تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

1 - إن اتهام أبي هريرة بالنهم والحرص على الطعام اتهام لا يقوله إلا موتور حاقد على الإسلام ونبيه وصحابته وفي صَدْره دَغَل، وقد عمد المغرضون إلى قول أبي هريرة عن نفسه في البخاري: (وكنت امرءًا مسكينا ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأحضر حين يغيبون وأعي حين ينسون). فقول أبي هريرة: ((على ملء بطني)) لا يفسر بهذا الخيال المريض! ولننظر للشرح القويم من العلماء لنرى المقصود: فقد فسرها ابن حجر بقوله (أي مقتنعا بالقوت، أي فلم تكن له غيبة عنه) اهـ. وفسَّرها النووي بقوله: ((أي أُلازمه وأقنع بقوتي، ولا أجمع مالا لذخيرة ولا غيرها، ولا أزيد على قوتي، والمراد من حيث حصول القوت من الوجوه المباحة وليس هو من الخدمة بالأجرة)). وفسَّرها العيني بقوله: ((أي مقتنعا بالقوت)) اهـ، أي أنه كان لا يهتم أساسا بالطعام أو جمع المال وكان يأخذ من الطعام القليل الذي يقيته فقط لكي يتفرغ لنقل السنة عن رسول الله. أما المشوهون الحاقدون ففسروها بأنه يصحبه لأجل اللقمة. يقول المعلمي اليماني رحمه الله: ((فأبو هريرة لم يتكلم عن إسلامه ولا هجرته ولا صحبته المشتركة بينه وبين غيره من الصحابة وإنما تكلم عن مزيته وهي لزومه للنبي صلى الله عليه وسلم دونهم، ولم يعلل هذه المزية بزيادة محبته أو زيادة رغبته في الخير أو العلم أو نحو ذلك مما يجعل له فضيلة على إخوانه، وإنما عللها على أسلوبه في التواضع بقوله: على ملء بطني، فإنه جعل المزية لهم عليه بأنهم أقوياء يسعون في معاشهم وهو مسكين، وهذا والله أدب بالغ تخضع له الأعناق)) أهـ " الأنوار الكاشفة " ص (147).

3 - أما زعمه نقلا عن العاملي الشيعي وذنبه أبي رية بأن أبا هريرة كان أَكُولا نهما يطعم كل يوم في بيت النبي أو في بيت أحد أصحابه حتى كان بعضهم ينفر منه! فهذا افتراء عريض وتشويه لأبي هريرة. يقول الدكتور السباعي: ((أما أنه كان أكولا فهذا لم ترد به رواية صحيحة محترمة، وعلى فرض ورودها فإن ذلك لا يضير أبا هريرة في عدالته وصدقه ومكانته، وما كانت كثرة الأكل في مذهب من المذاهب ولا في شريعة من الشرائع مسقطة للعدالة داعية للجرح، وما حمل أبا رية على سلوك هذا المركب الخشن إلا حقده وسوء أدبه مع صحابي جليل من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أنه كان يطعم كل يوم في بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو في بيت أحد أصحابه فهذا هو ما ذكرناه قبلا من أنه لزم النبي صلى الله عليه وسلم على ملء بطنه مقتنعا بأكله في سبيل حفظه لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ونقله لأخباره)) اهـ

4 - أما التهكم والتندر الذي ينقله هذا العابث من كتاب أبي رية، فقد رد عليه السباعي بقوله: ((إنَّ تهكم فتى عابث برجل من حملة العلم أمر يقع في كل زمان، وقد وقع للعلماء والمصلحين والأنبياء - كما قص الله علينا في كتابه الكريم – فمتى كان مثل هذا التهكم من السفهاء بالأنبياء دليلا على مهانتهم وحقارتهم؟ وحاشاهم من ذلك)) " السُّنَّة ومكانتها " ص (312).

5 - وأما القصة المفتراة التي يحكيها الأفاق نقلا عن العاملي الخبيث وأبي رية الحاقد من كون أبي هريرة يأكل على مائدة معاوية، ويصلي خلف علي!! فهذا من السخف والهذيان الذي لا سند له وإنما هي حكايات السفهاء وهوس "المساطيل"، فأين الرواية وتوثيقها؟!!

الكذبة الخامسة: اتهامه لأبي هريرة بالتسول

يقول المجترئ: ((عندما عاد أبو هريرة إلى المدينة كان الظن أن يأخذ سبيلا لرزقه بالتجارة في الأسواق أو الزرع في الأرض كما كان يفعل غيره من الصحابة لكنه اختار أن يعيش على ما تجود به نفوس المحسنين من صدقاتهم عليه اختار أبو هريرة أن يسأل الناس فهذا يعطيه وهذا يمنعه)) اهـ. ويقول أيضا: ((كان أبو هريرة في المدينة كما كان عند أهله في اليمن رجلا بلا شأن يذكر ولا عمل يؤثر عنه اللهم إلا التعرض للناس في الطرقات وعلى باب المسجد يستجديهم بلسانه ويتناول ما تجود به نفوسهم بيده يدفعه هذا وينفر منه ذاك)) اهـ.

انظروا إلى الأسلوب الرخيص الوضيع وقلة الأدب مع أبي هريرة؟

أبو هريرة يترك بلاد اليمن بلاد الخير والنماء ويسافر لكي يأكل أكلة يسيرة ويتسول!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير