تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الخامس: العلم بدين الله الشرعي و معرفة الأحكام الشرعية والحلال والحرام فقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو يشمل معرفة العقائد والأحكام في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها وما يجب على المسلم من واجبات وما يحرم عليه، وهذا المر يحقق احد شرطي القبول وهو المتابعة.

السادس: العلم بدين الله الجزائي المتضمن للثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ويدخل في هذا معرفة ما يحدث في البرزخ وعند البعث والحساب والجنة والنار، ويمكن للمرء أن ينظر في هذا ما ذكره الله في كتابه عن القيامة والحساب والبعث والجزاء وما ذكره رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم المؤلفات التي ألفت في هذا الباب.

السابع: النظر في سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين من عباد الله من الصحابة والتابعين والأئمة والعباد وما كانوا عليه من الخوف من الله ورجائه وكثرة العبادة وتنظر تراجم السلف في الكتب المصنفة في التراجم كسير أعلام النبلاء وحلية الأولياء.

الثامن: النظر في قصر العمر مقابل الحياة الأخروية وكيف أنه بقدر ما يعمل بطاعة الله بقدر ما يزيد في النعيم ويرتفع في درجات الآخرة وكيف أنه لا يمكنه الرجوع ليزيد في عمله فالعمر محدود والحياة في الآخرة أبدية والعاقل يبني ما سيكون له أبداً لا ما ينقطع وقد قيل إن الحياة في الجنة وهي أبدية إنما كانت جزاء لعمل في حياة مدودة لأن المؤمن في نيته أنه لو عاش في الحياة أبداً لاستمر في طاعة الله ونيته أبلغ من عمله وهذا وإن كان ملحظاً حسناً إلا أن الأمر في هذا يعود إلى عظم فضل الله وجوده وكرمه وإلا فلو قدر للمرء أن يعمل أبدا فهو لا يستحق كل هذا النعيم لولا رحمة الله عزو وجل.

التاسع: النظر في نعم الله وآلائه على العبد والتفكر فيها والتي لا تعد ولا تحصى كما قال عز وجل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فلينظر المرء في نعم الله عليه في جسده وليقابله بما يمكن أن يكون الشكر عليها:

فهذه حاسة البصر التي لا يقد نعمتها إلا من فقدها ولو قيل للأعمى صلِّ ألف ركعة ونرد إليك بصرك لفعل ذلك بل فعل ما هو أكثر.

ولو قيل لفاقد السمع والنطق مثل ذلك لفعل.

ثم ماذا يقابل نعمة العقل أيكفي أن تكون ألف ركعة أو آلاف الركعات.

ثم لينظر المرء في نعمة المشي بالقدمين والبطش باليدين والصحة في البدن ثم ينظر فيمن أصيب بالأمراض من إعاقة في العقل أو القدمين أو أمراض الجلد من البرص والجذام والبهاق ونحوها.

ثم كيف أصاب الله بأمراض السرطان والسكر ونحوها خلقاً لم يكن هو منهم.

ثم لينظر كيف أنعم الله عليه بالقدرة على الجماع وغيره مسلوب القدرة وكيف ينجب وغيره عقيم.

ثم لينظر كيف ابتلى الله خلقاً بأولادهم في مرض في عقولهم أو أبدانهم وكيف هو قد أنعم الله عليه بأولاد سليمي البدن والعقل مكتملي الصحة.

ثم بعد ذلك كله كيف أنعم الله عليه بأعظم نعمة وأجلها وهي الإيمان به ومعرفة الإسلام فلم يكن يهودياً أو نصرانياً أو بوذياً أو هندوسياً أو غيرها من الملل.

ثم كيف أنعم الله عليه بنعمة الهداية إلى السنة فلم يكن رافضياً أو معتزلياً أو أشعرياً أو خارجياً.

ثم بعد ذلك انعم الله عليه بالهداية إلى العمل الصالح وأداء الصلوات والصوم والزكاة والحج وغير ذلك دون غيره ممن حرمهم الله لذة طاعته والقرب منه.

لينظر المرء في كل ما سبق وغيره من النعم التي من الله بها عليه ثم ليقارن هل قام بشكرها؟ ثم لينظر عظم فضل الله وجوده وكرمه فهو عز وجل مع كل هذه النعم يزيد من يشكره نعماً أخرى فيقول عز وجل: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ثم هو يتحبب إلى خلقه ويعينهم ويفرح بتوبتهم وييسر لهم سبل الهداية فينزل الكتب ويرسل الرسل ويدلهم على أسباب الهداية ويحذرهم من سبل الغواية فلا إله إلا الله العظيم الجليل الحي القيوم الذي لا قيام للمخلوقات بدونه.

العاشر: مرافقة الصالحين الذين يعينون على طاعة الله ويذكرون الغافل ويعلمون الجاهل وينصحون المقصر والمعرض عن الطاعة او المسرف في المعصية ولذا جاء في حديث أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحين: " مثل الجليس الصالح مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة "

ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:58 م]ـ

جزاك الله خيرا

جهد طيب مبارك

ما أحوجنا إلى مثل هذه المواعظ

اللهم انفعنا بالذكرى وارزقنا خير العمل

ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:28 م]ـ

بارك الله فيك قرأتها على استعجال لعلي أعيد قرائتها مرة أخرى .. فأحب ما تكتب أخي الحبيب ...

ووالله نحن مقصرون في قراءة القرآن .. فكلما زاد الإنسان من قراءته زاد قربا من الله تبارك وتعالى ..........

وجرب وسترى .. ولكن أولا اصدق مع الله لأنك لن توفق لمثل هذا الخير العظيم إلا بتوفيق من الله ...

فكم شخص عندما يريد أن يقرأ القرآن تحجبه ذنوبه فلا يجد في نفسه لذة ولا شوقا لقراءته .. والله المستعان ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير