'إنَّ أهنأ عيشة قضيتها ذهبت لذاتها والإثم حل ..........
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 05 - 07, 01:31 ص]ـ
((يالهذا الثقل المقبض)).
زفر بعبارته تلك بأشد مايملك من حنق وغيظ ... كان يشعر وكأن جاثوماً حل على صدره يأبى أن يتركه وفي صدره قلب ينبض ...
كانت تلك ثالث ليلة تحل عليه بعد أن تحقق له حلمه الموعود .............. ذلكم الحلم الذي ظل يراوده لسنوات وسنوات ..
ذلك الحلم الذي ظن أنه وليد المراهقة ... فلما تخطاها وجد ذلك الحلم وقد اشتدت رغبته فيه ضراوة حتى كاد أن يفسد عليه حياته ....
تزوج ..... والحلم بين جنبيه .....
أنجب والحلم يأبى أن يفارقه ....
تزوج ثانية ....
سافر إلى بلاد عدة .....
انغمس في شيء مما ظن أنه يحقق له حلمه ...
وأيضاً ......... لاشيء ............
رغبة حارقة تأبى أن تدعه وشأنه ...
ثم ...................
ثم ............. شرع في تحقيق حلمه ..................
طلق زوجتيه ..........
صفى أعماله ............
ودع أقاربه ...........
تخلص من شيء غير يسير من مظهره المألوف ...............
استقل تلكم الطائرة المرتحلة إلى بلاد النور والجمال كما يسمونها .....
وفي بيت صغير على شاطيء البحر بدأ في تنفيذ الحلم ...
((يالهذه الأغلال)) ...........
كان ينطق بتلك العبارة صبيحة كل يوم يحقق خطوة من خطوات ذلك الحلم أو يقطع مرحلة من مراحلة ...
كان حلمه وبمنتهى البساطة أن يحطم كل هذه الأغلال التي حرص .. حرص ... حرص ....
حرص من (؟؟؟) .......
أو حرص ماذا (؟؟؟) ...
كلهم –في ظنه- كانوا يحرصون على تقييده بها .. أبوه، أمه، معلمه، إمام المسجد، ذلك الكتاب الذي يحترمه الجميع، زوجه، جل الأصدقاء،بل حتى ولده الأكبر لما ذهب إلى محفظ القرآن صار مثلهم مولعاً بالأغلال ............ والآن لا أغلال بعد الآن تسقط الأغلال .........
وهلم يا متع الدنيا جميعك .......... هلمِ هلمِ .......... والآن لا المال ينقصني ولا النساء تعوزني ولا. ولا ... ولا ............ كلك أيتها الدنيا اللذيذة على طرف الثمام .... أنام وأصحو وأصحو وأنام وأنام وأنام وأصحو وأصحو آكل أشرب أضاجع أفعل ما يحلو لي ................. و ......... و ..... وهكذا كما ترون ظل يردد عباراته تلك ليل نهار .........
وإذاً فقد حقق حلمه فلما الضجيج إذاً ياصاح وما هذا الثقل المقبض الذي تتحدث عنه وأنت بعد لا تزال في ليلتك الثالثة
آه .........
