تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وخطوات الشيطان يدخل فيها سائر المعاصي المتعلقة بالقلب، واللسان، والبدن، ومن حكمته تعالى أن بين الحكم، وهو: النهي عن اتباع خطوات الشيطان، والحكمة، وهو بيان ما في المنهي عنه من الشر المقتضي، والداعي لتركه فقال: (وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ) أي: الشيطان (يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ) أي: ما تستفحشه العقول والشرائع، من الذنوب العظيمة، مع ميل بعض النفوس إليه، (وَالْمُنْكَرِ) وهو ما تنكره العقول ولا تعرفه، فالمعاصي التي هي خطوات الشيطان لا تخرج عن ذلك، فنهي الله عنها للعباد نعمة منه عليهم أن يشكروه ويذكروه؛ لأن ذلك صيانة لهم عن التدنس بالرذائل والقبائح، فمن إحسانه عليهم أن نهاهم عنها، كما نهاهم عن أكل السموم القاتلة ونحوها.

" تفسير السعدي " (ص 563).

ونهانا ربنا تعالى عن أن نقرب الزنا، ولم ينهنا عن الزنا مباشرة! قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) الإسراء/32.

وعندما يريد الشيطان أن يوقع خاصة الناس في المعصية: فإنه يأتيهم من باب الطاعة! فيبدأ الأمر من الترغيب برعاية الأرملة والمسكينة، ولا يزال يتطور الأمر، فيبدأ بالعناية بأحوال تلك النساء من بُعد، ثم لا يزال يقترب بالكلام، ثم النظر، ثم الجلوس والانبساط في الحديث، إلى أن يقع الإعجاب، ثم يحصل ما لا يُحمد عقباه.

وله طرق أخرى، ومنها: الدعوة إلى الله! فيبدأ الأمر على أنه نصح عام للمسلمين، ثم يبدأ بتخصيص نصحه ودعوته لبعض الخاصة، ثم لا يفرِّق في هذا بين ذكر وأنثى، ثم يبدأ مشواره مع النساء بالكلام المحتشم، ثم بالأسئلة الخاصة، فالمزح، فالإكثار من المراسلة، ثم ينتقل إلى الحديث بالصوت، ثم بالصوت والصورة، ثم باللقاء، ثم يحصل ما لا يُحمد عقباه، وكل ذلك الطريق الذي سلكه كان من خطوات الشيطان الذي نهاه الله عن اتباعها، وكل ذلك كان من " قربان " حدود الله التي نهاه الله عن قربانها، فزيَّن له الشيطان عمله، وأوهمه أنه يدعو إلى الله، وأن هذا من نفع المسلمين، ومن تعليم الجاهلين، ومن تنفيس الكربات، وتفريج الهموم، ولا يزال يزين له أعماله حتى يوقعه في الموبقات.

وإننا لنأسف على إخوة وأخوات عرفناهم من أصحاب الهمم والطاقات في الخير، ثم صار حالهم إلى بُعد عن الله تعالى، ووقوع في الفواحش والمنكرات، ومعظم النار من مستصغر الشرر، فلم ينتبه هؤلاء إلى أول خطواتهم في طريق المعصية، ولم ينتبهوا لأنفسهم وقلوبهم وتغيرها، ولن يلتفتوا لإيمانهم وضعفه، وكل ذلك جعله الله تعالى إشارات ينتبه بها الغافل، ويستيقظ بها النائم.

وينظر سؤال: (60269 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=60269&ln=ara))

ثانياً:

وما حصل من زوجك هو مما ذكرناه قطعاً، والفتنة التي وقع بها واضحة المعالم، وكلامه فيه مغالطات وتجنٍّ، وكل ذلك من أجل أن يقنع نفسه أنه ليس بمخطئ، ومن ذلك:

1. إخفاء تصرفاته عنكِ، ودعواه أنها " حياته الشخصية "! ولو كان يفعل الخير، ويرجو ثوابه عند الله تعالى لشاركك في دعوته، واستشارك في كيفية تعامله مع النساء – على الأقل -، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الإثم هو " ما حاك في الصدر وكرهتَ أن يطلع عليه الناس " وهو عين ما كان يفعله.

2. زعمه في تسويغ تصرفاته أن " الشيوخ يفعلون ذلك ولا حرج "! هو من تجنيه عليهم، وإذا كان " الشيوخ " يخفون تصرفاتهم وأحوالهم – مثل ما يفعل – فكيف وصل له الخبر أنهم يفعلون مثل فعله؟! وإن كان الشيوخ يخاطبون النساء ويرشدونهم فبالطريقة الشرعية لا بطريقته هو، فلا يصح له الاستدلال بفعلهم، فلا هو بالذي فعل مثل فعلهم، ولا هم فعلوا فعله كما زعم عليهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير