[الأسباب المعينة على طاعة الله عز وجل]
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 06 - 07, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمما يعين على طاعة الله وعباداته أمور:
الأول: العلم بالله تبارك وتعالى وبما هو متصف به من نعوت الجلال والإكرام وما دلت عليه أسماؤه الحسنى وهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة فإنه لا بد أن يعلم أن الله يثيب على طاعته ويعاقب على معصيته كما شهد به القرآن والعيان، وكما ان العلم بالله مقصود لنفسه فهو أيضاً معين على العمل الصالح.
وهذا العلم العظيم إنما يؤخذ عن طريق الرسل بما أوحاه الله إليهم وما أنزله من كتب قال تعالى: {الرحمن فاسأل به خبيراً} وأعلم الناس بالله هم أنبياؤه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وهذا هو العلم الحقيقي اليقيني الذي لا ترد عليه الشكوك والأوهام والاضطراب والحيرة.
الثاني: محبة الله تبارك وتعالى وطلب السباب التي تؤدي إلى محبته عز وجل وقد ذكر ابن القيم _ رحمه الله الأسباب التي توجب محبة الله وبعضها ذكر قبل فقال:
(فصل في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل) ا. هـ
الثالث: التوكل على الله عز وجل والاستعانة به ولذك قال عز وجل: {إياك نعبد وإياك نستعين} والاستعانة هي التوكل.
وكثير من الخلق يظن التوكل محصوراً بطلب المور الدنيوية بينما أولياء الله يتوكلون عليه في الإيمان به وطاعته وعبادته وهداية الطريق ونصرة دينه وإعلاء كلمته وجهاد أعدائه وفي محابه وتنفيذ أوامره كما يتوكلون عليه في أمور معاشهم ودنياهم مع عمل الأسباب واليقين بما عند الله وحسن الظن به والعلم بصفاته التي توجب التوكل عليه عز وجل.
الرابع: الدعاء وهو من أعظم الوسائل التي تعين المرء على طاعة الله ولذا قال اله عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم} وأمرنا بقراءة الفاتحة في كل صلاة لنطلبه عز وجل الهداية، بل إن الدعاء هو لب العبادة وفي صحيح مسلم عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما يرويه عن ربه: " يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم "
¥