تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3# والأمر إذا جاز لحاجة فهو استثناء، ولا يجوز نشره بين الناس ابتداءا ليأخذوا به كما شاءوا وكيفما أرادوا، بل اشترط العلماء في الفقيه أن يكون عالما بأحوال المستفتي ليمنعه من الرخصة إذا رأى فيه ميلا إلى الهوى: والأمر إذا ضاق اتسع وإذا اتسع ضاق

وهل كانت عائشة (1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -) تفتي بهذا القول في المجالس وتشجع الناس على الأخذ به؟ قطعا لا ... بل كانت تقول به لأقربائها ممن هم تحت عينها وحراستها

4# وأخيرا، فمن شروط الفتوى النظر في المآلات (كما هو معلوم من كتب أصول الفقه في باب الاجتهاد)، فإن كانت الفتوى ستأتي بضرر أكبر من فائدتها فلا يتفوه بها

فكيف بفتوى ستهلك الحرث والنسل وتغير ثقاقة المسلمين وما تعارفوا عليه منذ قرون؟!

وقذ جاهد المسلمون قرونا وفتحوا البلاد ووجدوا أنفسهم في مواقع حرجة، فهل قام أحد من أمرائهم بتشجيع الرضاع لمنع الخلوات وإباحة كشف العورات؟

وما رآه المؤمنون قبيحا فهو قبيح!

ثم ماذا عن أحوال الزمان؟ ألا يعلم كل واحد منا أن الشاب اليوم يرى من الفتن ما يرى، والفاحشة أقرب إليه من شراك نعله ويضل يجاهد نفسه جهادا شديدا منذ خروجه إلى بيته إلى أن يرجع (بل إلى نومه!): فهل مثل هذه الفتوى إلا المسوغ الذي يوده كل شاب ليحل تفريغ شهوته؟!

ولنصارح أنفسنا: أليست تهتز أنفسنا طربا عند سماع مثل هذه الفتاوى الغريبة؟ وما ذاك لرفع الحرج عن أنفسنا ولكنه الهوى والرغبة في إحلال كشف العورات!

فيستحيل أن يكون مثل هذا الإفتاء من شريعة الله جل وعلا {قل إن الله لا يأمر بالفحشاء} و {يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} واستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك

وإن كان هذا هو المخرج من خطورة الخلوة فلماذا شق علينا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحرمها علينا؟ أليس هو أرحم بنا من أنفسنا؟ فكان له أن يخيرنا بين عدم الخلوة و بين الرضاع عند الحاجة!

ولنتخيل صحة هذا القول: فهل سيطلب الرجل من كل امرأة تريد أن تشاركه في استعمال المصعد الآلي ( elevator) مثلا أن ترضعه قبل دخولها؟ أو سائق سيارة الأجرة على قول من يرى أنها من الخلوة: هل يطالب كل امرأة تسافر معه وحدها بالرضاع؟ مع أن الحاجة إلى التنقل قد تكون أشد من الحاجة إلى العمل

بل سنجيز للممثّلات الظهور على شاشة التلفاز بشرط أن يمنحن أي شخص في المجتمع حق الرضاع منهن ليحل له مشاهدة برامجهنّ!

فسبحان الله! كيف يفتى بمثل هذا في مجتمع كثرت فيه أخبار من يزني بأخته، بل بأمه وابنته ولا حول ولا قوة إلا بالله!

حتى صار أهل العلم يشددون على النساء ويأمرونهن بالاحتشام حتى أمام الإخوة لفساد الزمان وكثرة المغريات

ولو علمنا أن رجلا سيزني بأخته (التي من أمه) يقينا لوجب منعهما من الخلوة وأمرها بالحجاب أمامه سدا للذريعة،

فكيف نبحث له بعد ذلك عن مخرج لجعل من يودّ أن يزني بها أختا له وهي في الأصل غريبة عنه؟

ومن جهة أخرى، فهذا القول سيضيق على المسلمين أمر الزواج إذ تكثر الأنساب بالرضاع فتكثر المحرمات على الإنسان وأقربائه، خاصة في المدن الصغيرة!

والعاقل (وإن من أهل العلم) قبل أن يفتي بقول جديد وغريب على المسلمين عليه أن يستشير أقرانه بل وربما عليه أن يعرض قوله على المجامع الفقهية إن كانت الفتوى تخص مجتمعا بأسره

نسأل الله تعالى أن يبصرنا بالحق ...

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 05 - 07, 07:17 ص]ـ

آمييين ...

1# أخي الكريم، فعل عائشة رضي الله عنها اجتهاد لم يعمل به ولم يقل به غيرها من الصحابة كما صرح به أهل العلم، فمن العبث بالشريعة أن نتتبع أقوال أهل العلم (ولو كانوا من الصحابة رضي الله عنهم) بلا دليل مقنع من الوحي

نعم، لو اجتمع عدد من الصحابة على قول واشتهر عنهم لهان الأمر لاحتمال أن يكون ذلك بدليل خفي وجه الاستدلال منه على الواحد منا

أما اتباع أي اجتهاد صدر من صحابي مع مخالفته للنصوص (أعني نصوص تحديد الرضاع بزمن الصغر) فهل هذا إلا جعل الصحابي معصوما لا يخطئ؟

2# من أجاز الأخذ بهذا القول أجازه للحاجة فقط، وهل تحققت الحاجة في خلوة الزميل بالزميلة والطالب بالطالبة؟

بل خروج المرأة للعمل المختلط أصلا لا يجوز إلا لحاجة (كالفقر في بعض المجتمعات) ولا يحتاج أبدا إلى الخلوة لأداء العمل المطلوب!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير