2 - أما كونه الراوي الأكبر لأحاديث الرسول فرغم أنفك! ومن أنت حتى تعترض؟ أبو هريرة حافظ الصحابة على الإطلاق. يقول الدكتور مصطفى السباعي: ((ولم يكد يمضي عصر الصحابة وكبار التابعين حتى كانت أحاديث أبي هريرة محل عناية أئمة الحديث ينقدونها فيبينون ما صح منها، وينفون ما لم يصح ويذكرون ما فيه ضعف أو وهن. واحتلت أحاديث أبي هريرة الصحيحة صدور مدونات السُّنَّة ومسانيدها، لم يشذ عن ذلك أحد قبل أن يأتي النظام والإسكافي ومن معهما من شيوخ المعتزلة والإسكافي ومن سبقه من شيوخ الشيعة)) اهـ. فهؤلاء أسلاف العاملي الشيعي وأبي رية، ومن سار في دربهم من أمثال هذا الموتور الجاهل.
ولله در الشاعر وليد الأعظمي حيث يقول في أبي هريرة:
حباك النبي بألطافه * * * * وعشت سعيدًا بقرب النبي
وأنت الوفي لهدي النبي * * * * فلم تتأول ولم تكذب
وعيت الحديث وأديته * * * * صحيح العبارة والمطلب
فلله صدرك من حافظ * * * * فلم يتردد ولم يرتب
وخازن علم كمثل السحاب * * * * يسح على الخلق بالصيب
فماذا يضيرك من حاسد * * * * خبيث اللسان حقود غبي
تستر من ظاهر بالبحوث * * * * وباطنه أسود عقربي
3 - أما كذبه بأن النبي صلى الله عليه وسلم أبعده عن صحبته فسيأتي الرد عليها بعد قليل.
الكذبة الثانية: نفيه لجهاد أبي هريرة في سبيل الله في الغزوات
يقول المتطاول على أسياده: ((إننا نقدس الصحابة الكبار ونضعهم في المكانة اللائقة بهم بسبب سبقهم إلى الإسلام وتقديمهم لتضحيات جليلة من مالهم وحياتهم من أجل رفعة الإسلام. لكن ماذا سنفعل إذا عرفنا أن أبا هريرة لم يشارك في غزوة أو سرية لم يحمل سيفا كي يحارب به أو يدفع عن الإسلام شرا رجل قضى حياته يخدم من حوله مقابل ملء بطنه لم يتعفف ولم يحفظ كرامته فكيف لنا الآن أن نحفظ كرامته ونصر على أن نقدسه ونمنحه ما ليس من حقه)) اهـ.
و يقول أيضا: ((وهو بطبعه الانتهازي يريد الأمر سهلا لأنه ليس من أبطال الحروب ولا عهد له بميادين القتال ولم يخلق إلا ليخدم ويطعم من أجر خدمته للآخرين)) اهـ.
ثم يزعم أنه طلب العطاء من غنائم خيبر وهو لم يشهدها!!
وللرد على هذه الكذبة المخجلة التي تكشف عن مستواه العقلي والخلقي نقول:
1 - هل عميت عيناك عما سطرته كتب السُّنَّة والسيرة والمغازي والسير من الصفحات الرائعة لجهاد أبي هريرة مع النبي بجانب الصحابة الكرام. هذا المفضوح يريد أن يسلب عن أبي هريرة كل ما يظهره بمظهر الشرف والبذل في سبيل الله وهنا يفتضح أمرك أيها الكذاب وإلى القارئ الكريم طرفًا من جهاد أبي هريرة ليصفع به هذا المفتري: إن أبا هريرة بسبب تأخر هجرته لم يحضر معارك الإسلام الأولى كبدر وأحد والخندق لكنه حضر جميع المعارك المتأخرة ولم يتخلف عن واحدة منها: فشهد " خيبر وقتال وادي القرى "، وقد أورد البخاري نصوصا كثيرة في شهوده " خيبر ". وفي ألفاظ الروايات من أقوال أبي هريرة: ((افتتحنا خيبر)) بضمير الجمع ((وخرجنا))، ((وشهدنا)) وكلها تدل على حضوره، وهذا مما يفضح الافتراء بأنه لم يحضر خيبر.
2 - كما شهد " غزوة ذات الرقاع " كما في البخاري. وشهد " إجلاء بعض يهود المدينة " كما في صحيح مسلم، ولعل هذا ويوم خيبر مما هيج عليه "نعال" اليهود وأذنابهم حتى لو تسموا بأسماء المسلمين. وشهد رضوان الله عليه " الفتح الأكبر وحنين والطائف " كما في البخاري. وشهد " غزوة تبوك " كما روى الطحاوي في معاني الآثار بسند صحيح إليه قال: ((خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك)). وشهد " غزوة مؤتة " كما في المستدرك. واشترك في " قمع المرتدين " كما في البخاري والمسند لأحمد. كما شهد " معركة اليرموك " كما في تاريخ دمشق لابن عساكر. وشهد " غزوات أرمينية وجهات جرجان " كما أفاده ابن خلدون وغيره.
ومع هذا كله يريد الظالم البائس أن يَسْلب هذه الفضائل عنه، هذا إن كان قرأ شيئا من العلم فعلا قبل أن يكتب هذا الهراء والأكاذيب التي كتبها.
الكذبة الثالثة: اتهامه لأبي هريرة بالوضع والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
يتهم المجترئ أبا هريرة بأنه كان من كبار الوضاعين للأحاديث فيقول: ((أبو هريرة لم يكن من كبار رواة الحديث لكنه كان من كبار واضعيها)) اهـ
¥