذلك ابن عبد الهادي في العقود والدُّرية» وكذلك ذكر المحققان لكتاب «الصارم المسلول» فِهرساً طويلاً لكتب الشيخ حاولا فيه استيعابها فقالا (1/ 70): « ... وقد جمعنا أسماء مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -من جميع المصادر والمراجع التي بين أيدينا، ورتبناها على حروف المعجم، ونعتذر عما لم يكن ذكره؛ لاختلاف عنوانه؛ لأن الكثير منها لم يحصل الوقوف إلا على تسميته، وهي كما يأتي: ... » فذكرا سبعمائة واثنين بدون المكرر. ومما ينبغي التنبيه عليه أن بعض مصنفات الشيخ قد يكون لها أكثر من عنوان، فيظن من وقف عليه أنهما كتابان وهو واحد. وقال ابن القيم في «النونية» في تعداد الشيخ: «فصل: في مصارع النفاة والمعطلين بأسنة أمراء الإثبات الموحدين:
وإذا أردت ترى مصارع من خلا ... من أمة التعطيل والكفران
وتراهم أسرى حقيراً شأنهم ... أيديهم غُلَّتْ إلى الأذقان
وتراهم تحت الرماح دَرِيْئَةً ... ما فيهم من فارس طَعَّانِ
وتراهم تحت السيوف تَنُوْشُهمْ ... مِنْ عَنْ شمائِلهم وعن أيمانِ
وتراهم انسلخوا من الوحين والـ ... ـعقل الصريح ومقتضى القرآن
وتراهم والله ضِحْكةَ ساخر ... ولطالما سخروا من الإيمان
قد أوحشت منهم ربوع زادها الـ ... ـجبار إيحاشاً مدى الأزمان
وخلت ديارهم وشُتِّتَ شملهم ... ما فيهم رجلان مجتمعان
قد عطل الرحمن أفئدة لهم ... من كل معرفة ومن إيمان
فاقرأ تصانيف الإمام حقيقة ... شيخ الوجود العالم الرباني
أعني أبا العباس أحمدَ ذلك الـ ... ـبحر المحيط بسائر الخلجان
واقرأ كتاب العقل والنقل الذي ... ما في الوجود له نظير ثان
وكذلك منهاج له في رده ... قول الروافض شيعةِ الشيطان
وكذلك أهل الإعتزال فإنه ... أرادهم في حفرة الجُبَّان
وكذلك التأسيس أصبح نقضه ... أعجوبة للعالم الرباني
وكذلك أجوبة له مصرية ... في ست أسفار كُتبن سِمانِ
وكذا جواب للنصارى فيه ** ما يشفي الصدور وإنه سِفران
¥