وهنا يأتي سؤال وهو عن حكم المحاكاة أصلاً، والجواب أن المحاكاة إذا قصد بها الطعن في الناس والسخرية بهم فهي حرام، لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ}، وإذا كانت من غير سخرية وإنما يقصد بها أمر مقبول شرعاً فهي جائزة، ولذلك حمل حديث عائشة رضي الله عنها وهو في صحيح البخاري قالت: حكيت رجلاً عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما أحب أن أحاكي رجلاً ولا امرأة"، إنما يُحمل على ما يؤخذ منه السخرية.
أما ما لا سخرية فيه فهو جائز لأن النبي صلى الله عليه وسلم حكى نبياً من الأنبياء دماه قومه فجعل يمسح الدم عن وجهه هكذا ويقول: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
وأنا أحدثكم بما حدثني به جدي محمد علي بن عبد الودود عن يحظيه بن عبد الودود عن محمد بن محمد سالم عن حامد بن عمر عن أشفغ الخطاط عن القاضي السباعي عن شيخ الشيوخ الفالي الحسني عن علي الأجهوري عن البرهان العلقمي عن الجلال السيوطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني عن إبراهيم التنوخي عن أحمد بن أبي طالب الحجار عن الحسين بن المبارك عن عبد الأول بن عيسى السجزي، عن عبد الرحمن بن محمد الداودي، عن عبد الله بن أحمد السرخسي عن محمد بن يوسف بن مطر الفربري عن محمد بن إسماعيل البخاري قال في صحيحه حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قول الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان مما يحرك شفتيه، قال ابن عباس: فأنا أحركهما لكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركهما، فحرك شفتيه، قال سعيد: فأنا أحركهما لكم كما رأيت ابن عباس يحركهما فحرك شفتيه، فأنزل الله تعالى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}، فابن عباس حرك شفتيه ليرينا كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرك شفتيه عندما كان يعالج من التنزيل شدة، وسعيد بن جبير حرك شفتيه كما كان ابن عباس يحركهما، وكل هذا من المحاكاة والتمثيل.
وهذا يدل على أن ما كان من التمثيليات والمحاكاة لقصد التعليم لا حرج فيه شرعاً، ولذلك فأحد الأئمة وهو الشيخ محمد ولد الدو حفظه الله يحاكي الإمام بداه بن البوصيري في خطبه، وقد سئل الشيخ بداه عن ذلك، سئل فقيل: فلان يحاكيك حتى من لم يره ظن أنك أنت المتكلم، فقال لهم: "اشدار فيه الطعمه ماه ذاك"، فمقصوده أنه ما فعل ذلك سخرية وإنما فعله إعجاباً، فيكون هذا جائزاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلاً عن موقع فضيلة الشيخ الددو على شبكة الإنترنت.
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=10935
السؤال:
بعض الأدباء يؤلفون قصصًا ذات مغزى وبأسلوبٍ جذابٍ مما يكون له الأثر في نفوس القراء ولكنها من نسج الخيال فما حكم ذلك؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:
للاستماع للإجابة:
لحفظ الإجابة: حفظ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=7755
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[20 - 05 - 07, 04:31 م]ـ
أليست هذه القصص مثل المناظرات التي يذكرها العلماء بين اثنين أو بين رأيين أو بين أمرين معنويين وكل منهما يدلي بحجته
قال حمار الحكيم توما ****** لو أنصف الدهر كنت أركب ... الخ
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[20 - 05 - 07, 06:02 م]ـ
.محمد بن عبد الله الخضيري /فضلية الشيخ الفاضل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذه فتوى جديدة نرجوا من فضيلتكم الرد عليها يقول السائل كتبت أبياتا وهي منشورة وعنوانها (هروب) وهي تهكمية تدور حول التعلق بما يسمى السلام مع اليهود، والأبيات هي:
رأى الناسُ فيما يرى النا ئمونْ - وقد يأخذ النومُ حكمَ الجنونْ
كأنّ اليهود غداً يجنحون لِسِلمٍ وبعد غدٍ يُسلمون
وأنّ اليهودَ إذا ما جلوا سيخلفهم عربٌ صالحون
وأنْ سيُعاد الأُلى شُرِّدوا وسوف يُحرر من في السجون
فلما صحا الناسُ واستيقنوا بأن مناماتهم لن تكون
وما من سلامٍ ولا مُسلمٍ ولا من صلاحٍ ولا يحزنون
¥