تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 07:04 م]ـ

وتعليقاً على الفائدة الثامنة:

وجدتُ الحافظ ابن حجر قد سبق إلى هذه الفائدة.

انظر هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59268

ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:20 ص]ـ

الفائدة التاسعة: ((أَتَمَنَّى أنْ أموتَ واقِفًا، وأنْ أُناضِلَ عَنْ دِيْنِي إلى آخر لَحْظَة)).

قال الشيخ أبو إسحاق الْحُوَيْنِيُّ - حفظه الله -:

[فاليومُ هو الْجُمُعة (الثاني) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)) مِن شهرِ اللهِ الْمُحَّرم لسنة ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين مِن هجرة النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأنا لَم أصعد هذا الْمِنبر منذ الخطبة الثانية مِن شهرِ شعبان في السنة الماضية، ولَم أكن مُؤهَّلاً اليوم أنْ أخطبَ الْجُمُعة، لكنني أردتُ أنْ أُصافِحَ وجوهكم مَرَّة أخرى، ولو تكلمتُ بكلامٍ يسير، فإنني أَتَمَنَّى أنْ أموتَ واقِفًا، وأنْ أُناضِلَ عَنْ دِيْنِي إلى آخر لَحْظَة، شَعرتُ في هذه الْمُدَّة - التي مَضَت - أنني بدون الدعوةِ لا أُساوي شيئًا، فأردتُ أنْ أستمتعَ بالْحياة مَرَّة أخرى، فجئتُ إلى هذا الْمَكان لكي أقولَ كلامًا أُثَبِّت به نفسي أولاً، ثُمَّ أَبُثُّ الثِّقَةَ فيكم مرَّة أخرى، وأقول إننا منصورون، وأننا لن نُغْلَب، حتى وإنْ كانت إمكاناتُنَا ضعيفة، ما دام معنا إيْمَانٌ راسِخ، نحن ضِعافٌ نَعَم، وليس في أيدينا ما في أيدي أعدائِنَا أو خصومِنَا، لكننا إذا رجعنا إلى الشَّرْبِ الأوَّل إلى زمن الصحابة زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أولاً وزمن الصحابة، واستمسكنا بِما كانوا عليه، فأحلفُ بالله إننا لَمَنصورون، أشرفُ الأعمالِ قاطبةً أنْ تَمُوتَ خَادِمًا لِهذا الدِّين، وهذا هو مَكْمَنُ العِزّ كُلِّه، صَدِّقوني إذا قلتُ لَكُم إنني كنتُ أشْعُر أنَّ الرَّجلَ الذي يُمسكُ بِمُكنسةٍ في الشارع، كنتُ أشعرُ أنَّه أفضل مِنِّي؛ إنّه يقومُ بواجبه، وأنا عاجِزٌ مُكَبَّل، فأردتُ أنْ آتِي حتى لو تكلمتُ عشرَ دقائق، أنْ آتِي لأصافِحَ هذه الوجوه مرَّة أخرى، وأسألُ الله - عزَّ وجلَّ - ألا يحرمني وإياكم مِن شَرَفِ الدَّعوة إليه والدلالةِ عليه، فإنني نظرتُ إلى المناصب كُلها، لَم أجد أشْرَف مِن هذا الْمَنْصِب: أنْ تكون خادِمًا لدين الله - عزَّ وجلَّ -، لا سيما في زمان الغربة الثانية التي بدأت تَهتز فيها بعض الأصول التي لَم تكن في يومٍ مِنَ الأيام محورًا من محاور الْجَدَلِ عليها، وصار كل شيءٍ حولَنا غريبًا وعجيبًا ومُزرِيًا، أيها الشباب إنَّ عليكم مسؤوليةً كبيرة، ولن ينتصرَ هذا الدِّين إلا إذا رَجَعْتُم مرَّة أخرى إلى حقيقته، هذا دِينٌ يَمتلكُ أسبابَ الحياة في ذَاتِه، لكنَّه يحتاجُ إلى مُحَامٍ جَيِّد، إنَّ الناسَ يُسلمون في الْغَربِ بلا دَعوة، ولَكَم كُنتُ أتَمَنَّى أنْ أكونَ قادرًا على أنْ أذكرَ لكم أشياء كثيرة قرأتُها في حالِ خَلْوتِي في الأشهر الْمَاضِيَة؛ تَبُثُّ الثِّقَةَ فيكم، لتعملوا بعدها أنَّ مَنِ استمسك بحبل الله فهو منصورٌ ولو كان وَحْدَه، إنَّ ابنَ مسعود - رضي الله عنه -، قال: أنتَ الْجَماعة ولو كُنتَ وحْدَك. مع أنَّ الجماعةَ في العادة تقتضي شخوصًا كثيرين، لكن ما دُمتَ على الحق، وتقفُ في هذا الغَرْز فأنت الجماعة وإن كنت وحدك.

فأسألُ الله - سبحانه وتعالى - أنْ يستعملَنا وإياكم في مَرَاضِيه، وأنْ يغفرَ لي ولكم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم]. انتهى كلام الشيخ - حفظه الله -.

ــــــــــــــ

([1]) هذا سبق لسان من الشيخ - حفظه الله -، والصواب: (الأول).

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير