تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويقول أيضا: ((وكان لنهمه يغشى بيوت الصحابة في كل وقت وكان بعضهم ينزوي منه لكن كل هذا لم ينسه حبه للطعام للدرجة التي دفعته إلى أن يضع أحاديث وينسبها للنبي في فضل الولائم مثل قوله: شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ـ أي بغير دعوة ـ ويدعى إليها من يأباها ومن لم يجب الدعوة فقد عصى أبا القاسم)) اهـ

وهذا كلام بالغ الإسفاف والتدني، ولا يخرج إلا من جوف من ألف تلك الطباع، على طريقة من قال: إذا ساءت فعال المرء ساءت ظنونه، ولتعليم هذا "الصبي" بعض ما ينفعه نقول:

1 - هذا الموتور الذي يتهم أبا هريرة بأنه يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم وأنه من كبار واضعي الأحاديث يتناسى قبح الكذب آنذاك وندرته حتى على البشر العاديين ناهيك عن الأنبياء، ولعله من كثرة أكاذيبه وعيشه الآن في زمان فشا فيه الكذابون واستمرأ الناس فيه الكذب، وإلا فهل كان هناك من كذاب يستطيع إخفاء نفسه زمن النبي صلى الله عليه وسلم دون أن يفضحه ويجدد له توبته. تقول عائشة رضي الله عنها: ((ما كان أبغض عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب وما جرَّب منه رسول الله من أحد من شيء وإن قل فيخرج له من نفسه حتى تحدث له توبة)) رواه أحمد والترمذي. فما الكذب بالأمر الهين حتى يستغفل أبو هريرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه ويحوز منهم التوثيق والمدح لدرجة أن أكثر من أربعين صحابيًا رووا عنه على رأسهم ابن عباس وأبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وأنس بن مالك وأبو أيوب الأنصاري وعبد الله بن الزبير وهذا ابن عمر رضي الله عنهما يقول: ((يا أبا هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه)) رواه الترمذي. وفي رواية (وأعلمنا بحديثه) رواه الحاكم. وهذا حذيفة يقول: قال رجل لابن عمر إن أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر: أعيذك بالله أن تكون في شك مما يجيء به، ولكنه اجترأ وجبنا)) رواه الحاكم. ومن يراجع كتاب (دفاع عن أبي هريرة) للشيخ عبد المنعم صالح العلي يجد تفصيلا لروايات الصحابة الكبار وأصحابهم والتابعين ورواياتهم عن أبي هريرة بما يؤكد توثيق الأمة كلها لأبي هريرة.

2 - أما الحديث الذي زعم الموتور أن أبا هريرة وضعه من أجل حبه للذهاب لطعام الولائم وهو قوله صلى الله عليه وسلم: ((شر الطعام طعام الوليمة .. )) فقد رواه مسلم. ولم ينفرد به أبو هريرة أصلا، وإنما رواه كذلك ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، والرواية رواها الطبراني في الكبير والأوسط ولفظها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((شر الطعام طعام الوليمة يدعى إليه الشبعان ويحبس عنه الجائع)). وصاحب النفسية المريضة يريد أن يطوع الموضوع للبطن والأكل _ كما هي عادته - فزعم – بدون حياء - أن أبا هريرة وضع الحديث من أجل بطنه فهل ابن عباس أيضا وضع الحديث من أجل بطنه؟!.

الكذبة الرابعة: استهزاؤه بأبي هريرة ونقله أكاذيب في ذلك

يقول المجترئ بأسلوب رخيص: ((كان فقيرا معدما يخدم الناس بملء بطنه)) اهـ. ويقول أيضا: ((كان أبو هريرة يفضل بطنه على ما عداه)) اهـ. ويقول: ((ولما اتصل أبو هريرة بمعاوية وأصبح من دعاته وأقبل على أطعمته الفاخرة يلتهمها وبخاصة المضيرة التي كانت من أطايب أطعمة العرب الثلاثة المشهورة والتي كان أبو هريرة نهما فيها فأطلقوا عليه اسم شيخ المضيرة واشتهر بذلك في جميع الأزمان حتى جعلها العلماء والأدباء مما يتندرون به عليه في أحاديثهم الخاصة وكتبهم العامة على مدى التاريخ)) اهـ.

ويقول أيضا: ((لكن لا يجب أن نكون ظالمين لأبي هريرة هكذا فنجرده من كل ميزة فهناك ميزة كان يجتهد في إظهارها للناس وهي نهمه الشديد للطعام وحبه له ومن أجل ذلك كان يتكفف الأبواب ويتبع الناس في الطرقات يتسولهم، وهذا النهم كان له أثر بعيد في حياته. وقد لازمته هذه الصفة طوال عمره حتى جاءت الرواية الصحيحة أنه لما نشب القتال في صفين بين علي رضي الله عنه ومعاوية كان يأكل على مائدة معاوية الفاخرة ويصلي وراء علي وإذا احتدم القتال لزم الجبل، وعندما سئل كيف يفعل ذلك كان يقول: الصلاة خلف علي أتم وسماط معاوية أدسم، وترك القتال أسلم)) اهـ.

وللرد على هذه الوقاحة نقول:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير