[ما هي أقوال العلماء في فتنة الممات؟]
ـ[توبة]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:00 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال ".
أخرجه أحمد (7236) و مسلم (130/ 588) و أبو داود (983) و ابن ماجة (909) غيرهم.
فتنة المحيا لا تخفى على حي ولم يسلم منها أحد وخاصة في زمننا هذا وقد أقبلت فيه الفتن كقطع الّيل المظلم مقبلة غير مدبرة. فما المقصود بفتنة الممات؟ هل المقصود بها فتنة القبر وما جاء من سؤال الملكين؟ أذكر أنّي قرأت في غير موضع _التذكرة للقرطبي تحدث عن تمثل الشيطان بواحد من أهل الميت داعيا إياه إلى التنصر او الخروج من ملته وأحاديث أخرى عن استغلال عطش الميت في سكرات الموت بأن يتمثل له مع إحضار الماء وغيرها.
فما المقصود بفتنة المممات؟ أعاذنا الله منها.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:38 ص]ـ
في إحكام الأحكام: (" فِتْنَةِ الْمَحْيَا " مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الْإِنْسَانُ مُدَّةَ حَيَّاتِهِ، مِنْ الِافْتِتَانِ بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِ وَالْجَهَالَاتِ، وَأَشَدُّهَا وَأَعْظَمُهَا - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى: أَمْرُ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَ " فِتْنَةِ الْمَمَاتِ " يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا الْفِتْنَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ.
أُضِيفَتْ إلَى الْمَوْتِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ.
وَتَكُونُ فِتْنَةُ الْمَحْيَا - عَلَى هَذَا - مَا يَقَعُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي مُدَّةِ حَيَاةِ الْإِنْسَانِ وَتَصَرُّفِهِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَا قَارَبَ شَيْئًا يُعْطَى حُكْمَهُ.
فَحَالَةُ الْمَوْتِ تَشَبُّهٌ بِالْمَوْتِ، وَلَا تُعَدُّ مِنْ الدُّنْيَا.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِفِتْنَةِ الْمَمَاتِ: فِتْنَةَ الْقَبْرِ، كَمَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِتْنَةِ الْقَبْرِ " كَمِثْلِ - أَوْ أَعْظَمِ - مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " وَلَا يَكُونُ عَلَى هَذَا مُتَكَرِّرًا مَعَ قَوْلِهِ " مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " لِأَنَّ الْعَذَابَ مُرَتَّبٌ عَلَى الْفِتْنَةِ: وَالسَّبَبُ غَيْرُ الْمُسَبَّبِ، وَلَا يُقَالُ: إنَّ الْمَقْصُودَ زَوَالُ عَذَابِ الْقَبْرِ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ نَفْسَهَا أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ شَدِيدٌ يُسْتَعَاذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّهِ.
وَالْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ عَنْ مُسْلِمٍ فِيهِ زِيَادَةُ كَوْنِ الدَّعَوَاتِ مَأْمُورًا بِهَا بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَقَدْ ظَهَرَتْ الْعِنَايَةُ بِالدُّعَاءِ بِهَذِهِ الْأُمُورِ، حَيْثُ أُمِرْنَا بِهَا فِي كُلِّ صَلَاةٍ).
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:24 ص]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات ...
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ...
فلنحسن علاقتنا مع الله يا اخوان .. فكل مافي الكون يدل على أن عذاب الله آت في زمننا هذا ..
لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إنا كنا من الظالمين
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:12 م]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات ...
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ...
اللهم آمين
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 05 - 07, 11:49 م]ـ
جازاك الله خيرا شيخنا أبا يوسف. ولكني ما زلت أطمع في مزيد من التفصيل:ما المقصود بفتنة القبر؟ ومن قال من أهل العلم بأن فتنة الممات غير فتنة القبر؟ مع أني أميل للقول بأن فتنة القبر و سؤال الملكين داخل في عذاب القبر وأن ربط فتنة الموت بفتن الحياة فيه أنها تكون عند سكرات الموت ..
هذا الدعاء نقوله خمس مرات في اليوم على الأقل فيا حبذا لو أدركنا كنهه عسى أن يكون دعاءنا به أكثر إلحاحا وخشوعا فيستجاب لنا وننجو.
اللهم انا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:03 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
فتنة المحيا والممات: فقال ابن بطال هذه كلمة جامعة لمعان كثيرة، وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رفع ما نزل ودفع ما لم ينزل، ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك
وقال في موضع آخر:
قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد:
فِتْنَة الْمَحْيَا: مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مُدَّة حَيَاته مِنْ الِافْتِتَان بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَات وَالْجَهَالَات، وَأَعْظَمهَا وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ أَمْر الْخَاتِمَة عِنْد الْمَوْت.
وَفِتْنَة الْمَمَات: يَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت أُضِيفَتْ إِلَيْهِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ، وَيَكُون الْمُرَاد بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا عَلَى هَذَا مَا قَبْل ذَلِكَ، وَيَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا فِتْنَة الْقَبْر.
وَقِيلَ أَرَادَ بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا الِابْتِلَاء مَعَ زَوَال الصَّبْر، وَبِفِتْنَةِ الْمَمَات السُّؤَال فِي الْقَبْر مَعَ الْحِيرَة.أ, هـ
بتصرف يسير.
وجزاء الله أخي أبو يوسف فقد أفاد وأجاد.
¥