ـ[محمد فاضل]ــــــــ[26 - 04 - 07, 03:45 ص]ـ
أخي الكريم عبد الله:
فمن للأمة الغرقى ... إذا كنا الغريقينا
ماذا تقول؟ وعن أي شيء تتحدث؟ أما يحزنك واقع الأمة؟!!! إذا تخلينا عن الدعوة فمن لها؟!!! وإذا تركنا طلب العلم الشرعي فمن يطلبه لينصر دين الله جل وعلا وليبصر الناس بأمور دينهم؟!!! لك الله ياأمة محمد. انفض يا أخي هذا الغبار عن وجهك وقم حبيبي لتأخذ بيدي ولآخذ بيدك، وهيا يا طلبة العلم لتحملوا الراية ولتكونوا خير خلف لخير سلف، واعلم يا أخي عبد الله أن ترك العمل خوف الرياء رياء. استمر بارك الله فيك وفي أمثالك فالأمة في حاجة إلى كل فرد من أفرادها، وجاهد نفسك أن يكون عملك خالصا لوجه الله، وأبشرك مع المجاهدة بقول الله جل جلاله (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) فمن الذي طلب العلم لله في أول الطلب؟ إنما يصحح المرء نيته وهو سائر إلى ربه والله سبحانه (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور)
قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء (ج 7 / ص 17):
" قال معمر: لقد طلبنا هذا الشأن ومالنا فيه نية، ثم رزقنا الله النية من بعد. وقال عبد الرزاق: أنبأنا معمر قال: كان يقال: إن الرجل يطلب العلم لغير الله، فيأبى عليه العلم حتى يكون لله. قلت: نعم، يطلبه أولا، والحامل له حب العلم، وحب إزالة الجهل عنه، وحب الوظائف، ونحو ذلك. ولم يكن علم وجوب الاخلاص فيه، ولا صدق النية، فإذا علم، حاسب نفسه، وخاف من وبال قصده، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها، وقد يتوب من نيته الفاسدة ويندم. وعلامة ذلك أنه يقصر من الدعاوي وحب المناظرة، ومن قصد التكثر بعلمه، ويزري على نفسه، فإن تكثر بعلمه، أو قال: أنا أعلم من فلان فبعدا له " ا. هـ
وقال أيضا (ج 7 / ص 152 - 153):
" قال عون بن عمارة: سمعت هشاما الدستوائي يقول: والله ما أستطيع أن أقول: إني ذهبت يوما قط أطلب الحديث أريد به وجه الله عزوجل. قلت: والله ولا أنا. فقد كان السلف يطلبون العلم لله فنبلوا، وصاروا أئمة يقتدى بهم، وطلبه قوم منهم أولا لا لله، وحصلوه، ثم استفاقوا، وحاسبوا أنفسهم، فجرهم العلم إلى الاخلاص في أثناء الطريق، كما قال مجاهد وغيره: طلبنا هذا العلم وما لنا فيه كبير نية، ثم رزق الله النية بعد، وبعضهم يقول: طلبنا هذا العلم لغير الله، فأبى أن يكون إلا لله.
فهذا أيضا حسن. ثم نشروه بنية صالحة. وقوم طلبوه بنية فاسدة لاجل الدنيا، وليثنى عليهم، فلهم ما نووا: قال عليه السلام: " من غزا ينوي عقالا فله ما نوى ". وترى هذا الضرب لم يستضيؤوا بنور العلم، ولا لهم وقع في النفوس، ولا لعلمهم كبير نتيجة من العمل، وإنما العالم من يخشى الله تعالى. وقوم نالوا العلم، وولوا به المناصب، فظلموا، وتركوا التقيد بالعلم، وركبوا الكبائر والفواحش، فتبا لهم، فما هؤلاء بعلماء! وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل، وأفتى بالرخص، وروى الشاذ من الاخبار. وبعضهم اجترأ على الله، ووضع الاحاديث، فهتكه الله، وذهب علمه، وصار زاده إلى النار. وهؤلاء الاقسام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا، وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل، وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر، ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير، أوهموا به أنهم علماء فضلاء، ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله، لانهم ما رأوا شيخا يقتدى به في العلم، فصاروا همجأ رعاعا، غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمنة يخزنها وينظر فيها يوما ما، فيصحف ما يورده ولا يقرره. فنسأل الله النجاة والعفو، كما قال بعضهم: ما أنا عالم ولا رأيت عالما "ا. هـ
أسأل الله أن يثبتنا وإياك على الطاعة، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن ينصر الأمة على أعدائها.إنه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 04 - 07, 04:08 ص]ـ
أولاً: أخي لا استخارة في أمر مستحب، وأنت تعلم أن بعضه فرض عين.
ثانياً: إذا لم تكن طالب علم فماذا تكون؟
ثالثاً: تذكر فضيلة طلب العلم وفضيلة العلماء.
رابعاً: كل الأعمال قد يشوبها الرياء، فهل الحل هو ترك العمل الصالح .. ود الشيطان لو ظفر منا بهذه.
والله يحفظك ويرعاك، ويتولاك، ويسدد خطاك.
ـ[زهير بني حمدان]ــــــــ[26 - 04 - 07, 02:33 م]ـ
هدانا الله وإياك
وثبتنا وإياك على النهج القويم
اخي الكريم / ابحث عن طلبة علم ومشايخ تحسب فيهم الصلاح ولازمهم فسوف ينقلب الأمر عندك بإذن الله تعالى
والله الموفق
ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 02:41 م]ـ
يرحمك ربي أخي على رهافة مشاعرك، وتصدع قلبك من خشية الباري.
فوالله هذه من سمات طلب العلم الحقيقة.
وقد كتب الإخوة وأجادوا.
ولكني استغرب استخارتك، فهل تستخير في ترك الحق؟
وطلب العلم حق، وفي بعضه ـ كما قال أخي أبو يوسف ـ فرض.
هلا استخرت في ترك الصلاة، أو الصيام؟
طبعاً، الجواب لا.
وهكذا العلم أخي العزيز.
اقهر وساوسك وحاربها بضدها.
ونسأل الله تعالى أن يوفقك للخير.
¥