تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

4 - وعلى هذا فما يجري في هذه الأيام من هجوم على منهج السلف هو جزء من سنة الله تبارك وتعالى في الصراع بين الحق والباطل، وهي سنة باقية ولا تتغير ولا تتبدل.

5 - والصراع قد يشتد في زمان دون زمان أو في مكان دون مكان حسب قوة الباطل وحسب قيام أهل الحق بما أوجب الله عليهم، ولكن العاقبة للمتقين المتبعين لسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم – نسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا منهم -.

وهذه الكلمات المختصرات جعلتها في ثلاثة أقسام:

القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف.

القسم الثاني: مظاهر الهجوم على منهج السلف.

القسم الثالث: العلاج ووسائله.

وأسأل الله أن ينفع بها.

القسم الأول: أسباب الهجوم على مذهب السلف:

لقد عظمت الحملة في هذه الأيام على منهج وعقيدة السلف الصالح واشتد أوارها إلى حدّ لم نعهده في زماننا المتأخر – خاصة في بلاد الحرمين المملكة -.

وأسباب ذلك معلومة لا تخفى، ولا بأس من أن نشير إليها باختصار من باب التذكير، ويمكن تقسيمها إلى أسباب عامة وأسباب خاصة:

أولاً: الأسباب العامة:

1 - سنة الله في الصراع بين الحق والباطل.

2 - اتباع الهوى.

3 - التباس الحق بالباطل لدى بعض الناس [فتن الشبهات].

4 - ضعف التقوى وكثرة التفريط وانتشار المنكرات [فتن الشهوات].

5 - الجهل، والخوض في مسائل الدين بلا علم.

6 - عدم القيام بالواجب من جانب بعض أهل العلم والدعوة.

7 - عداوة اليهود والنصارى والملحدين والمنافقين والعلمانيين ورؤوس البدع للمسلمين عامة ولأهل السنة خاصة.

8 - العولمة ووسائل الإعلام والاتصال التي ساهمت في نشر الباطل وفشوه ودخوله إلى كافة بلاد المسلمين ومدنهم وقراهم وبيوتهم إلا ما عصم الله. [مع ملاحظة أن بعضها ساهم في نشر الخير والعقيدة الصحيحة والدفاع عنها].

ثانياً: الأسباب الخاصة:

1 - تنامي ظاهرتي الإفراط والتفريط: فمن جهة ظهور الغلو عند البعض وعدم ضبط مسائل الإيمان والكفر، وما ترتب على ذلك وغيره من وقوع التفجيرات التي أفرحت أعداء هذه العقيدة في داخل المملكة وخارجها، ومن جهة ظهور التفريط عند بعض ممن تأثر بمذاهب المرجئة حتى أخلوا بمسائل الإيمان وربما صحح بعضهم دين اليهود والنصارى والمشركين. ومن ذلك التفريط الخطير غلو العلمانيين في نشر مبادئهم الإلحادية وحربهم على ثوابت الدين وأصوله.

2 - الحرب العالمية الصليبية على الإسلام ركزت على عقيدة السلف الصالح أهل السنة والجماعة – ولم تطل الحرب أهل البدع من الرافضة والصوفية ومن شاكلهم – وقد تركزت الحرب بشكل أخص على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وعلى هذه البلاد المنتسبة إليها – وخاصة بعد أحداث نيويورك.

3 - ظهور العلمانيين والحداثيين وأهل البدع [لأسباب معروفة] وعلو صوتهم في كثير من وسائل الإعلام ومجاهرتهم بالكثير من أفكارهم دون رادع – مما شجعهم على المضيّ سريعاً في نشر أفكارهم ومذاهبهم.

4 - الناظر في الموقف الرسمي مما يجري يرى الليونة والضعف – وقد يقول البعض إنه تخلٍّ – عن أعظم ميزة تميزت بها هذه البلاد وهي العقيدة السلفية الصحيحة والتي لا يخفى تاريخها في هذه البلاد منذ عشرات ومئات السنين.

وهذا شجع الملاحدة وأهل الأهواء وأصحاب البدع على أن تعلو أصواتهم في نشر ضلالاتهم في الرد والطعن في عقيدة أهل السنة والجماعة ومصادرها وعلمائها قديماً وحديثاً. كما أنه أصاب أهل السنة بالضعف والوهن.

5 - وجود عدد من المنتكسين والناكصين على أعقابهم – لأسباب كثيرة – حيث حمل هؤلاء لواء الهجوم على العقيدة والشريعة وأصولهما وقواعد العلم الشرعي المعروفة.

وقد استخدم العلمانيون والمفسدون هؤلاء شر استخدام فروّجوا لهم في وسائل الإعلام وكرروا وأعادوا وزادوا وعملوا على تحويلهم إلى ظاهرة فكرية يحاربون بها دين الله عموماً وعقيدة ومنهج السلف خصوصاً.

6 - ظهور المدرسة [العصرانية] – مدرسة أهل الأهواء – حيث تبنى بعض أسس هذه المدرسة من قد ينتسب إلى العقيدة الصحيحة ممن تأثر بهذه المدرسة، فصار بعض هؤلاء يروجون لهذه المدرسة في بعض مقولاتها وأسسها.

وهذه المدرسة من أخطر المدارس على الإسلام وقد أدرك هذا العلمانيون وأهل البدع المعروفون من الرافضة والصوفية ونحوهم، فوطدوا العلاقة مع هذه المدرسة وصاروا ينشرون فكرها، ويعلون من شأن كل من تأثر بها أو تبنى بعض مقولاتها.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير