مفهوم المخالفة: من لا يرد الله به خيراً لم يفقه في الدين
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[27 - 04 - 07, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الحبيب عبد الله، يعلم الله أن الذي يكتب إليك هذه الكلمات ليس أهلا لذلك بل هو محتاج إليها مثلك أو حتى أكثر منك، فنحن في خندق واحد و الله يتولَّانا و يتولَّاك، و لكن " الدين النصيحة " فاسمع إذاً.
أخي عبد الله! أسأل الله أن يوفقني و إياك إلى ما يرضيه سبحانه، يا أخي الفاضل.
اعلم رحمك الله أن الخوف من الرياء هو إن شاء الله من علامات الإخلاص.
و اعلم بارك الله فيك أن الشيطان لا يوسوس في قلب خال من الإيمان،
و إليك هذا الأصل النافع جدا إن شاء الله:
قال ابن القيم -رحمه الله -:
و القلوب ثلاثة:
1) قلب خال من الإيمان و جميع الخير، فذلك قلب مظلم، قد استراح الشيطان من إلقاء الوسواس إليه؛ لأنه قد اتخذه بيتا ووطنا، و تحكم فيه بما يريد ...
2) قلب استنار بنور الإيمان و أوقد فيه مصباحه، لكن عليه ظلمات الشهوات و عواصف الأهوية، فللشيطان فيه إقبال و إدبار و مجاولات و مطامع، فالحرب دول و سجال، و تختلف أحوال هذا الصنف بالقلة و الكثرة، فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر، و منهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر، و منهم من هو تارة و تارة.
3) قلب محشو بالإيمان، قد استنار بنور الإيمان، و انقشعت عنه حجب الشهوات، و أقلعت عنه تلك الظلمات، فلنوره في قلبه إشراق، و لذلك الإشراق إيقاد، لو دنا منه الوسواس احترق به، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم، فلو دنا منها الشيطان ليتخطاها رجم فاحترق. ا. هـ
فمن منا لا يريد أن يكون صاحب القلب الثالث، و لكن " تطلب مشاركة الغانيمين و ما شهدت الحرب؟!!! ويحك الغنيمة لمن شهد المعركة " كما قال ابن الجوزي رحمه الله.
فالمجاهدة المجاهدة، المجاهدة المجاهدة.و " لقد خلقنا الإنسان في كبد ".
فيا أخي الحبيب إنك لن تطرق بابا من أبواب الخير إلا و يثبطك الشيطان عنه ... و كما قال لك الشيخ أبو مالك حفظه الله " و أتراه يكتفي منك بهذا؟! هيهات! " فالشيطان لا يرضى من ابن آدم إلا بالكفر و العياذ بالله.
ثم الإنسان إذا لم يكن عالما و لا طالب علم، و لا و الله ما أظنك تريد الثالث فـ" الناس ثلاثة: فعالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، مع كل ريح يميلون، لم يستنيروا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق " كما قال علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
لن أطيل عليك و لكن لي ثلاث نصائح أسأل الله أن ينفعني و إياك بها:
1) عليك بالافتقار و الانكسار لله تعالى، و الدعاء، فكما قال ابن القيم - رحمه الله -: " أقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى بابُ الإفلاس، فلا يرى لنفسه حالا، و لا مقاما، و لا سببا يتعلق به، و لا وسيلة منه يمن بها، بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف، و اللإفلاس المحض، دخول من قد قد كسر الفقر و المسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فاصدع، و شملته الكسرة من كل جهاته، و شهد ضرورته إلى ربه عز و جل و كمال فاقته و فقره إليه، و أن في كل ذرة من ذراته الظاهرة و الباطنة فاقة تامة، و ضرورة كاملة إلى ربه تبارك و تعالى، و أنه إن تخلَّى عنه طرفة عين هلك، و خر خسارة لا تجبر، إلا أن يعود الله تعالى عليه و يتداركه برحمته.
و قال: " فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الذل و الانكسار، و دوام اللجأ إلى الله تعالى، و الافتقار إليه و رؤية عيوب نفسه، و جهلها، و ظلمها، و عدوانها، و مشاهدة فضل ربه، و إحسانه، و رحمته، و جوده، و بره، و غناه، و حمده." ا. هـ
2) الإكثار من قراءة كتب ابن القيم رحمه الله، و إن تعسر عليك فهمها فاستمع إلى شرح مدارج السالكين للشيخ محمد يعقوب، فوالله ثم و الله ثم و الله يمينا غير حانث إن فيها من العلم ما الله به عليم هو موجود على الشبكة بحمد الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=207
، فبهذه الكتب و الأشرطة تتعلم الإيمان و تفهم القرآن معا بإذن الله.
و نسيت الثالة عسى الله أن يذكرنيها:)
و الله الموفق أولا و آخرا.
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[27 - 04 - 07, 01:43 م]ـ
ما كان الرفق في شيء إلا زانه فأخوك يظهر عليه أنه مبتلى فلا تعن الشيطان على أخيك
والعجب لا ينقضي عندما تعلم أنت أن نيته إفساد إخوانه هذا والله هو الدخول في النيات
اما (الرفق) اخي فأوسع من كلمة لينة ولسان رطب , الم تعلم ان (الذابح) مأمور بالرفق حالة كونه يذبح , واني - والله - لأعلم انه لا يصلح لطرد الشيطان والكف عن تمكينه من التلاعب بنا هو ان يغلظ بالقول مع استمع لوسوسته ليتقوى بزجر اخوانه على شيطانه ... الم تستشعر قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لصاحب الحلم والذي كان يلحق رأسه في المنام .. (علام يتلاعب الشيطان بأحدكم ... )
واما (فساد النية) .... فهو وهم منك - بارك الله فيك - فأنا نسبت نية الفساد الي شيطانه - و الذي لم يسلم منه الا حبيبنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ولم انسبه لنفسه , وكم مريد للخير لم يصبه ..........
¥