لقد حدث ما كنت أتوقع ولكن ... قد حدث ما كنت أتوقع بأسرع مما كنت اتوقعكنت أعرف أن هذا سيحدث .... بعد عام أو حتى شهر ولكن بعد ثلاثة أيام مادار ذلك بخلدي قط ...... أتدري مالذي حدث لك ياصاحبيحدث لك مايحدث لكل بوهيمي مثلك أبت عليه نزعته الحيوانية إلا أن يستجيب لها ويهوي بفمه وبراطمه في الوحل والطين ... ولربما غلبت الخنزيرية عليه فعبث بفمه فيما تعرف واعرف ... وبعد مدة من الانغماس في الوحل وسواء طالت المدة أم قصرت ... تبدأ الروح في التذمر تعثور بقايا الفطرة في الجوانح القلقة ... تهتف بك أربع على نفسك ياصاح فلا والله ما لهذا خلقت لقد خلقت لشأن غير هذا ... فخل عنك مرابع العفن هذه وتعالَ ... يصيحون بك ... يا هذا لقد اختنقنقنا وأزكمت أنوفنا روائح نتنك وقبائح أفعالكارفق بنا فإن لم تستجب ياصاحبي أتدري ماذا يصنعون بك (؟؟؟)
آهإن تلك الروح قلقة وما أدراك ما تصنع الروح القلقة إن تلك الفطرة تتعذب وما أدراك ما تفعل الفطرة إذا أمعن صاحبها في تدميرهاإنها تزحف الآن ياصاحبي تزحف إلى قلبك إلى عقلك تسد عليك منافذ جسدك .... تريد الفرار من هذا البدن الحيواني القذر .........
و ...
ولعلك سمعت بصاحب لك في حياتك الجديدة مات فجأة أو نتيجة حادث انتحار غامضإيه ما علينا ........
آه .....
نسيت تذكيرك بشيء آخر لعلك تستطيع تعليل ذلك الذي يجثم على جوانحك أتذكر زوجتك -أيهما (لافرق) - (؟؟؟)
تلك الودود العروب حلوة اللسان عذبة المحيا نعم هي هي أتذكر أولادك (؟؟؟)
وتلك البسمة على محيا الواحد منهم حين يلقاكأتذكر حضن أسرتك الدافيء (؟؟؟)
ولعلك لم تنس ذلك الأشيب طيب القلب حلو الروح .... نعم لم تخطيء أقصد أباك ...
أم أذكرك ببيضاء القلب أجمل نساء الدنيا ولو بغير جمال أحن الصدور .... تلك التي ما إن تراك إلا وتنفتح لك ذراعيها فكأنما فتحت لك الأرض .. وتضمها بين ذراعيك فلكأنما حيز تلك الدنيا بحذافيرها .......
وأخو الود حبيب الروح ذلك الذي تلقي في صدره أفراحك وأتراحك ذلك الحبيب الذي لم تلده أمك ...
أتذكر كل أولئك. (؟؟؟)
تأمل معي الآن وقد انصرفت عنك صحبة المتعة كما تسميها وأخلاء جهنم كما أسميهم .. انصرفوا بعد ليلة ستذكرها جيداً يوم تسعر بكم (طيب طيب سأترك حديث الأغلال)
أأويت إلى فراشك ... هيا نم .... لا تستطيع (؟؟)
الثقل يحطمك ...
نعم يا صاحبي إن كل هؤلاء الأحبة الذين ذكرتهم لك هم السناد النفسي والمعنوي في تلك الحياة العصيبة هم أحد الأركان المهمة في الحياة السعيدة يا صاحبي .......
والآن وقد خلفتهم خلف ظهرك فعلام تشكو الضيق والضنك ........
يا صاح لقد اقبلت هاهنا تنشد سعادة توهمتها ومتعاً ظننتها أما أنا فلست مثلك وسعادتي حدثتك بها من قبل فلم تأبه أتذكر ماذا قلت لي يومها (؟؟؟)
فلقد سخرت من سكينة النفس .... وقلتَ وهل تحلو الحياة بغير قلب يضطرب عشقاً وهياماً ...
فهنيئاً لك يا صاحبي فلقد حققت حلمك وحزت سعادتك المرجوة ... ولكن –اسمح لي- لا تشكو ضيقاً في النفس أو جاثوماً على الصدر .... لا تقل لي: فقد كل شيء بهجته .... وخلت من كل شيء حلاوته ... فتلك هي لذات الدنيا يا صاحبي ...
ساعة ثم تنقضي .... مخلفة حسرة وندامة ...
و ....
و .... وإني أعرف أناساً لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ماهم فيه لجالدوهم عليه بالسيوف ...
¥