تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إختلافها و اجتماعها فهي عنده كلها كصوت واحد كما أن خلق الخلق جميعهم و بعثهم عنده بمنزلة نفس واحدة و كذلك إذا شهد معنى اسمه البصير جل جلاله الذي يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في حندس الظلماء و يرى تفاصيل خلق الذرة الصغيرة و مخها و عروقها و لحمها و حركتها ويرى مد البعوضة

جناحها في ظلمة الليل و أعطى هذا المشهد حقه من العبودية بحرس حركاته و سكناته و تيقن أنها بمرأى منه و مشاهدة لا يغيب عنه منها شيء و كذلك إذا شهد مشهد القيومية الجامع لصفات الأفعال و أنه قائم على كل شيء و قائم على كل نفس بما كسبت و أنه تعالى هو القائم بنفسه المقيم لغيره القائم عليه بتدبيره و ربوبيته و قهره و إيصال جزاء المحسن و جزاء المسيء إليه وأنه بكامل قيوميته لا ينام و لا ينبغي له أن ينام يخفض القسط و يرفعه يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار و عمل النهار قبل عمل الليل لا تأخذه سنة ولا نوم ولا يضل ولا ينسى و هذا المشهد من أرفع مشاهد العارفين و هو مشهد الربوبيه و أعلى منه مشهد الإلهية الذي هو مشهد الرسل و اتباعهم الحنفاء وهو شهادة أن لا إله إلا الله و أن إلهية ما سواه باطل و محال كما أن ربوبية ما سواه كذلك فلا أحد سواه يسحق أن يؤله و يعبد و يصلى له و يسجد و يستحق نهايه الحب مع نهاية الذل لكمال أسمائه و صفاته و أفعاله فهو المطاع وحده على الحقيقة والمألوه وحده و له الحكم فكل عبودية لغيره باطلة و عناء و ضلال و كل محبة لغيره عذاب لصاحبها وكل غنى بغيره فقر وفاقة و كل عز بغيره ذل و صغار و كل تكثر بغيره قلة و ذلة فكما استحال أن يكون للخلق رب غيره فكذلك استحال ان يكون لهم إله غيره فهو الذي انتهت إليه الرغبات و توجهت نحوه الطلبات و يستحيل أن يكون معه إله آخر فإن الإله على الحقيقة هو الغني الصمد الكامل في أسمائه و صفاته الذي حاجة كل أحد إليه و لا حاجة به الى أحد و قيام كل شيء به و ليس قيامه بغيره الى أن قال فمشهد الألوهية هو مشهد الحنفاء وهو مشهد جامع للأسماء و الصفات و حظ العباد منه بحسب حظهم من معرفة الأسماء و الصفات و لذلك كان الإسم الدال على هذا المعنى هو اسم الله جل جلاله فإن هذا الاسم هو الجامع و لهذا تضاف الاسماء الحسنى كلها إليه فيقال الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أسماء الله و لا يقال الله من أسماء الرحمن قال الله تعالى و لله الأسماء الحسنى فهذا المشهد تجتمع فيه المشاهد كلها و كل مشهد سواه فإنما هو مشهد لصفة من صفاته فمن اتسع قلبه لمشهد الإلهية و قام بحقه من التعبد الذي هو كمال الحب مع كمال الذل و التعظيم والقيام بوظائف العبودية فقد تم له غناه بالإله الحق و صار

من أغنى العباد و لسان مثل هذا يقول ... غنيت بلا مال عن الناس كلهم ... و إن الغنى العالي عن الشيء لابه ... ) -من كتاب معارج القبول-

والمقصود من نقل ما سبق أن من أراد أن يحمد الله من أعماق قلبه لزمه تعلم أسماء الله وصفاته وشهود أثار أسماء الله وصفاته في الكون حوله وفي نفسه رزقنا الله وإياكم من فضله

وفي الختام

وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ


إذا أصبحت فقل
اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ
فمن قال ذلك فقد أدى شكر يومه
وقل حين تمسي
اللَّهُمَّ مَا أَمسى بِي مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ
فمن قال ذلك في المساء-اي بعد العصر-فقد أدى شكر ليلته

ـ[طالبة علم الشريعة]ــــــــ[25 - 05 - 07, 08:16 م]ـ
جزاك الله خيرا والحمد لله على كل حال

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 12:43 ص]ـ
بارك الله فيك ..

يرجى مراجعة شرح أسماء الله الحسنى للشيخ خالد السبت في توقيعي وقراءة ما كتب عن اسم الله الحميد ..

لا إله إلا هو سبحانه ..

ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[26 - 05 - 07, 02:10 م]ـ
وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
لعلك تقصد أخي أن الحمد لا يكون إلا باللسان؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير