كما تكونوا، يُوَلَّى عليكم .. ((رأي نفيس لابن القيم في هذا المعنى))
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[17 - 05 - 07, 07:11 ص]ـ
((كما تكونوا يُوَلَّى عليكم))، رُوي مرفوعاً وهو ضعيف، لايجوز نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم، انظر تخريجه في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (320) وقد أشار ــ أيضاً ــ إلى أن معناه غير صحيح،
أما الشيخ ابن عثيمين فذكر في تعليقه على (السياسة الشرعية) أن معناه صحيح، يدل عليه قوله تعالى ((وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)
أما ابن القيم فإليك رأيه:/
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ في مفتاح دار السعادة 1/ 253 أو الطبعة الأخرى 273
((وتأمّل حِكمتَهُ ـ تعالى ـ في أن جعلَ مُلوكَ العباد وأُمراءهم وَوُلاتَهم مِن جِنسِ أعمَالِهم، بلْ كأنّ أعْمَالهم ظَهرتْ في صُورِ وُلاتِهم ومُلوكِهم،
فإن استقَامُوا استقَامَتْ مُلوكُهم،
وإنْ عَدلُوا عَدَلتْ عليهم،
وإن جَارُوا جَارتْ ملوكهم ووُلاتُهم.
وإنْ ظهَر فيهم المكرُ والخَديعةُ فوُلاتُهم كذلك،
وإنْ مَنعوا حقوقَ اللهِ لديهم، وبخَلوا بها؛ منعتْ مُلوكهم ووُلاتُهم ما لَهُم عندهم من الحق وبَخَلوا بها عليهم،
وإنْ أخذوا مِمَّن يستضعفونَه مالا يستحقونَه في مُعَاملتهم؛ أخذتْ منهم الملوكُ مالا يستحقونه، وضَربتْ عليهم المكوسَ والوظائف،
وكلّما يستخرجونَه من الضعيف؛ يستخرِجْهُ الملوكُ منهم بالقوة.
فعُمّالُهم ظَهَرتْ في صُورِ أعمالهم، وليس في الحِكمةِ الإلهية أن يُولّى عَلى الأشرارِ الفجارِ إلاّ مَنْ يكونُ مِنْ جِنْسهم، ولمَاّ كان الصدرُ الأولُ خِيارَ القُرونِ وأبَرَّها؛كانتْ وُلاتُهم كذلك، فلمّا شَابُوا شَابَتْ لهمُ الوُلاة.
فحكمةُ اللهِ تَأْبَى أن يُولِّيَ علينا في مِثلِ هذهِ الأزمانِ مثلَ مُعاويةَ، وَعُمَرَ بنَ عبدالعزيز، فضلاً عن مثلِ أبي بكر، وعمر، بَلْ وُلاتُنا على قَدْرِنا، ووُلاةُ مَنْ قَبلَنا على قَدرِهم، وكلٌ مِن الأمرَين مُوجِبُ الحِكمة ومُقْتضاها.
ومَنْ له فِطنةٌ إذا سافرَ بفِكْرِهِ في هذا الباب؛ رأى الحكمةَ الإلهيةَ سائرةً في القضاءِ والقدرِ ظاهرةً وباطنةً فيهِ كما في الخَلقِ والأمرِ سواء.
فإيّاكَ أن تَظُنّ بِظنِّكَ الفاسِدِ، أنّ شَيئاً مِن أقضيتِهِ وأقدَارِه عارٍ عنِ الحكمةِ البالغة، بَل جَميعُ أقضيتِهِ تَعَالَى وَأقْدارِه واقعةٌ على أتمِّ وُجوهِ الحكمةِ والصّوابِ؛ ولكنّ العُقُولَ الضعيفةَ مَحجُوبةٌ بضعفِها عَن إدرَاكها، كما أنّ الأبْصَارَ الخَفّاشِيةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن ضوءِ الشمسِ، وهذهِ العُقُولُ الضّعاف إذا صَادَفها الباطلُ؛ جَالتْ فيهِ وصَالَتْ، ونَطقتْ وقَالت،كما أن الخُفّاش إذا صادَفهُ ظلامُ الليلِ طارَ وسارَ
خَفَافِيشُ أعْشَاهَا النّهَارُ بِضَوْئِهِ ** وَلاَزَمهَا قِطَعٌ مِنَ الّليْلِ مُظْلِمُ.)) إنتهى كلامه ـ رحمه الله ــ
ـ[إبراهيم المديهش]ــــــــ[21 - 05 - 07, 02:50 م]ـ
وعليه؛ فصلاح ملوك المسلمين بعد صلاح المسلمين ...
ومَن تأمل الشركيات والقبور في بلاد المسلمين، علم سبب تخلف النصر والتمكين .....
ناهيك عن البدع والأهواء، والعداء أو الجهل بالسنة النبوية ...
اللهم أصلح أحوال المسلمين، وَ ولِّ عليهم خيارهم،واكفهم شر شرارهم، وارزق ولاة المسلمين البطانة الصالحة وأبعد عنهم بطانة السوء من العلمانيين (المنافقين)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 05 - 07, 03:37 م]ـ
بارك الله فيكم ..
اللهم ارزقنا بحكام يحكمون بكتابك , وإلا فلا خير نرجوه بالقوانين الوضعية ..
ـ[سيف 1]ــــــــ[21 - 05 - 07, 07:28 م]ـ
ولكن الا يزع الله بالسلطان ما لا يزعه بالقرآن!
كان الناس هم الناس في زمن الوليد و مروان وعبد الملك وسليمان وعمر بن عبد العزيز فما بال الحال تغير مع عمر وحده؟
وكان الناس هم الناس حتى جاء نور الدين الشهيد وصلاح الدين
والأمثلة كثيرة
انك لن تستطيع ان تنشر التقوى بين الناس وتجعلهم كلهم على الطريق المستقيم املا في ان يأتي الامام الورع
بل الناس على دين ملوكهم ان ولي عليهم الديوث رأيت القنوات التلفازية في دولته تنشر الفحش والعري وتتاجر بأجساد نساء قومه وهو الذي كان يفترض ان يكون صائن أعراضهن
وان ولي عليهم المنافق العميل رأيته يفتح ارضه لكل من عادى مسلما ويضع اليد في اليد ويضحك في وجهه
وان ولي عليهم الزنديق رأيت الصحف عنده تسب في صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وتدعو للعلمانية وتنحية الشريعة وهو مبتسم
وان ولي عليهم التقي الورع العادل حملهم على الكتاب والسنة ورفق بهم
ـ[أبو آثار]ــــــــ[24 - 05 - 07, 04:57 ص]ـ
بل ان صلاح الناس لا يتوقف عليه فقط صلاح ملوكهم بل صلاح ثمارهم ونباتهم
((والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا))
((ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض))
وهذا الكلام نوجهه للرعية وليس فيه عذر للظالم لأن نشر العدل وإقامة حدود الله ايضا لها ارتباط
وثيق بما حولها كما جاء انه في عهد عيسى عليه السلام تعاد للارض بركتها التي كانت على عهد
ادم
والقاعدة الاكثر وضوحا هي:
يرحم الله من عباده الرحماء
\
فإذا رحمت الأم طفلها رحمها زوجها فيرحمه مديره ........ وهكذا الى ان يصل الامر الى الولاة والملوك
ومن ثم تعم البركة الارض والسماء
¥