ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 05 - 07, 03:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا سلمان وفقك الله:
لا شك أن البذاء مذموم شرعا ولم يكن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لأحدنا عند المعتبة ما له ترب جبينه " كما روى ذلك البخاري من حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
لكن ها هنا أمور:
الأمر الأول: هذا اللفظ اطلقه ابن تيمية رحمه الله ولم يطلقه لحدة او غيرها غنما أطلقه في أكثر من موضع من كتبه مما يدل على أنه كان يطلقه في حال هدوء واقتناع.
الأمر الثاني: لم ينفرد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بهذا اللفظ بل سبقه يحيى بن عمار وأبو إسماعيل الهروي كما نقل ذلك شيخ الإسلام نفسه عنهم.
الأمر الثالث: ينبغي حمل ألفاظ المتكلم على عرفه واصطلاحه على على عرف القاريء والسامع ومراد شيخ الإسلام ابن تيمية واضح وقد بينه بنفسه كما ذكرت في النقولات السابقة.
الأمر الرابع: هذا اللفظ لا إشكال فيه إذا حمل على معناه المذكور فكل من أشكل بين أمرين يطلق عليه ذلك لغة وهذا الإطلاق يصح اطلاقه على الرافضة مثلا فنقول هم مخانيث المجوس وهم مخانيث اليهود وهم مخانيث النصارى وكذلك الحال في الأشاعرة فاللفظ هنا لا يعني المشهور في عرفنا المتأخر.
الأمر الخامس: أن الأشاعرة أنفسهم قد أطلقوا هذا اللفظ على غيرهم:
- فعبد القاهر البغدادي وهو أشعري يقول في الفرق بين الفرق (ص 99): ( ... ثم إن واصلا وعمرا وافقا الخوارج فى تأييد عقاب صاحب الكبيرة فى النار مع قولهما بأنه موحد وليس بمشرك ولا كافر ولهذا قيل للمعتزلة إنهم مخانيث الخوارج لان الخوارج لما رأو لأهل الذنوب الخلود في النار سموهم كفرة وحاربوهم والمعتزلة رأت لهم الخلود فى النار ولم تجسر على تسميتهم كفرة ولا جسرت على قتال اهل فرقة منهم فضلا عن قتال جمهور مخالفيهم ... )
- وأبو المظفر طاهر بن محمد الإسفراييني الشافعي الأشعري المتوفى سنة 471هـ يقول في كتابه التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين (ص 68 تحقيق كمال الحوت): (لهذا قيل في المعتزلة أنهم مخانيث الخوارج ونسبهم إسحاق بن سويد إلى الخوارج في شعره فقال
برئت من الخوارج لست منهم ... من الغزال منهم وابن باب
ومن قوم إذا ذكروا عليا ... يردون السلام على السحاب .... )
الأمر السادس: لم يكن شيخ الإسلام _ رحمه الله _ يسلك مسلك السب والشتم في بيان بطلان أقوال المذاهب الباطلة ولو كان يسلك ذلك لفرح الأشاعرة وأضرابهم لكن المصيبة والطامة عليهم انه كان يكسر منهجهم ويهدم قواعدهم ويبين زيفهم وضلالهم بما أوتيه من علم وفهم لكتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولمنهج السلف.
بل على العكس كان رحمه الله يدعو لهم بالهداية ويحسن إليهم ويتكلم عنهم بعدل وصدق وعلم ويثني عليهم فيما اصابو فيه من ردودهم على المعتزلة وغيرهم ويبين أنهم أقرب من المعتزلة والرافضة إلى أهل السنة وقد ذكروا في كتبهم وطبقاتهم كطبقات السبكي من حسن خلقه معهم وتأدبه في مناظراتهم وقبول الحق منهم ما لا يفعله كثير منهم.
وأخيراً تبقى المسألة نزاع حول إطلاق شيخ الإسلام ابن تيمية للفظة في كلامه عن الأشاعرة ثم ماذا؟ هل يستحق مثل هذا النزاع؟ مع أن الكل متفق على ذم الأشاعرة وضلالهم وتعظيم السنة و الثناء على شيخ الإسلام ابن تيمية وأنه من أعظم من رد كيد الشاعرة وكشف باطلهم وبين خطرهم.
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[11 - 02 - 08, 11:52 م]ـ
(وقد طلبت نصًّا يوثِّق هذا الأمر فوجدته في تاج العروس للأزهري، أورده استدراكاً على صاحب القاموس)
تاج العروس ليس الأزهري قطعا ً ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[17 - 02 - 08, 09:26 م]ـ
سبق قلم، والصواب أنه للزبيدي
ـ[مروان الحسني]ــــــــ[24 - 09 - 09, 06:43 م]ـ
(و ما عرفت العرب هذه الكلمة بالمعنى الشائن القبيح إلا في العصور المتأخّرة، ربما بعد عصر شيخ الإسلام، بدليل أن الفيروزأبادي لم يشر إليه في القاموس، و هو من طبقة تلاميذ تلاميذ شيخ الإسلام.)
(ربما بعد عصر شيخ الإسلام)
لا أعتقد أن هذا الكلام دقيق أستاذي الفاضل ...
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - 09 - 09, 08:23 م]ـ
(و ما عرفت العرب هذه الكلمة بالمعنى الشائن القبيح إلا في العصور المتأخّرة، ربما بعد عصر شيخ الإسلام، بدليل أن الفيروزأبادي لم يشر إليه في القاموس، و هو من طبقة تلاميذ تلاميذ شيخ الإسلام.)
(ربما بعد عصر شيخ الإسلام)
لا أعتقد أن هذا الكلام دقيق أستاذي الفاضل ...
لماذا لا تعتقد ذلك أيها الأستاذ الفاضل؟!
الفيروزأبادي ولد سنة 729، أي بعد سنة من وفاة شيخ الإسلام، فهو من طبقة تلاميذ تلاميذه!
إلا إن كنت لم تدرك معنى (من طبقة فلان)!
بل إن الرجل قد جاب الأقطار، فلا أشكّ بأنه قد أخذ عن أحدهم أو عن جملة منهم، مع أن المسألة تحتاج إلى تحرير
وأما بقية المعترضين على شيخ الإسلام فالظاهر أن أشاعرة هذا العصر يحاسبون شيخ الإسلام بأذواق القرون القادمة، وفي المقابل يصفحون عن كذب السقاف وتدليسه وخيانته!
¥