تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

لقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن كثرة الفتن وتلاحق بعضها ببعض فقد روى أحمد وأبو داود والحاكم وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " إن بين يدي الساعة فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي .... " والفتن كثيرة جدًا ومن هذه الفتن:

** فتنة النساء.

وهي أخطر الفتن قال تعالى: " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ...... " [آل عمران 14]

روى مسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها لينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "

وفي الصحيحين قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء "

ولما علم أعداؤنا أن المرأة أخطر وسيلة يستطيعون من خلالها إفساد المسلمين فاستخدموا هذا السلاح الخطير في تنفيذ مخططاتهم، فسلطوا الأضواء على المرأة وجردوها من ملابسها بعد أن جردوها من حيائها ففتنوا شباب المسلمين، لذلك قال أحد أئمة الكفر: " كأس وغانية تفعلان في الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع "

** فتنة المال.

وهي فتنة خطيرة عصفت بقلوب كثير من الناس، فضيعوا آخرتهم بسبب ذلك، وقد حذرنا ربنا جل وعلا من فتنة المال فقال تعالى: " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " [التغابن 15]. وقال سبحانه: " يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون " [المنافقون 9]

وروى بعض أصحاب السنن بسند صحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: " لا تزول قدما عبد حتى يسأل يوم القيامة عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن علمه ماذا عمل فيه " وكثير من الناس كل همهم جمع المال ولا يهمهم هل جمعوه من حلال أم من حرام ويؤكد ذلك ما رواه البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال: " ليأتين على الناس زمان لا يبالي الرجل بم أخذ ماله أمن حال أم من حرام ". فانتشرت الرشوة، وكثر الغش، وأكل الربا، والظلم ...

** فتنة المناصب.

لقد فتن كثير من أصحاب القلوب المريضة بفتنة المناصب، والمنصب إما أن يكون في أصله عملاً مباحًا، لكنه يغير أخلاق صاحبه فيتكبر على الخلق، وقد يظلم العباد، وإما ألا يكون عملاً مباحًا كأن يباشر الحكم بغير ما أنزل الله، أو يسن القوانين التي تخالف شرع الله فعرض نفسه للهلاك والعياذ بالله من أجل كرسي زائل أو منصب فانٍ

ثم إن المنصب ـ إذا كان مباحًا ـ أمانة سوف يسأل عنها يوم القيامة، ومع ذلك تولاها من ليس لها بأهل. وصدق حبيبنا المصطفى حينما قال فيما رواه أحمد وابن ماجه وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ: " سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة قالوا: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة ".

** فتنة الابتلاءات والمصائب.

وهي تمحيص للمؤمن ليتبين الصادق من الكاذب. قال تعالى: " ... أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين " [العنكبوت 1]. وقال عز وجل: " ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ... " [العنكبوت 10]

روى أحمد والترمذي بسند صحيح عن مصعب بن سعد عن أبيه قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة "

** فتنة التحزبات والانقسامات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير