ولكنني وجدت أن هذه التسمية تقدمت كثيرا على التاريخ الذي عاش فيه السلطان المجاهد علي دينار رحمه الله، مما جعلني أقطع بأن نسبتها إليه غير صحيحة، فقد ورد ذكرها بهذا الاسم قبل ولادة السلطان بقرون عديدة، وذكرتها الكتب الآتية، التي رتبتها حسب تواريخ وفيات مؤلفيها، وهي:-
1 - مجموع الفتاوى (26/ 99 - 100)، لشيخ الإسلام أبي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، المتوفى سنة ثمان وعشرين وسبع مئة من الهجرة المباركة، وجاء فيه: فذو الحليفة هي أبعد المواقيت، بينها وبين مكة عشر مراحل، أو أقل، أو أكثر؛ بحسب اختلاف الطرق، فإن منها إلى مكة عدة طرق، وتسمى وادي العقيق، ومسجدها يسمي مسجد الشجرة، وفيها بئر تسميها جُهَّال العامة: بئر علي، لظنهم أن عليا قاتل الجن بها، وهو كذب، فإن الجن لم يقاتلهم أحد من الصحابة، وعلي أرفع قدرا من أن يثبت الجن لقتاله، ولا فضيلة لهذه البئر، ولا مذمة. اهـ.
وورد نحو هذا الكلام في الكتب الآتية:-
2 - فتح الباري بشرح صحيح البخاري (3/ 385)، للحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة اثنتين وخمسين وثمان مئة.
3 - عمدة القاري في شرح صحيح البخاري (25/ 62)، لبدر الدين محمود بن أحمد العيني، المتوفى سنة خمس وخمسين وثمان مئة.
4 - أسنى المطالب في شرح روض الطالب (1/ 459)، لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري، المتوفى سنة ست وعشرين وتسع مئة.
5 - مواهب الجليل بشرح مختصر خليل (3/ 30)، لأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المغربي المالكي.
6 - البحر الرائق شرح كنز الدقائق (2/ 341)، لزين الدين ابن نجيم الحنفي، المتوفى سنة سبعين وتسع مئة.
7 - الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة (1/ 416)، للملا نور الدين علي بن سلطان محمد الهروي القارئ المكي، المتوفى سنة أربع عشرة وألف. وقد تكرر كلامه في كتابيه: مرقاة المفاتيح (3/ 381)، والمصنوع في معرفة الحديث الموضوع (1/ 272).
8 - الفواكه الدواني من رسالة ابن أبي زيد القيرواني (1/ 353)، للعلامة أحمد بن غنيم النفرواي، المتوفى سنة خمس وعشرين ومائة وألف.
9 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس عم اشتهر من أحاديث على ألسنة الناس (2/ 564) للعلامة إسماعيل بن محمد العجلوني المتوفى في سنة اثنتين وستين ومئة وألف من الهجرة المباركة.
هذا وقد ورد نحو ذلك في سائر شروح رسالة ابن أبي زيد القيرواني سوى الفواكه الدواني، وكذلك في سائر شروح مختصر العلامة خليل المالكي سوى مواهب الجليل، وفي كتب أخرى كثيرة، وهو ما يثبت أن هذه التسمية تقدمت كثيرا على الفترة التي عاش فيها السلطان الشهيد - بإذن الله - علي دينار، كما أسلفت.
ومع ذلك فلا يبعد أن يكون السلطان علي دينار قد أسهم في إعادة تأهيل هذه الآبار وتجديدها، بعد أن تعطلت في فترة من الفترات، إذ اشتهر السلطان بحبه الفياض للأراضي المقدسة، وثبت أنه كان يكسو الكعبة في سنوات كثيرة، ولا منة لنا نحن أحباب السلطان في ذلك، إذ هو فضل الله الذي تفضل به علينا أن جعل أحد قادتنا الكرام ممن يفعل ذلك، فرحم الله السلطان، وأجزل له الثواب على ما قدم.
إن العمل على توثيق المعلومة قبل تصديقها، وبثها للمتلقي مطلب شرعي ينبغي أن يحرص عليه القائمون على الإعلام الإسلامي، وقد وجدتُ هذه المعلومة مبثوثة في مواقع إسلامية كثيرة على الشبكة الأثيرية، وهي مواقع يرتادها الناس لأخذ المعرفة، فهل حرص القائمون عليها على تمحيص الأخبار، قبل عرضها؟ فقديما قيل: وما آفة الأخبار إلا رواتها.
ـــــــــــــــــــــــــ
[1] تهذيب الكمال للحافظ المزي (8/ 189).
[2] مليط بلدة جميلة طيبة الهواء، تقع إلى الشمال من مدينة الفاشر.
[3] الفاشر من المدن السودانية العريقة، وهي الآن حاضرة دارفور الأولى.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=823
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[22 - 10 - 08, 06:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[23 - 10 - 08, 10:29 م]ـ
زادك الله علما وشرفا
بارك الله فيك
لقد قرأت هذه المعلومة، في اوراق الأجندة السنوية ففوجئت بها، ولم يتسنى لي التحقق منها، وها أنت بارك الله فيك تكفينا ذلك
فدمت للعلم وأهله
ـ[عبد الأحد محمد الأمين ساني]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:31 م]ـ
هذا تحقيق علمي لا مزيد عليه، بارك الله في كاتبه وفي رافعه إلى الملتقى.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 01:55 م]ـ
للشيخ الفاضل والباحث النابه المتقنع بمعرف: (ابن وهب) معنا في الملتقى =مشاركة أبطل فيها بالدلائل الواضحة هذا الكلام، وكنتُ قرأتها قديماً فحبذا لو نقلها أحد الإخوة ..