تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء " وهذا الصنف من الدعاء الجائر - الذي يستحيل وقوعه مع حكمة الله الكونية في حصول ما لا بد منه - هو من الإستعجال، بينما الأمر الشرعي المتواتر في الأدلة الكثيرة على الصبر والجهاد والدعوة إلى الله، وقد دعا نبي الله صلى الله عليه وسلم، بل سمّى المدعو عليهم بأسماءهم بأبي هو وأمي لما روى الشيخان رضي الله عنهما واللفظ لمسلم عن إمام المحدثين وشامة الحفاظ أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد - يقول وهو قائم: " اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة، والمستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، واجعلها عليهم كسني يوسف، اللهم العن لحيان، ورعلا وذكوان، وعصية عصت الله ورسوله " ثم بلغنا أنه ترك ذلك لما أنزل (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون) (انتهى) واللفظ للإمام مسلم .. فنرى أنه صلى الله عليه وسلم لم يدع بعامة أبدا، بل فقط على بطون وقبائل!! حتى القبائل فنهاه الله عنهم! لأنه ربما يقع عليهم الدعاء من نبي مرسل ومن بينهم الطفل الرضيع البرئ الذي ربما يؤمن غدا! سبحااان الله! ما ألطف الله!! بل حتى الذين سماهم صلى الله عليه وسلم بأعيانهم - وليس دعاء بالحصاد العام كما يعمل شباب اليوم!! - نهاه ربنا عن ذلك!! ولنستأنس أيظا بنص آخر وهو ما رواه الإمام الحسين بن منصور البغوي الحافظ في تفسيره بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على عتبة بن أبي لهب فقال: " اللهم سلط عليه كلبا من كلابك " فافترسه أسد (انتهى) وروى الإمام جبل الحفظ محمد بن إسماعيل البخاري في صحيحه عن عبدالله بن عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول: " اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا - بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد - فأنزل الله (ليس لك من الأمر شيء - إلى قوله - فإنهم ظالمون) (انتهى) ونرجع بعد ذلك فأقول - أنا العبد الجاهل المقصر في حق الله وحق رسوله -: أخشى أن ما يفعله الشباب من مثل هذا التعميم الشامل في الدعاء بالهلاك والفناء على الكفار فإنه ظلم للنفس لا يرضاه الله، لأنه منافٍ للنصوص الشرعية، ومناف لحكمة ا لله الكونية، مجانب للحق، وأخف أنه واقع فوق ذلك في الضلال والباطل .. ربما جاز للواحد من المسلمين أن يدعو على معين كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو أيظا ما نهاه الله عنه بقوله (ليس لك من الأمر شئ) - وأظن النهي خاصا به - بسبب أدلة أخرى تبيح للمؤمن الدعاء على الظالم والجاني كما رواه الإمام مسلم عن ابن عم رسول الله عبدالله بن عباس أنه صلى الله عليه وسلم قال: " واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب " وما قرأتموه جهد المقل، وعطية الشحيح، نسأل الله العفو والرحمة، فإن كان فيه من صواب فهو من مولاي جل جلاله، وإن كان فيه من شطط فإنه من نفسي ..

ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 04 - 07, 01:59 ص]ـ

تعمد الصراخ في الدعاء

والتفصيل الزائد

والدعاء بالمحال

والسجع المتكلف

كلها مظاهر محزنة عند كثير من الأئمة إلا من عصم الله تعالى

ولكن العامة وبعض شبابنا مغرَمون بالشذوذ وما شابهه. هدانا الله وإياهم.

ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 04 - 07, 09:01 ص]ـ

من صور الإعتداء في الدعاء (الدعاء على عموم الكفار بالهلاك والاستئصال). ويدل لهذا:

* أولا: أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يثبت أنه دعا على عموم الكفار وإنما دعا على قبائل أو أشخاص بأعيانهم، بل لما جاءه ملك الجبال وعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين؟ فقال: لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً.

بل إنه لما دعا على بعضهم بأسمائهم نزل قوله تعالى (لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ)

وقد روى مسلم في الصحيح عن أبي هريرة قال قيل: يا رسول الله ادع على المشركين قال ((إني لم أبعث لعاناً وإنما بعثت رحمة)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير