تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

شجر أو حجر أو شمس أو قمر فانه باطل ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل وأن الله هو العلي الكبير وأشهد أن محمدا عبده ورسوله عبد لا يعبد ورسول لا يكذب فهو بشر كسائر البشر ميزه الله تعالى بخصائص النبوة وليس له حق في الألوهية ولا حق في الربوبية (قل لا اقول لكم عندي خزائن الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع الا ما يوحى إلى) يعني فانا عبد مأمور ممتثل لما أمرت به صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا ...

أما بعد

فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى اتقوا الله تعالى بقلوبكم اتقوا الله تعالى بألسنتكم اتقوا الله تعالى بجوارحكم اتقوا الله قوموا بأمره واجتنبوا نهيه وأدوا الأمانة التي حملكم تعالى إياها فقد قال الله عز وجل (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) أدوا الأمانة التي حملكم الله إياها فيمن ولاكم الله عليه من النساء لان الذي حملكم إياها سوف يسألكم عنها وهو سبحانه أعلم بما تبدون وما تكتمون أدوا الأمانة في هؤلاء النساء لا تتحكمون في مصيرهن لا تتحكموا في مصيرهن ومستقبلهن لا تجعلوهن بينكم بمنزلة السلع إن أعطيتم بها ثمنا يرضيكم بعتموها وإلا أمسكتموها إن هذا لخيانة إن أمانة النساء فيكم وإن مستقبلهن في دينهن ودنياهن أعظم وأجل من أن تنظروا في ذلك إلى المال وإلى لحاجة من العيش تتمتعون بها على حساب أمانتكم أيها المسلمون أيها المؤمنون أيها المتقون إن الواجب عليكم أن تنظروا إلى ما فيه خير المرأة وسعادتها في دينها ودنياها في نفسها وأولادها إن الواجب عليكم أن تختاروا لها في النكاح كل ذي خلق فاضل ودين مستقيم والا تمنعوا خاطبها إذا كان كفئا في دينه ورضيت فان ذلك أي منعهن أي منع الخاطب تضييع للأمانة ووقوع في المعصية فقد جاء في الحديث: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) ففي هذا الحديث الشريف توجيه وإرشاد إلى أن ينظر إلى الخاطب من ناحيتين فقط لا ثالث لهما هما الدين والخلق لانهما الأساس الذي به صلاح الدين وسعادة الحياة فصاحب الدين صالح بنفسه مصلح لمن يتصل به فاتصال المرأة به خير وفلاح إن أمسكها، أمسكها بمعروف وإن فارقها، فارقها بمعروف لأن عنده من الدين والتقوى ما يمنعه من ظلم المرأة والمطل بحقها وصاحب الخلق مستقيم في أخلاقه مقوم لغيره يتلقى أهله بالبشر وطلاقة الوجه ويعودهم بأقواله وحاله على مكارم الأخلاق ومعالي الآداب أيها المسلون أيها الاخوة إن أهم ما تجب به العناية والنظر اليه في الدين سلامة العقيدة واقامة الصلاة فأما سلامة العقيدة فان يكون الرجل مؤمنا بالله ورسوله لم يذكر عنه ما يدل على شكه وأن يكون معظما لله ورسوله لم يذكر عنه ما يدل على استهزائه بالله ورسوله فإن من شك فيما يجب الأيمان به أو في كون الله هو الخالق وحده أو المعبود وحده فإنه كافر كفرا أكبر مخرجا عن الملة ومن شك في كون محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم رسولا إلى الخلق كافة إلى يوم القيامة فهو كافر كفرا أكبر مخرجا عن الملة ومن استهزأ بالله أو رسول الله أو دين الله فهو كافر كفرا أكبر مخرجا عن الملة حتى قال بعض أهل العلم إنها لا تقبل توبته إذا تاب بل يجب قتله بكل حال يقول الله عز وجل (ولئن سالتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) وأما إقامة الصلاة فهي أن يأتي الرجل بالصلوات الخمس في أوقاتها بأدنى ما يجب فيها معتقدا فريضتها فمن أنكر فريضة الصلوات الخمس أو بعضها فإنه كافر مرتد خارج عن الاسلام لانه مكذب لله ورسوله ولاجماع المسلمين قاطبة الا أن يكون ممن أسلم قريبا ولا يدري عن فرائض الله فيعلم حتى يعرف ومن ترك الصلاة فهو كافر وإن كان يقر بأنها فريضة لقول الله تعالى (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة ولقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) وقال عبد الله بن شقيق رضي الله عنه: (كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئا من الأعمال تركه كفر غير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير