[مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل]
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[10 - 05 - 07, 05:29 م]ـ
أخرج الطبراني في " مسند الشاميين " (ص 298) بسند جيد عن الخولاني:
أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود , فتذاكروا الإيمان , فقلت: أنا مؤمن.
فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة ?
فقلت: لا أدري مما يحدث الليل و النهار.
فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة.
قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف: مؤمن السريرة مؤمن العلانية , كافر السريرة كافر العلانية , مؤمن العلانية كافر السريرة ? قال: نعم.
قلت: فمن أيهم أنت ? قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية.
قال أبو مسلم: قلت: و قد أنزل الله عز وجل: (هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن) , فمن أي الصنفين أنت?
قال: أنا مؤمن.
قلت: صلى الله على معاذ.
قال: و ما له ?
قلت: كان يقول: " اتقوا زلة الحكيم ". و هذه منك زلة يا ابن مسعود!
فقال: أستغفر الله.
قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى:
رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه , و أشد تواضعه , لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة , فابن مسعود نظر إلى المآل , و لذلك وافقه عليه أبو مسلم , و هذا نظر إلى الحال , و لهذا وافقه ابن مسعود , و أما استغفاره , فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. و الله أعلم.