تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

" أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية: فقد أُعطي أكثر مما يستحق من الوقت، والجهد، والتنظيم، حتى أصبح فنّاً من الفنون، يحتل مكاناً من المناهج الدراسية، والنشاط المدرسي، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع، حتى ملأ غالب البيوت، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات، حتى شغل كثيراً من وقتهم، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم، والسنَّة النبوية، والمحاضرات، والدروس العلميَّة المفيدة ".

" البيان لأخطاء بعض الكتاب " (ص 342).

4. وقال الشيخ الألباني – رحمه الله -:

"وإني لأذكر جيِّداً أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا عمَّان - بسنتين أنّ بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى، قاصداً بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل قصائد البوصيري وغيرها، وسجَّل ذلك في شريط، فلم يلبث إلاّ قليلاً حتى قرن معه الضرب على الدف! ثم استعملوه في أوّل الأمر في حفلات الأعراس، على أساس أنّ الدف جائز فيها، ثم شاع الشريط، واستنسخت منه نسخ، وانتشر استعماله في كثير من البيوت، وأخذوا يستمعون إليه ليلاً نهاراً، بمناسبة وبغير مناسبة، وصار ذلك سلواهم وهجيراهم! وما ذلك إلاّ من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان، فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن، وسماعه، فضلاً عن دراسته، وصار عندهم مهجوراً كما جاء في الآية الكريمة – أي: قوله تعالى: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) الفرقان/30 – ". " تحريم آلات الطرب " (ص 181، 182).

ومن المؤسف أن يصل الحال ببعض المتصدرين للفتوى بأن يفتي لنساء بالغات أن ينشدن أمام الرجال، بل في الفضائيات أمام الملايين! مع استعمال هذه المنشدة للآلات الموسيقية التي يحرمها الشرع، ويبيحها ذلك المفتي.

ثانياً:

ضوابط وشروط النشيد الجائز:

وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً، ومن ذلك:

1. أن تخلو كلمات النشيد من الكلام المحرم والتافه.

2. أن لا يصاحب النشيد معازف أو آلات موسيقية، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء في أحوال معينة، وانظر جواب السؤال رقم (20406 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=20406&ln=ara)) .

3. أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية؛ لأن العبرة بالظاهر والأثر، وتقليد الآلات المحرمة لا يجوز، وخاصة أن أثرها السيئ هو نفسه الذي تحدثه الآلات الحقيقية.

4. أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع، وتستهلك وقته، وتؤثر على الواجبات والمستحبات، كتأثيرها على قراءة القرآن، والدعوة إلى الله.

5. أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال، أو رجلاً فاتنا في هيئته أو صوته، أمام النساء.

6. أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة، والمتكسرين في أدائهم، والمتمايلين بأجسادهم، ففي ذلك كله فتنة، وتشبه بالفساق.

7. تجنب الصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم، وأولى من ذلك: تجنّب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة، وتشبه بالمغنين الفاسقين.

8. أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب.

وهذه كلمات أهل العلم التي تحتوي الضوابط والشروط السابقة:

1. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف، كما لم يُبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره، ولا لعامي ولا لخاصي، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه، كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح.

وأما الرجال على عهده: فلم يكن أحد منهم يضرب بدف، ولا يصفق بكف، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنه قال: (التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال) و (لعن المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير