تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مسألة: أيّهما أشدّ حرمة؟ حلق اللّحية أم شرب الدّخان؟

ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[25 - 04 - 07, 08:09 ص]ـ

السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته ..

تناقش أخوان فاضلان في مسألة حلق اللّحية وشرب الدّخان, أيّهما أشدّ حرمة؟ قال أحدهما إنّ حلق اللّحية أشدّ حرمة لورود النّصّ, وأمّا حرمة الدّخان فإنّه دليله القياس وعدم وجود النّصّ الصّريح في ذلك, وقال الثّاني بل إنّ شرب الدّخان أشدّ حرمة من حلق اللّحية لترتّب الضّرر والمفسدة في ذلك وهي في شرب الدّخان أعظم منها في الحلق.

وتحاكم الأخوان إليّ, فمن يساعدنا في تحرير المسألة؟

جزاكم اللّه خيرًا

ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[25 - 04 - 07, 01:32 م]ـ

يا أخي ليس المهم أن نتكلم من أشد حرمة من من.

أما القول بتحريم شرب الدخان فإن الدليل في كتاب الله العزيز، قال تعالى:"الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ" الأعراف 157 و الدخان قما يقول مخترعوه فإنه من الخبائث.

أما حلق اللحية كما قال شيخنا الألباني رحمه الله فيه أربع مخالفات:

- مخالفة أمر النبي صلى الله عليه و سلم بعدم الإعفاء

- التشبه بالكفار و هي علة الإعفاء

- التشبه بالنساء لأن النبي صلى الله عليه و سلم لعن من يتشبه بالنساء من الرجال

- تغيير خلق الله لأن إعفاء اللحية من سنن الفطرة.

فيجب علينا أن نتقي الله تعالى.

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[25 - 04 - 07, 03:56 م]ـ

يقول الشيخ إبن باز رحمه الله عندما سئل

ما حكم شرب الدخان وهل هو من جنس حلق اللحية؟

والجواب: شرب الدخان من المحرمات؛ لكونه من الخبائث التي حرمها الله، ولأنه يشتمل على أضرار كثيرة والدليل على تحريمه قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [2] الآية، وقوله عز وجل في وصف نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [3] الآية، وقد فسر العلماء الطيبات بأنها الأطعمة والأشربة المغذية النافعة التي لا ضرر فيها، ومعلوم أن الدخان ليس بهذا الوصف، بل هو من الخبائث الضارة المحرمة، وهو أعظم من حلق اللحى من بعض الوجوه، وحلق اللحى أعظم منه من وجوه أخر؛ لأن حلق اللحية معصية ظاهرة يراها الناس في وجه صاحبها؛ ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإعفاء اللحى وإرخائها وتوفيرها وقص الشوارب وإحفائها.

أما الدخان فقد يستتر به صاحبه ولا يطلع عليه الناس، فليس مثل حلق اللحية، لكنه أضر على البدن والعقل والمال من حلق اللحية، ولأنه يؤذي من لم يعتده، فهو منكر يضر صاحبه ويضر غيره برائحته الكريهة.

وبالجملة: فشرب الدخان وحلق اللحى كلاهما منكر ومضر بالمجتمع وسبب لفساد عظيم مع ما في ذلك من المخالفة الظاهرة للشريعة الإسلامية ومع ما في ذلك أيضاً من المضار الاقتصادية، ولأن ذلك أيضاً قد يفضي إلى تأسي ذرية من يفعل ذلك وأهل بيته وأصدقائه به في هذه المعصية.


[1] سورة النساء الآية 59.

[2] سورة المائدة الآية 4.

[3] سورة الأعراف الآية 157.

http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1698

ـ[زكريا أبو مسلم]ــــــــ[26 - 04 - 07, 06:33 ص]ـ
أخي الكريم ابن عبد الجليل بارك اللّه فيك,

ما ذكرتَه ظاهر معلوم, وإنّما أردتّ مناقشة أصولية في الموازنة بين الاستدلالين

أخي الكريم نضال بارك اللّه فيكم وجزاكم اللّه خيرًا, وننتظر المزيد

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 11 - 08, 10:23 ص]ـ
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
إذا اجتمع حالق لحية وشارب دخان, واتفقا في الصفات المقتضية لتقديم أحدهما في الإمامة, فشارب الدخان أولى بالإمامة؛ لأن معصيته أهون من عدة أوجه:
أحدهما: أن تحريم حلق اللحية دلت عليه السنة بخصوصه بخلاف تحريم شرب الدخان فليس فيه نص بخصوصه, بل هو داخل في العمومات.
الثاني: أن حالق اللحية مجاهر بمعصيته, وأثارها بادية عليه باستمرار في حالة نومه, ويقظته, وعبادته, وفراغه, أما شارب الدخان فإنما يشربه في فترات فليست السجارة دائماً في فمه, وقد يخفيه عن بعض الناس.
الوجه الثالث: أن حلق اللحية تغيير للمظهر الإسلامي في الفرد والجماعة, وعدول به عن مظهر الأنبياء والمرسلين, والذين اتبعوهم بإحسان, وهذا أمر زائد على كونه مجرد معصية.
الوجه الرابع: أن حلق اللحية تشبه بأعداء الله تعالى من المجوس, والمشركين, وتحويل للمظهر الإسلامي إلى مظهر شرك ومجوسية, فهو معصية لرسول الله صلي الله عليه وسلم, وتشبه بأعداء الله عز وجل, وهاتان مفسدتان: المعصية, و التشبه.
الوجه الخامس: أن في حلق اللحية تغييراً لخلق الله تعالى وهو من أوامر الشيطان كما قال تعالى عنه) وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مبينا يعدهم وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غرورا أولئك مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصاً) (النساء, الآيات:119_121).
فهذه الوجوه الخمسة كلها تدل على أن شارب الدخان أهون معصية من حالق اللحية فيكون أولى بالإمامة من حالق اللحية إذا تساوياً في الصفات المرجحة.
" مجموع الفتاوى " (15/ 131، 132).
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير