تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[السؤال: عندما أردت أن أعود إلى الصلاة وجدت في صدري ضيقا؟]

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 12:25 ص]ـ

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: ـ أنا فتاة من فلسطين، وقد كنت محافظة على الصلاة، ثم تركتها، ولما أردت أن أعود للصلاة، وجدت في صدري ضيق نفس، وكتمة، فأرشدني أرشدك الله، ونور دربي؟

***************

جواب الشيخ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أختنا الكريمة، كيف وأنت من أرض الإسراء تتهاونين في الصلاة أما علمت أن أرضك هي الأرض المباركة، لأنها مهاجر الأنبياء، وقد حوت يوما كل الأنبياء جمع الله تعالى أرواحهم في ليلة الإسراء واستقبلوا محمدا صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى، وكانت هذه أكبر وأعظم قمة في التاريخ البشري، ثم أتدرين ماذا فعلوا في تلك القمة، شيئا واحد فقط

صلوا لربهم، وصار أمامهم محمد صلى الله عليه وسلم.

أتدرين لماذا؟

لأن الصلاة هي أعظم ما في الوجود

وهي سر الوجود

وهل أحلى ما في الوجود

وهي أجمل ما في الوجود

وهي أعظم وانفع ما في الوجود كله.

أتدرين لماذا؟

لأن كل الكون يصلي

قال تعالى (الم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء) ـ

تأملي هذه الآية الكريمة كل شيء في الكون يسجد لله، وكثير من الناس مع الكون يسجدون لله تعالى، وقليل متمردون لايسجدون

هل تريدين أن تكوني مع الكون المسبح لله تنضمين إلى موكب التسبيح الجميل الذي يملأ أرجاء الكون، فكل المخلوقات كأنها اتخذت الكون محرابا تصلي فيه لله تعالى، أم تريدين أن تشذي بعزف نشاز يأبى أن ينضم إلى ركب العبودية لخالق السموات والأرض، طبعا تريدين أن تكوني مع الكون المسبح

فاعلمي أن ذلك يحدث لك في الصلاة، إنك في الصلاة تنسجمين مع الكون كله، في نظام واحد يسبَح في فضاء العبودية للرب، ويسبّح لله تعالى وكأن كل الأفلاك وما فيه تطوف حول عرشه تجلي كل آيات عبودية الحب، والشوق، والإنس، والسرور العظيم بخالقها العظيم (تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا) ـ

ولهذا قال تعالى في القرآن (ويل يومئذ للمكذبين ** وإذا قيل لهم اركعوا لايركعون ** فبأي حديث بعده يؤمنون) ـ

والذي لايصلي معنيُّ بهذه الأية الكريمة في سورة المرسلات وهي تعني أن الذي يقال له صل لله، واركع لله، فلا يصلي ولايركع، أنه يكون يوم القيامة مع المجرمين، وأنه يكون مثلهم من المكذبين، لأنه كذب دعواه العبودية بلسانه بتمرده عن الركوع لله تعالى بفعله.

فاحذري كل الحذر أن تتركي صلاة واحدة، فوالله إنه لشرف عظيم للعبد أن يأذن الله تعالى له أن يركع بين يديه، ويسجد بين يديه، ويسبح بين يديه، إنه الله مبدع السموات والأرض خالق كل شيء، الله الرب العظيم، بكماله المطلق وجماله وجمال صفاته وعظمته وقدرته وكبريائه، يأذن لعبده أن يسجد ويركع بين يديه ويسبح له في الصلاة، فأي شرف أعظم من هذا الشرف، فلماذا لايقبله الإنسان العبد الجاهل الضعيف؟!!!!!!! ـ

وأما الضيق عند إرادة الصلاة، فهي علامة إيجابية، لان معناه أن الشيطان وجد في القلب إقبالا على الله تعالى وحبا للإيمان، فأراد أن يصد القلب عن ذكر الله تعالى، ولكن إذا صبر المؤمن واقتحم هذه العقبة، يذهب الضيق ويخسأ الشيطان، وتصبح للمؤمن في صلاته حلاوة لاتقارنها حلاوة، وانشراح لايقارنه انشراح، واطمئنان لايقارنه اطمئنان، وتصبح الصلاة هي زمن السكينة والراحة النفسية فهو يشتاق إليها لكي يرتاح من هموم الدنيا، ويجد فيها ملجأ وسكنا، وهذا ما سيحدث لك مع الصبر على أداء الصلاة والمحافظة عليها، فحافظي عليها فإنها نور الله تعالى في قلب المؤمين

فاستكثري من هذا النور العظيم فهو الطريق الموصل إلى الله تعالى لا طريق سواه.

المجيب: الشيخ حامد بن عبدالله العلي

المصدر ( http://h-alali.info/f_open.php?id=066b543e-dc2d-1029-a62a-0010dc91cf69)

ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[25 - 04 - 07, 01:30 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 03:09 م]ـ

وجزيتم بمثله ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير