رأى رجل في المنام كأنه يطلب بطة معها ثلاثة أفراخ، فأدرك البطة وفاتته الفراخ، فسئل: فقال: هذا رجل صلى العتمة، ونام عن الوتر حتى أصبح، فقال الرجل: ما تركت الوتر منذ ثلاثين سنة إلا البارحة.
*ج. عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان عمر من المُحَدَّثين الذين لا تكذب لهم فراسة.
قام عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل أن يقتل بأيام، فقال: إني رأيتُ ديكاً نقرني نقرتين أوثلاثاً؛ فوجأه أبولؤلؤة غلام المغيرة وجئتين أوثلاثاً فقتله.
قال بعض أمراء الشام لعمر: يا أمير المؤمنين! رأيت كأن الشمس والقمر اقتتلا، ومع كل واحد منهما فريق من النجوم، قال: مع أيهما كنت؟ قال: مع القمر؛ قال: مع الآية الممحوة، لا عملتَ لي أبداً؛ فعزله، وقتل مع معاوية بصفين.
*د. ابن سيرين
كان ابن سيرين من أئمة التعبير.
قال الذهبي رحمه الله: (قد جاء عن ابن سيرين في التعبير عجائب يطول ذكرها، وكان له في ذلك تأييد إلهي)
ليس كل ما نسب إلى ابن سيرين يصح عنه، ومن جملة ذلك المؤلف المنسوب إليه في ذلك.
قال هشام بن حسان: كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا، فلا يجيب فيها بشيء، إلا أنه يقول: اتق الله وأحسن في اليقظة، فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم؛ وكان يجيب في خلال ذلك، ويقول: إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب.
قيل لابن سيرين: إنك تستقبل الرجل بما يكره؛ قال: إنه علم أكره كتمانه).
قال رجل لابن سيرين: رأيتُ كأني آكل خبيصاًفي الصلاة؛ قال: الخبيص حلال طيِّب، ولا يحل الأكل في الصلاة، أنت رجل تقبل امرأتك وأنت صائم؛ قال: نعم؛ قال: فلا تعد.
وقال ابن سيرين في جنازة يتبعها الناس: هذا قائد له أتباع.
قال رجل لابن سيرين: رأيتُ في المنام كأن قرداً يأكل معي على مائدة؛ فقال: هذا غلام أمرد اتخذه بعض نسائك.
قال رجل لابن سيرين: رأيتُ في المنام كأني أطير بين السماء والأرض؛ فقال: أراك تكثر الأماني.
قال رجل لابن سيرين: رأيت في المنام كأن لحيتي بلغت سرتي، وأنا أنظر إليها؛ فقال: أنت رجل مؤذن تنظر في دور الجيران.
سئل ابن سيرين عن الفيل في النوم؛ فقال: أمر جسيم قليل المنفعة.
كان ابن سيرين يستحب الزيت في النوم، ويقول: هو بركة كله، إن أكلته، أوأدخلته بيتك، أوشربته، أوادهنت به، أوتلطخت به، لأنه شجرة مباركة.
كان ابن سيرين يقول: الماء في النوم فتنة، وبلاء في الدين، وأمر شديد، لأن الله تعالى يقول: "إن الله مبتليكم بنهر"وقال: "ماء غدقاً لنفتنهم فيه"
وقال ابن سيرين: ومن عَبَر نهراً قطع بلاء وفتنة ومشقة، ونجا من ذلك.
أتى رجل ابن سيرين، فقال له: خطبتُ امرأة فرأيتها في المنام؛ فقال له ابن سيرين: كيف رأيتها؟ قال: رأيتها سوداء قصيرة، مكسورة الفم؛ فقال ابن سيرين: أما الذي رأيت من سوادها فإنها امرأة لها مال، وأما ما رأيت من كسر فمها فإنها امرأة فظيعة اللسان، وأما ما رأيت من قصرها، فإنها امرأة قصيرة العمر، فتوشك أن تموت عاجلاً؛ فذهب فتزوجها.
وكان ابن سيرين يعبر الرجل إذا رأى أنه حل إزاره، أوانحل، قال: هذا رجل يرزق امرأة.
وكان ابن سيرين لا يعبر الخاتم في المنام إلا امرأة يستفيدها، وكذلك كان هشام بن حسان لا يعبر الفص في الخاتم، إلا أنه يقول: امرأة فيها قسوة.
قال معمر: جاء رجل إلى ابن سيرين فقال: رأيتُ كأن حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم ما كانت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت أصغر مما دخلت، ورأيت أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت كما دخلت؛ فقال ابن سيرين: أما الأولى فذلك الحسن، يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، ويصل فيه من مواعظه، وأما التي صغرت فأنا أسمع الحديث فأسقط منه، وأما التي خرجت كما دخلت فقتادة، فهو أحفظ الناس.
روى ابن المبارك عن عبد الله بن مسلم المروزي قال: كنت أجالس ابن سيرين، فتركته وجالست الإباضية، فرأيت كأني مع قوم يحملون جنازة النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيتُ ابن سيرين فذكرته له؛ فقال: مالك جالستَ أقواماً يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
وعن هشام بن حسان قال: قصَّ رجل على ابن سيرين فقال: رأيتُ كأن بيدي قدحاً من زجاج فيه ماء، فانكسر القدح وبقي الماء، فقال له: اتق الله فإنك لم تر شيئاً؛ فقال: سبحان الله؛ قال ابن سيرين: فمن كذب فما عليَّ، ستلد امرأتك وتموت، ويبقى ولدها؛ فلما خرج الرجل قال: والله ما رأيتُ شيئاً؛ فما لبث أن ولد له، وماتت امرأته.
وقال رجل لابن سيرين: كأني وجارية سوداء نأكل في قصعة سمكة؛ فقال: أتهيئ لي طعاماً وتدعوني؟ قال: نعم؛ ففعل، فلما وضعت المائدة فإذا جارية سوداء، فقال له ابن سيرين: هل أصبت هذه؟ قال: لا؛ قال: فادخل بها المخدع؛ فدخل وصاح: يا أبابكر، رجل والله؛ فقال: هذا الذي شاركك في أهلك.
سأل رجل ابن سيرين فقال: رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا؛ قال: هذا الحسن يموت قبلي ثم أتبعه، وهو أرفع مني.