تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[سنية انتقال المصلي من المكان الذي صلى فيه الفريضة للنافلة (بحث مختصر)]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[26 - 04 - 07, 07:08 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا بحث مختصر عن سنية الانتقال من المكان الذي صلى فيه الفرض إذا أراد التطوع، كتبه الأخ محمد بن إبراهيم الخريجي – وفقه الله -، بناء على طلب أحد العلماء، قبل سنين عديدة.

قال: " إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.

أما بعد: فهذا بحث في مسألة عملية وهي: أداء النافلة في المكان الذي صُليت فيه الفريضة أو الانتقال إلى مكان آخر.

وبعد البحث في هذه المسألة عثرت للعلماء على ثلاثة آراء فيها:

الأول: رأي من يقول بانتقال المصلي سواء كان إماماً أو مأموماً من مكانه الذي صلى فيه الفريضة إذا أراد أن يتنقل.

وبه يقول: ابن عباس وابن الزبير وابن سعيد وإحدى الروايتين عن ابن عمر رضي الله عنهم، ورجحه النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية والشوكاني وغيرهم ممن سوف يرد بالتفصيل.

الثاني: رأي من يقول بانتقال المصلي إذا كان إماماً من مكانه الذي صلى فيه الفريضة إذا أراد أن ينتقل وبه يقول: علي رضي الله عنه وإحدى الروايتين عن ابن عمر رضي الله عنهم وسعيد بن المسيب والحافظ بن حجر.

الثالث: رأي من جوز للمصلي أن يتنفل في مكانه الذي صلى فيه، وبه يقول ابن مسعود رضي الله عنه والبخاري وسعيد بن المسيب.

هذا وسوف أقوم إن شاء الله بسرد أقوال كل رأي مفصلاً فأسأل الله العون والسداد.

أدلة الرأي الأول: الذي يقول: بانتقال المصلي سواء كان إماماً أو مأموماً من مكانه الذي صلى فيه الفريضة إذا أراد أن يتنفل.

1 - قوله تعالى: (فما بكت عليهم السماء والأرض ... ) سورة الدخان: 29.

2 - وقوله تعالى: (يومئذ تحدث أخبارها) سورة الزلزلة: 4. قال الشوكاني في نيل الأوطار (3/ 197) بعد أن ذكر بعض الأدلة على مشروعية انتقال المصلي من مكانه إذا أراد أن يتنفل: "والعلة في ذلك تكثير مواضع العبادة كما قال البخاري والبغوي لأن مواضع السجود تشهد له كما في قوله تعالى (يومئذ تحدث أخبارها) أي تخبر بما عمل عليها وورد في تفسير قوله تعالى (فما بكت عليهم السماء والأرض) أن المؤمن إذا مات بكي عليه مصلاه في الأرض ومصعد عمله في السماء، وهذه العلة تقتضي أن ينتقل إلى الفريضة من موضع نفله وأن ينتقل لكل صلاة يفتتحها من أفراد النوافل، ولما م ينتقل فينبغي أن يفصل بالكلام لحديث النهي عن أن توصل صلاة بصلاة حتى يتكلم المصلي أو يخرج أخرجه مسلم وأبو داود" ا. هـ

3 - وأخرج الترمذي في التفسير (3308) باب من سورة الدخان، وأبو يعلى في مسنده (7/ 160 - 161 رقم 4133) كلاها من طريق يزيد بن أبان الرقاشي، قال أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما من مؤمن إلا وله بابان: بابٌ يصعد منه عمله، وبابٌ ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه، فذلك قوله: "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين".

وهذا سنده ضعيف جداً لضعف يزيد بن أبان الرقاشي وموسى بن عبيدة الربذي، وذكره الشيخ الألباني في ضعيف الترمذي برقم 641 ص 413.

4 - وقال ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن عصام حدثنا أبو أحمد يعني الزبيدي حدثنا العلاء بن صالح عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله قال سأل رجل علياً رضي الله عنه: هل تبكي السماء والأرض على أحد؟ فقال له: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك إنه ليس من عبد إلا له مصلى في الأرض ومصعد معمله في السماء، وإن آل فرعون لم يكن لهم عمل صالح في الأرض ولا عمل يصعد في السماء ثم قرأ علي رضي الله عنه "فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين". وهذا الإسناد فيه عباد بن عبدالله الأسدي وهو ضعيف والعلاء بن صالح وهو صدوق له أوهام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير