تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فوائد من سيرة ابن عون]

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[12 - 05 - 07, 08:26 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

فهذه بعض الفوائد اليسيرة بألفاظها العظيمة بما تحمله من معان من سيرة الإمام ابن عون رحمه الله:

ابن عون هو شيخ أهل البصرة أبو عون عبد الله بن عون بن أرطبان المزني مولاهم البصري الحافظ حدث عن سعيد بن جبير وأبي وائل وإبراهيم النخعي وعطاء ومجاهد والشعبي والحسن والقاسم بن محمد وخلق، وعنه حماد بن زيد وإسماعيل بن علية وإسحاق الأزرق ويزيد بن هارون وأبو عاصم والأنصاري ومسلم بن إبراهيم وخلق كثير.

قال ابن المديني: " جمع لابن عون من الإسناد ما لا يجمع لأحد من أصحابه سمع بالمدينة من القاسم وسالم وبالبصرة من الحسن وابن سيرين وبالكوفة من الشعبي والنخعي وبمكة من عطاء ومجاهد وبالشام من مكحول ورجاء بن حيوة "

و قال شعبة: " شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره "

- ومما ورد في بره بأمه أنه نادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.

وليس هذا غريباً على ابن عون إذا كان شيخه ابن سيرين فقد روى ابن عون عنه أنه إذا كان عند أمه لو رآه رجل لا يعرفه ظن أن به مرضا من خفض كلامه عندها.

وكانت أمه _ أي ابن سيرين _ يعجبها الصبغ فكان إذا اشترى لها ثوبا اشترى ألين ما يجد فإذا كان عيد صبغ لها ثيابا.

وليس غريباً أيضا أن يقع ذلك من ابن سيرين فشيخه أبو هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - كان إذا أراد أن يخرج من بيته وقف على باب أمه فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول: وعليك السلام يا ولدي ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتني صغيراً، فتقول: رحمك الله كما بررتني كبيرا.

- وروى محمد بن عباد المهلبي عن أبيه قال: أتيت ابن عون فسلمت عليه قال فرجعت إلى البيت فإذا أنا بإنسان قد ضرب الباب فإذا هو ابن عون فقلت ادخل فما جاء به إلا أمر وإنما فارقته الساعة فقلت يا ابن عون مه قال: أردت أن آتيك فأسلم عليك فكرهت أن أعود نفسي على هذه العادة أن أنوي شيئا ثم لا أفي به

وكان الأئمة يثنون عليه ويجلونه ومن ذلك:

- قال ابن عون قِلْت _ من القيلولة _ عند الحسن (أي البصري) ومحمد (أي ابن سيرين) فكلاهما لم يزالا قائمين على أرجلهما حتى فرش لي قال ورأيت الحسن ينفض الفراش بيده قال سليمان تكرمة لابن عون.

والحسن وابن سيرين من شيوخه.

- وقال ابن المبارك ما رأيت أفضل من ابن عون.

- عن عبد الله بن المبارك قال طلبت هذا العلم فوجدته وطلبت الأدب فلم اجده إلا عند رجلين مسعر وابن عون.

- قيل لابن المبارك ابن عون بما ارتفع؟ قال: بالاستقامة.

وكان من استقامته رحمه الله حفظه للسانه:

عن يحيى بن سعيد يقول: ما ساد ابن عون الناس أن كان أزهدهم في الدنيا ولقد كان سليمان التيمي أترك للدنيا منه وسقط له بيت فما رفعه حتى مات ولكن ساد ابن عون الناس بصيانة هذا اللسان.

- وروى صالح بن أحمد حدثني أبي قال عبد الله بن عون يكنى أبا عون بصري ثقة رجل صالح وأهل البصرة يفخرون باربعة أيوب السختياني وعبد الله بن عون وسليمان التيمي ويونس بن عبيد فأما ابن عون فكان إذا غضب على أحد من أهله قال: بارك الله فيك فقال لابن له يوما: بارك الله فيك، فقال: أنا بارك الله في؟! قال: نعم فقال بعض من حضر: ما قال لك إلا خيرا قال: ما قال لي هذا حتى أجهد.

وأجهد يعني تعب من الغضب عليه فسبحان الله كيف يملك نفسه عند شدة الغضب ويكون غاية ما يخرج منه: (بارك الله فيك)

- وروي أنه كان له ناقة يغزو عليها ويحج عليها وكان بها معجبا فأمر غلاما له يستقي عليها فجاء بها وقد ضربها على وجهها فسالت عينها على خدها قلنا إن كان من ابن عون شئ فاليوم (يقصدون أن يغضب ويسب ويشتم) قال فلم نلبث أن نزل علينا فلما نظر إلى الناقة قال سبحان الله أفلا غير الوجه بارك الله فيك اخرج عني أشهدوا أنه حر.

- وروى خارجة بن صعب يقول صحبت ابن عون ثنتي عشرة سنة فما رأيته تكلم كلمة كتبها عليه الكرام الكاتبون.

- وروي أن قوما قالوا يا أبا عون بلال فعل فقال إن الرجل يكون مظلوما فلا يزال يقول حتى يكون ظالما ما أظن أحدا منكم أشد على بلال مني قال وكان بلال قد ضربه بالسياط لأنه كان تزوج امرأة عربية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير