تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها "أبو الكلام أزاد"]

ـ[وليد الباز]ــــــــ[08 - 05 - 07, 05:14 م]ـ

[ذو القرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا و كشف عنها "أبو الكلام أزاد"]

كان ذو القرنين من الألغاز التي أراد يهود المدينة أن يحرجوا رسول الله صلي الله عليه و سلم بالسؤال عنها .. و لكن ما كان الرسول عليه الصلاة و السلام ليحرج و وراءه ربه، يسانده و يسعفه بالجواب، ليخرس ألسنة هؤلاء الأعداء، فنزل القرآن الكريم يحكى سؤالهم، و يجيب عنه، لا بذكر الاسم الحقيقي لهذا الرجل، و لا مكانه، و لا الأمة التي ينتسب إليها، و لكن بذكر المهم من تاريخه و أعماله.

و قد بينت آيات سورة الكهف عقيدة الرجل، و عدله في حكمه و اتساع ملكه. لكن ما اسمه؟ و أين و متى عاش و حكم؟ لم تتكفل الآيات ببيان ذلك، لأن العبرة ليست فيه، و إنما العبرة و الفائدة تكمنان في ذكر ما تكفلت الآيات بذكره من أحداث حربية، و من عدل، و إيمان. فبقي الاسم موضع تساؤل و اجتهاد من المفسرين و المؤرخين في تعيينه، إشباعا لما في النفوس من غريزة الكشف عن المجهول و حب الاستطلاع. حتى و لو لم يكن وراء معرفة هذا المجهول فائدة تذكر .. لكنها الغريزة، و رغبة العلماء في إشباعها ..

فلا تجد مفسرا قديما أو حديثا إلا و ذكر ما وصل إليه في ذلك، و لا مؤرخا إسلاميا إلا و أدلى بدلوه في البحث عن هذا الاسم، و ذكر ما وصل إليه من أقوال مأثورة عن سابقيه .. حتى جاء في أوائل القرن العشرين "أبو الكلام أزاد" عند هذه الآيات، و هو يفسر القرآن الكريم، فكان لابد له أن يقول رأيه كذلك في ذي القرنين.

و كان أمامه حشد هائل من أقوال السابقين، و كان من الممكن أن يكتفي بهذه الأقوال، و يختار منها كما فعل غيره، و ينتهي. و لكنه لم يفعل .. لأنه لم يقتنع بقول من أقوال السابقين، كما لم يقبل أن يترك الموضوع يمر دون بحث.

فخاض غمار الكشف عن المجهول بطريقته الخاصة، و بما وفره الله له من عقل و قدرة علي البحث، و سعة الإطلاع. و قدم لنا أخيرا في تفسيره بحثا مطولا، وصل في نهايته إلى تعيين الاسم و المكان و الزمن الذي عاش فيه ذو القرنين، و دعم كشفه هذا بمقارنة بين ما ذكره التاريخ عن هذا الرجل، و ما ذكره القرآن عنه. و وجود تطابق بين المصدرين، مما لا يدع مجالا للشك في صحة ما وصل إليه. و على غير عادة المفسرين، رسم أزاد في تفسيره خريطة تبين رحلات أو حروب ذي القرنين كما ذكرها القرآن، و فصلتها كتب التاريخ القديم لا سيما المصادر اليونانية التي أنصفت الرجل برغم ما كان بينه و بين اليونان من عداء ..

علي أنه لم يكن وحده هو موضع التساؤل، بل انضم إليه مكان السد الذي بناه ذو القرنين أين هو؟ ثم يأجوج و مأجوج و من يكونون؟ فعني أزاد بالكشف عن مكان السد، و التعريف بيأجوج و مأجوج. و بين على الخريطة المنطقة التي كانوا يعيشون فيها و الممر الذي كانوا ينحدرون منه للإغارة و الإفساد، و الذي بني ذو القرنين فيه السد، ليمنع شر هؤلاء المغيرين ..

ماذا قاله المفسرون و المؤرخون؟

و لكن قبل أن نتحدث عن بحوث أزاد، يجدر بنا أن نعرض و لو ملخصا للآراء التي ذكرها المفسرون و المؤرخون، مع العلم بأن أكثر ما قالوه كان عن طريق النقل بعضهم من بعض، و إن كان لبعضهم آراء انفردوا بها، و هي كلها مبنية علي مجرد النقل ..

و على سبيل المثال:

يذكر تفسير الكشاف للزمخشري: أنه الإسكندر و قيل أنه عبد صالح. نبي. ملك، و ذكر رواية عن الرسول صلي الله عليه و سلم، أنه سمي ذا القرنين لأنه طاف قرني الدنيا يعني جانبيها شرقا و غربا. و قيل كان لتاجه قرنان. كان على رأسه ما يشبه القرنين ..

و الإمام ابن كثير: يذكر في تفسيره: أنه الإسكندر ثم يبطل هذا. كان في زمن الخليل إبراهيم عليه السلام و طاف معه بالبيت. و قيل عبد صالح. و أورد في تاريخه " البداية و النهاية " جـ 2 ص 102 مثل ذلك و زاد أنه نبي أو مَلَك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير