[الصدقة فضائلها وأنواعها]
ـ[سعد العلي]ــــــــ[24 - 04 - 07, 11:42 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
قال الله تعالى آمراً نبيه صلى الله عليه وسلم:
[/ color]( قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ)
[إبراهيم:31].
ويقول جل وعلا:
(وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ... )
[البقرة:195].
وقال سبحانه:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم)
[البقرة:254].
وقال سبحانه:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ)
[البقرة:267].
وقال سبحانه:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
[التغابن:16].
ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله صلى الله عليه وسلم:
{ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة} [في الصحيحين].
والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه:
(ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم)
[صحيح الترغيب].
فضائل وفوائد الصدقة
أولاً:
أنها تطفئ غضب الله سبحانه وتعالى كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
{إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى} [صحيح الترغيب].
ثانياً:
أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
{والصدقة تطفئ الخطيئة كما تطفئ الماء النار}
[صحيح الترغيب].
ثالثاً:
أنها وقاية من النار كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
{فاتقوا النار، ولو بشق تمرة}.
رابعاً:
أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر
قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{كل امرئ في ظل صدقته، حتى يقضى بين الناس}.
قال يزيد:
(فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة)
قد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله:
{رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه}
[في الصحيحين].
خامساً:
أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قوله صلى الله عليه وسلم:
{داووا مرضاكم بالصدقة}
يقول ابن شقيق:
(سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ) [صحيح الترغيب].
سادساً:
إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله لمن شكى إليه قسوة قلبه:
{إذا أردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم}
[رواه أحمد].
سابعاً:
أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: (وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم)
[صحيح الجامع]
فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.
ثامناً:
أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى:
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ)
[آل عمران:92].
تاسعاً:
أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم: {ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً} [في الصحيحين].
عاشراً
:
¥