تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[اخواني هل صحيح ما يذكر عن الامام احمد و انه دعا للمامون]

ـ[ابو حفص الحلبي]ــــــــ[11 - 05 - 07, 05:52 م]ـ

اخواني ارجوكم بعد قراءة هذا المقال الاجابة عن بعض الاسئلة اللتي اشكلت علي

1 - هل دعا الامام احمد للمامون و الواثق و المعتصم بعد توبة المعتصم و ندمه ام انه غفر للمعتصم فقط

2 - هل يدخل المامون و الواثق في اهل البدع و لماذا لزم الامام احمد بيته حتى بعد توبة المعتصم

بسم الله والحمد له

والصلاة والسلام على رسول الله

وعلى آله وصحبه

لقدعاصرإمام السُنة أحمد ابن حنبل رحمه الله أربعا من الخلفاء العباسيين

وهم على التوالي:

المأمون

المعتصم

الواثق

ثم المتوكل

وكانت محنته على أشدها في عهد المأمون والمعتصم والواثق ثم تغير الحال في عهد المتوكل.

ويمكن تلخيص موقفه رحمه الله في تلك العهود بما ذكره ابن كثير رحمه الله في البداية و النهاية

(المجلد الخامس ـ طبعة دار الديان للتراث) كما يلي:

عهد المأمون:

قال ابن كثير رحمه الله عن الإمام أحمد:

(وروي أنه كان لا يصلي خلف عمه اسحق بن حنبل وخلف بنيه ولا يكلمهم ايضا لأنهم أخذوا جائزة السلطان.)

ص342

وقال أيضا:

(وبعث المأمون مرة ذهبا يقسم على أصحاب الحديث فما بقي منهم أحد إلا أخذ إلا أحمد ابن حنبل فإنه أبى)

ص 342

وقال أيضا:

(

فجثى الإمام أحمد على ركبتيه ورمق بطرفه الى السماء وقال: سيدي غر حلمك هذا الفاجر حتى تجرأ على أولياءك بالضرب والقتل،اللهم فإن يكن القرآن كلامك غيرمخلوق فاكفنا مؤنته.

قال: فجاءهم الصريخ بموت المأمون في الثلث الأخير من الليل.

قال أحمد: ففرحنا ثم جاء الخبر بأن المعتصم قد ولي الخلافة)

ص346

عهد المعتصم:

في إحدى المناظرات بين الإمام احمد وأشهر مخالفيه بين يدي المعتصم ذكر ابن كثير على لسان الإمام أحمد رحمهما الله:

(

فقلت: القرآن من علم الله، ومن زعم أن علم الله مخلوق فقد كفر بالله،

فسكت ..

فقالوا فيما بينهم: يا أمير المؤمنين كفّرك وكفّرنا، فلم يلتفت الى ذلك

)

ص347

الشاهد أن الإمام احمد لم ينفي ادعائهم بتكفيره للمعتصم كما أنه لم يؤكده.

ثم قال ابن كثير رحمه الله:

(وذلك أن المعتصم ندم على ما كان منه الى أحمد ندما كثيرا، وجعل يسأل النائب عنه والنائب يستعلم خبره)

ص349

فهل ندم الإمام أحمد أو غفر له أو سامحه كما يدعي المزورون للحقائق والتاريخ؟ انظر ما قال ابن كثير رحمه الله:

(وجعل كل من آذاه في حل إلا أهل البدعة)

ص349

ثم قال ابن كثير رحمه الله:

(حين خرج (الإمام أحمد) من دار الخلافة صار الى منزله حتى برأ ولله الحمد،

ولزم منزله فلا يخرج منه الى جمعة أو جماعة ... )

الى أن قال

(ولم يزل كذلك مدة خلافة المعتصم , وكذلك في ايام إبنه الواثق.)

ص351

ثم بعد الواثق جاء المتوكل:

(فلما ولي المتوكل على الله الخلافة استبشر الناس بولايته،

فإنه كان محبا للسنة وأهلها،

ورفع المحنة عن الناس،

وكتب الى الآفاق لايتكلم أحد في القول بخلق القرآن .. )

ص351

وقال ايضا:

(وكتب (المتوكل) الى أحمد: إني أحب أن آنس بقربك وبالنظر إليك ويحصل لي بركة بدعائك .. )

ص352

(وأراد منه الخليفة أن يقيم هناك ليحدث الناس عوضا منه في أيام المحنة وما بعدها من السنين الطويلة، فاعتذر اليه بأنه عليل وأسنانه تتحرك وهو ضعيف .. )

ومع كل هذا الإطراء من المتوكل للإمام أحمد

ومع التغيير الجذري عند المتوكل عن سلفه بتوقفه عن القول بخلق القرآن وحبه للسنة وأهلها ..

انظر الى ورع الإمام أحمد رحمه الله في التعامل معه وما زال النقل من نفس المصدر:

(وجاء عبيد الله بن يحيى بن خاقان بمال جزيل من الخليفة جائزة له فامتنع من قبوله، فألح عليه الأمير فلم يقبل. فأخذها الأمير ففرقها على بنيه وأهله وقال: إنه لايمكن ردها على الخليفة ..

ص353

(

ثم أخذ يلوم أهله وعمه،

وقال لهم: إنما بقي لنا أيام قلائل وكأننا قد نزل بنا الموت،

فأما الى جنة وإما الى نار، فنخرج من الدنيا وبطوننا قد أخذت من مال هؤلاء؟)

ص353

(

وجعل أياما يتألم من اجتماعه بهم ويقول:

سلمت منهم طول عمري ثم ابتليت بهم في آخره.

وقد كان جاع عندهم جوعا عظيما كثيرا حتى كاد أن يقتله الجوع.

وقد قال بعض الأمراء للمتوكل: إن أحمد لا يأكل لك طعاما ولا يشرب لك شرابا،ولايجلس على فرشك، ويحرم ماتشربه.

فقال (المتوكل): والله لو نشر المعتصم وكلمني في أحمد ماقبلت منه.)

ص354

(وكتب رجل رقعة الى المتوكل يقول:

يا أمير المؤمنين إن أحمد يشتم آبائك ويرميهم بالزندقة.

فكتب فيها المتوكل:

أما المأمون فإنه خلط فسلط الناس على نفسه،

وأما أبي المعتصم فإنه كان رجل حرب ولم يكن له بصر بالكلام،

وأما أخي الواثق فإنه يستحق ما قيل فيه.

ثم أمر أن يضرب الرجل الذي رفع إليه الرقعة مائتي سوط،

فأخذه عبد الله بن اسحق بن ابراهيم فضربه خمسمائة سوط.

فقال له الخليفة: لم ضربته مسمائة سوط؟

فقال: مائتين لطاعتك ومائتين لطاعة الله، ومائة لكونه قذف هذا الشيخ الرجل الصالح أحمد ابن حنبل)

ص354

هذا مختصر من بعض مواقف الإمام أحمد رحمه الله،

وكما افتري عليه في حياته فلازال الافتراء عليه بعد مماته،

فأين من هذا كله قولهم أنه غفر للخليفة ودعا له؟

نعم دعا الى المتوكل كما ذكر ابن كثير وقد رأينا ما كان من المتوكل،

وأين المتوكل من المأمون أو المعتصم أو الواثق؟

رحم الله إمام السُنّة رحمة واسعة،

وجزاه عن أمة الإسلام خير الجزاء.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير