تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما القصة التي ذكرها الكاتب وفقه الله أقول رواها ورواه الحاكم (4/ 494) (4229)، وأبي يعلى في مسنده، والطبراني في الكبير (11793) من طريق معلى ابن مهدي ثنا أبو عوانة، عن أبي يونس، عن عكرمه، عن ابن عباس رضى الله عنهما أن رجلا من بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه: إني أطفىء عنكم نار الحدثان قال: فقال له عمارة بن زياد رجل من قومه والله ماقلت لنا يا خالد قط إلا حقاً فما شأنك وشأن نار الحدثان تزعم أنك تطفيها، قال: فنطلق وانطلق معه عمارة بن زياد في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة اشجع، فخط لهم خالد خطه فأجلسهم فيها، فقال: أن ابطأت عليكم فلا تدعوني بأسمي، فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعض قال: فستقبلها خالد فضربها بعصاه وهو يقول: بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثيابي تندى حتى دخل معها الشق، قال: فأبطأ عليهم قال: فقال عمارة بن زياد: والله لو كان صاحبكم حياً لقد خرج اليكم بعد!

قالوا ادعوه باسمه قال: فقالوا: أنه قد نهانا أن ندعوه بأسمه فدعوه بأسمه قال: فخرج اليهم وقد أخذ برأسه فقال: الم أنهيكم أن تدعوني بأسمي قد والله قتلتموني فادفنوني .... الخ القصة.

وهذا القصة موقوفه على ابن عباس رضى الله عنهما،وأيضا سندها لايصح فيه المعلى بن مهدي ضعفه أبوحاتم وقال يأتي أحيانا بالمناكير.انظر الجرح والتعديل (4/ 335).وأيضا لادلالة فيه لما ذهب إليه الكاتب!

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 69):وهذا السياق موقوف على ابن عباس وليس فيه أنه كان نبيا!! وقد ضعف الخبر الحافظ ابن حجر في الإصابة (2/ 156) وقال بنكارته الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 279)!

والخلاصة أن الأحاديث التي جاءت في نبوة خالد بن سنان العبسي لايصح منها شيء بل هى مناكير

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 69): (فإنه إن كان في زمن الفترة فقد ثبت في صحيح البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن أولى الناس بعيسى بن مريم أنا لأنه ليس بيني وبينه نبي وإن كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبيا لأن الله تعالى قال لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك وقد قال غير واحد من العلماء إن الله تعالى لم يبعث بعد اسماعيل نبيا في العرب إلا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء الذي دعا به إبراهيم الخليل باني الكعبة المكرمة التي جعلها الله قبلة لأهل الأرض شرعا وبشرت به الأنبياء لقومهم حتى كان آخر من بشر به عيسى بن مريم عليه السلام) قلت: والحديث الذي ذكره الحافظ ابن كثير في مسلم دون البخاري.

وقال رحمه الله في (2/ 69) (والمرسلات التي فيها أنه نبي لايحتج بها هاهنا)

وأعلها الحافظ ابن حجر في الاصابة (2/ 154) قال (وأصح ماوقفت على ذلك مع إرساله) .. وساق بسنده أثرا مرسلاً عن سعيد بن جبير.

فالصحيح في خالد بن سنان العبسي أنه كان على الحنفية ملة إبراهيم كقس بن ساعدة وزيد بن نفيل و ورقة بن نوفل وكان له كرامات ..

قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2/ 69) (والأشبه أنه كان رجلا صالحا له أحوال وكرامات) .. هذا ماأردت بيانه وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير