وقال الداعية الاسلامي والنائب الإخواني الشيخ ماهر عقل إن فتوى رضاع الكبير من جانب د. عزت عطية جانبها الصواب، فابن القيم رضي الله عنه عندما ذكر هذا الحديث بين أنها فتوى خاصة بسالم مولى أبي حذيفة، لأن الرضاع مدته عامين ولا رضاع بعد ذلك، ومن شروطه أن ينبت اللحم ويقوي العظم، ورضاع الكبير لا يؤدي إلى ذلك بل يثير الشهوات، لأن كشف المرأة ثديها لغير زوجها يعتبر كشفا لعورة
قريت عن الموضوع وحبيت استفسر منكم عن صحته
لا اعلم اين مكانه الصحيح
اتمنى ان يكون هنا وارجوا من الادارة
عدم حذفه وفقكم الله لكل خير
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[17 - 05 - 07, 08:24 م]ـ
حديث (رضاع الكبير) بين الجرأة على السنة والفهم المغلوط لهاـ أشرف عبد المقصود
أشرف عبد المقصود: بتاريخ 16 - 5 - 2007
بين الحين والآخر نرى ضجة مثارة حول حديث من الأحاديث النبوية الصَّحيحة وسرعان ما يتحول الأمر لمعركة تدور رَحَاهَا ما بين مؤيِّدٍ ومنافح، و معترض وساخر، وما بين مدافع بغير علم – يفسد أكثر مما يصلح - ومغرض مُسْتَغِلّ يُوَظِّف المسألة لإلحاده ونشر باطله إمعانًا في تشويه صورة الإسلام والمسلمين. ثم ينتهي الأمر بعد ذلك لفوضى فكرية يضيع فيها الحق وسط ركام هائل من الباطل.
وحديث (رضاع الكبير) خير مثال على ما نقول؛ فقد تابعت منذ فترة اللغط المثار حول الحديث في بعض برامج الفضائيات وتعجبت وقتها من جرأة المكذبين والطاعنين والمستهزئين ومن تهاون بعض المتصدِّين لدفع الشبهات عن الحديث وتنازله عن وقار العلماء وقبوله لحضور هذه البرامج الإثارية المغرضة التافهة التي تصبُّ في نهاية الأمر لصالح أعداء الإسلام! فالناظر للمواقع التبشيرية والإلحادية يرى أنها لا هَمَّ لها إلا الكلام على مثل هذه الأحاديث المُشْكِلة لتصد الناس عن دينهم وتصرفهم عما ينفعهم وكأن دين الله على سعته وامتداده قد توقف عند هذه القضية الجزئية الخاصة أو الحديث الخاص بواقعة محددة.
ولما كان هناك نفر - ممن ينسب نفسه للعلم – يفسِّر الحديث على وجه مغلوط؛ مما يعزز جرأة هؤلاء الطاعنين ويفتح الباب على مصراعيه للإفساد في الدين؛ رأيت من واجبي كمسلم أن أدفع عن الحديث طعن المكذبين وتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين. فأقول وبالله التوفيق:
أولا: الحديث ثابت وصحيح ولا ريب فيه. وهو في الصحيحين: البخاري (4000، 5088) ومسلم (1453)، وهو على العين والرأس. وثبت في غيرهما من كتب السنة المطهرة. ولكنه مُشْكِل ويحتاج لإيضاح، لأن الكثيرين ممن خاضوا فيه لم يعلموا سبب وروده ولا تصريف أهل العلم لوجوه الفهم فيه التي تتسق مع الثابت المستفيض من السنة النبوية المطهرة.
وقصة الحديث تتلخص في: أن أبا حذيفة كان قد تبنى سالما قبل أن يبطل التبني يعني اتخذه ابنا له وصار كابنه تماما يدخل البيت وزوجة أبي حذيفة لا تحتجب عنه لأنه ابنها. فلما أبطل الله تعالى التبني صار سالم ـ وقد كبر ـ أجنبيا من " سهلة " امرأة أبي حذيفة التي جاءت تشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: إنَّ سالما كان أبو حذيفة قد تبناه يدخل علينا ونكلمه، وقد بَطَلَ التبني، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ((أرْضِعيه تَحْرُمِي عَلَيه)). ولا شك أن سالما لم يرضع مباشرة من ثدي امرأة أبي حذيفة، كما يُصَوّر أهل الأفك ..
ثانيا: الفريق الذي يَرُدُّ الحديث ويكذّبه. يُقَال له: الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم كما يقول الإمام السمعاني: ((الأخذ بسنته التي صَحَّت عنه والخضوع لها والتَّسليم لأمره صلى الله عليه وسلم)). ومن تمام ذلك: أن لا تُعَارِض حديثه صلى الله عليه وسلم بخيال باطل أو تسارع لتكذيب الحديث بمجرد توارد إشكال على ذهنك أو لمجرد أن رأيت من يُفَسّره بصورة خاطئة أو من يستهزئ به لجهله العميق وغرضه اللئيم، وإنما تبحث عن الفهم السليم له والذي يتسق مع الثابت المستفيض في قضيته في أبواب السنة.
¥