تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[التدليس في التلقيب!]

ـ[أبو عاصم الليث]ــــــــ[23 - 05 - 07, 01:37 م]ـ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله،

أما بعد،

فليس لمن هو في منزلتي ولا جهلي أن يشير على من هو في منزلة الإخوة الكرام في الملتقى. ولكن فقط من باب "الدين النصيحة". فإن كنت مخطئا، فجزى الله خيرا من صوبني.

وبعد،

فلا يخفى على حضراتكم - وأنتم من أهل الحديث - أن التدليس من الأمور المذمومة. وقد انتشر في عصرنا نوع (أراه) من التدليس المذموم، ألا وهو سبق اسم الشيخ بلقب يوحي بغير حقيقته. وأشهر مثال على ذلك (من وجهة نظري) هو لقب "الدكتور". فنجده على أغلفة الكتب والشرائط والاسطوانات، وكذلك في عناوين المواضيع، ولا يخلو سياق الكلام منه.

نجده كثيرا جدا سابقا لاسم أحد المشايخ، فيتوهم البعض (أو الكثيرون) أن الشيخ يحمل شهادة الدكتوراة في أحد علوم الشريعة، مع أن الأمر ليس كذلك، وإنما الشيخ طبيب!!! أو دكتور مثلا في الهندسة أو الزراعة أو الكيمياء!!!!!!

طبعا لست أنا من يُذَكِّرُ حضراتكم أن كثيرا من حملة "الدكتوراة" لا يستحقون أصلا لقب شيخ، وعلى الطرف الآخر هناك الكثير ممن لا يحملون اللقب هم من أهل العلم المعتبرين. ولكن الأمر هنا يتعلق بالدقة والأمانة العلمية في الوصف. مع التنبيه أن أغلب هؤلاء المشايخ ممن ليسوا "دكاترة" في الشريعة لا يرضون بهذا التدليس.

ومن هؤلاء الأفاضل الكرام (على سبيل المثال) مشايخي "محمد إسماعيل المقدم"، "أحمد فريد"، "سعيد عبد العظيم"، "ياسر برهامي"، "أحمد حطيبة"، فكلهم - حفظهم الله - أطباء، باستثناء الأخير فهو طبيب أسنان (متقن جدا) وليسوا "دكاترة" في علوم الشريعة، ومع ذلك دائما ما نرى اللقب يسبق أسمائهم، فيفهم الكثيرون الأمر على غير حقيقته. مع العلم أنه لا ينكر علم هؤلاء وفضلهم إلا ....

وبالمناسبة نذكر اللقب الذي صار لازما لكل شيخ (مشهور) أو (له شعبية) أو حتى (مجهول) ولكن الذي يذكره من مريديه، وأعني به لقب "علامة"!!!!! (وطبعا جهالة البعض لا تتعارض مع العلم).

وأنا أذكر موضوعا لأحد الإخوة الكرام على الملتقى، ذكر فيه رفض الشيخ العثيمين رحمه الله أن يُلَقَبَ بهذا اللقب!!!! في حين أصبح اللقب فضفاضا، يسع كل من هب ودب!!!!

وأنا أذكر كلمة للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله، في محاضرة "السلفيون وانتخابات مجلس الشعب المصري"، وبعد ذكره لآراء عدد من المشايخ الكبار كابن باز والألباني وغيرهما، ذكر رأيه الشخصي، واصفا نفسه قائلا "طلبة العلم الصغار من أمثالي"!!!!!!! أنا شخصيا (وما أنا إلا متسول على موائد أهل العلم) لا يمكن أن أوافق الشيخ على ما يظنه في نفسه من أنه "من صغار طلبة العلم"، ولكنني أذكر ما ذكرت من باب التذكرة بعدم الغلو أو التدليس، وتحري الدقة والموضوعية.

أخيرا، أعتذر لكل من أنفق من وقته لحظات، قارئا للموضوع، ولم يخرج بفائدة تعوضه عما أنفق.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير