تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بعض مواضع الحمد]

ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[25 - 05 - 07, 08:02 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

احمد الله فإن الله يرضى عن العبد إذا حمده

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا

أبتدأ الله عز وجل كتابه بالحمد فقال تعالى (الحمد لله رب العالمين) وأول كلمة يقولها أهل الجنة عند دخولهم الجنة

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ

وإذا تدبرت آيات القرآن الكريم جيدا سترى أنه في ختام سورة الزمر وبعد أن ساق لنا ربنا عز وجل أحداث وأهوال يوم القيامة ثم ساق لنا دخول أهل النار النار أعاذنا الله وإياكم منها ثم ساق لنا دخول أهل الجنة الجنة جعلها الله مستقرنا وإياكم

بعد ذلك كله قال تعالى

وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

فالحمد لله أبتدأ بها القرآن وختم بها أحداث يوم القيامة فالحمد الله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا والحمد لله رب العالمين

الحمد لله كلمة تقولها بلسانك فكيف تشعر بها وتخرجها من أعماق أعماق قلبك؟

أن تنظر في نفسك وتعدد نعم الله عليك

أحضر ورقة وقلم واكتب نعم الله عليك مثلا أكتب نعمة البصر والسمع والكلام والإحساس والعقل والتذوق والأمن أكتب نعمة الهداية والصلاة والصيام وسائر العبادات التي لولا فضل الله عليك لما أعانك علي أدائها أكتب نعمة القرآن العظيم الذي من الله به علينا وبين لنا فيه طريق الجنة وبين فيه طريق النار وبين لنا فيه ما يصلح ديننا ودنيانا أكتب نعمة اليد والأقدام هل بت يوما جائعا؟ أكتب نعمة الطعام والشراب أكتب نعمة الماء البارد الذي تشربه بعد ظمأ شديد أكتب نعمة الصحة أنظر حولك ستشاهد كثير من البشر إبتلاهم الله بالأمراض وبالفقر أحمد الله أن عافاك وقل

حين ترى مبتلى

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا))

فإن قلت ذلك فلن تصب بمصابه أبدا ما حييت كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأعظم من ذلك كله


(أن يشهد -العبد- مشهد علو الله تعالى على خلقه و فوقيته لعباده و استوائه على عرشه كما أخبر بها أعرف الخلق و أعلمهم به الصادق المصدوق و تعبد بمقتضى هذه الصفة بحيث يصير لقلبه صمد يعرج إليه مناجيا له مطرقا واقفا بين يديه وقوف العبد الذليل بين يدي الملك العزيز فيشعر بأن كلمه و علمه صاعد إليه معروض عليه مع أوفى خاصته و أوليائه فيستحي أن يصعد إليه من كلمه ما يخزيه و يفضحه هناك و يشهد نزول الأمر و المراسيم الإلهية الى أقطار العوالم كل وقت بأنواع التدبير و التصرف من الإماتة و الإحياء و التولية والعزل و الخفض و الرفع و العطاء و المنع وكشف البلاء و إرساله و تقلب الدول و مداولة الأيام بين الناس إلى غير ذلك من التصرفات في المملكة التي لا يتصرف فيها سواه فمراسيمه نافذة فيها كما يشاء يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم مكان مقداره ألف سنة مما تعدون -السجدة 5 - فمن أعطى هذا المشهد حقه معرفة و عبودية استغنى به و كذلك من شهد مشهد العلم المحيط الذي لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض و لا في السموات و لا في قرار البحار ولا تحت أطباق الجبال بل أحاط بذلك علمه علما تفصيليا ثم تعبد بمقتضى هذا الشهود من حراسة خواطره و إرادته و جميع أحواله و عزماته و جوارحه علم أن حركاته الظاهرة و الباطنة و خواطره و إرادته و جميع أحواله ظاهرة مكشوفة لديه علانية بادية لا يخفى عليه منها شيء و كذلك إذا أشعر قلبه صفة سمعه سبحانه لأصوات عباده على إختلافها و جهرها وخفائها وسواء عنده من أسر القول من جهر به لا يشغله جهر من جهر عن سمعه صوت من أسر و لا يشغله سمع عن سمع و لا تغلطه الأصوات على كثرتها و
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير