تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فتنُ الصحف والمجلات

ـ[الدحداح]ــــــــ[24 - 05 - 07, 09:05 م]ـ

إن هذا الموضوعَ في غاية الأهمية والخطورة على الفرد والمجتمع، ويحتاج إلى معالجةٍ مستمرةٍ طالما استمرَّ شراءُ الناس بكل أسفٍ لهذه المجلات، وطالما أضحتْ تتدفق بكمياتٍ هائلةٍ على سوق المملكة العربية السعودية، فقد أشارت بعضُ الإحصاءاتِ بأن السعوديةَ تُعَدُّ أكبرَ سوقٍ من بين الدول العربية والإسلامية للمجلات والصحف، وبكل أسفٍ شديد أكثرُ هذه المجلاتِ والصحف هابطٌ وفاسدٌ وغثاءٌ، وقليلٌ منها المفيد النافع.

وإليكم بيانَ وفتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المجلات الهابطة:

[الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وبعد: فقد أصيب المسلمون في هذا العصر بمحنٍ عظيمة، وأحاطت بهم الفتنُ من كل جانب، ووقع كثيرٌ من المسلمين فيها، وظهرتِ المنكرات، واستعلنَ الناسُ بالمعاصي بلا خوفٍ ولا حياء، وسبب ذلك كلِّه: التهاونُ بدين الله، وعدمُ تعظيم حدوده وشريعته، وغفلةُ كثير من المصلحين عن القيام بشرع الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وإنه لا خلاصَ للمسلمين ولا نجاة لهم من هذه المصائب والفتن إلا بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى، وتعظيمِ أوامره ونواهيه، والأخذِ على أيدي السفهاء، وأَطْرِهِم على الحق أَطْراً.

وإن من أعظم الفتن التي ظهرت في عصرنا هذا، ما يقوم به تجَّارُ الفسادِ وسماسرةُ الرذيلةِ ومُحِبُّو إشاعة الفاحشة في المؤمنين:

من إصدارِ مجلاتٍ خبيثةٍ تُحَادُّ اللهَ ورسولَه في أمره ونهيه، فتحمل بين صفحاتها أنواعاً من الصور العارية والوجوه الفاتنة المثيرة للشهوات، الجالبة للفساد. وقد ثبت بالاستقراء أن هذه المجلاتِ مشتملةٌ على أساليبَ عديدةٍ في الدِّعاية إلى الفسوق والفجور، وإثارةِ الشهوات وتفريغِها فيما حرمه اللهُ ورسوله، ومن ذلك فيها:

1 - الصورُ الفاتنةُ على أغلفة تلك المجلات وفي باطنها.

2 - النساءُ في كامل زينتهن يحملن الفتنة ويغرين بها.

3 - الأقوالُ الساقطةُ الماجنة، والكلماتُ المنظومة والمنثورة، البعيدةُ عن الحياء والفضيلة، الهادمةُ للأخلاق، المفسدة للأمة.

4 - القصصُ الغراميةُ المخزية، وأخبارُ الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات من الفاسقين والفاسقات.

5 - في هذه المجلات الدعوةُ الصريحة إلى التبرج والسفور واختلاطِ الجنسين وتمزيقِ الحجاب.

6 - عرضُ الألبسة الفاتنةِ الكاسية العارية على نساء المؤمنين؛ لإغرائهن بالعري والخلاعة، والتشبه بالبغايا والفاجرات.

7 - في هذه المجلات العناقُ والضمُّ والقُبُلاتُ بين الرجال والنساء.

8 - في هذه المجلاتِ المقالاتُ الملتهبةُ التي تثير مواتَ الغريزة الجنسية في نفوس الشباب والشابات، فتدفعهم بقوة ليسلكوا طريقَ الغواية والانحراف والوقوع في الفواحش والآثام والعشق والحرام. فكم شُغِفَ بهذه المجلات السَّامَّةِ من شباب وشابات فهلكوا بسببها وخرجوا عن حدود الفطرة والدين.

ولقد غيّرت هذه المجلاتُ في أذهانِ كثيرٍ من الناس كثيراً من أحكام الشريعة ومبادئ الفطرة السليمة بسبب ما تبثه من مقالات ومُطَارحات. واستمرأ كثيرٌ من الناس المعاصيَ والفواحشَ وتعدِّيَ حدود الله بسبب الركون إلى هذه المجلات واستيلائها على عقولهم وأفكارهم.

والحاصل: أن هذه المجلاتِ قَوَامُها التجارةُ بجسد المرأةِ التي أسْعَفَها الشيطانُ بجميع أسبابِ الإغراء ووسائلِ الفتنة للوصول إلى: نشرِ الإباحية، وهتكِ الحرمات، وإفسادِ نساء المؤمنين، وتحويلِ المجتمعات الإسلامية إلى قُطْعَانٍ بهيميةٍ لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكراً، ولا تقيم لشرع الله وزناً، ولا ترفع به رأساً، كما هو الحال في كثير من المجتمعات، بل وصل الأمر ببعضها إلى التمتع بالجنسين عن طريق العري الكامل فيما يسمونه (مُدُنَ العُراةِ) عياذاً بالله من انتكاس الفطرة، والوقوعِ فيما حرمه اللهُ ورسولُه.

هذا، وإنه بناءً على ما تقدَّمَ ذكرُه من واقع هذه المجلاتِ، ومعرفةِ أثارها وأهدافها السيئةِ وكثرةِ ما يَرِدُ إلى اللجنة من تَذَمُّرِ الغيورين من العلماء وطلبةِ العلم وعامةِ المسلمين من انتشارِ عَرْضِ هذه المجلاتِ في المكتباتِ والبِقَالات والأسواقِ التجارية، فإن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ترى ما يلي:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير