تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل القرض أفضل من الصدقة؟]

ـ[توبة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:43 ص]ـ

روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رأيت، ليلة أُسْرِي بي، مكتوباً على باب الجنة: "الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر. فقلت: يا جبريل، ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل قد يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة}

وقال: {ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتهما مرة} [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني رحمه الله في الارواء:1389].

و أيضا {كل قرض صدقة} [رواه الطبراني بإسناد حسن

أرجو المشاركة والتعقيب من أهل الحديث للإفادة.

ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:52 م]ـ

السؤال

كيف تنظم الشريعة الغراء علاقة المقرض والمقترض؟ (أقصد مايخص الأشخاص وليس المؤسسات) بمعنى أنني أرى بعض الإخوة كثير الاقتراض - وأحاول أن أنهاه - فيقول إن درهم القرض أفضل من درهم الصدقة - هل هذا صحيح؟ بمعنى أن الأفضل لي أن أقرض شخصا ما على أن أخرج نفس المال كصدقة؟ ومن ناحية أخرى استعاذ رسولنا عليه الصلاة والسلام من المغرم والمأثم - أرجوالتوضيح والاستفاضة.

جزاكم الله خيرا.

الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيجوز للإنسان أن يستدين إذا علم من نفسه القدرة على الوفاء، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يتساهل بالاستدانة لأدنى سبب، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم التشديد في الدين في حق المستدين، فعن محمد بن عبد الله بن جحش قال: كنا جلوساً بفناء المسجد حيث توضع الجنائز، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهرانينا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره قِبَل السماء فنظر، ثم طأطأ بصره، ووضع يده على جبهته ثم قال: سبحان الله سبحان الله، ماذا نزل من التشديد؟ قال: فسكتنا يومنا وليلتنا، فلم نرها خيراً حتى أصبحنا. قال محمد: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما التشديد الذي نزل؟ قال: في الدين، والذي نفس محمد بيده، لو أن رجلاً قتل في سبيل الله، ثم عاش، ثم قتل في سبيل الله، ثم عاش وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يقضى دينه. رواه أحمد. وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها! قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الدين. رواه أحمد. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ويقول: اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم! قال: إن الرجل إذا غرم: حدث فكذب، ووعد فأخلف. متفق عليه، ولا ريب أن هاتين الصفتين من صفات المنافقين، وحري بالمسلم أن يبتعد عن كل ما يؤدي للتخلق بصفاتهم، وليس القرض أفضل من الصدقة، في حق المقرض، بل الصواب أن الصدقة في حقه أفضل من القرض، فقد قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:280}. قال الإمام الجصاص في كتابه أحكام القرآن: يعني والله أعلم: أن التصدق بالدين الذي على المعسر خير من إنظاره به، وهذا يدل على أن الصدقة أفضل من القرض لأن القرض إنما هو دفع المال وتأخير

استرجاعه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قرض مرتين كصدقة مرة. وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة. رواه ابن ماجة، فهو حديث ضعيف، قال الكناني في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: هذا إسناد ضعيف، وقال الألباني: ضعيف جدا. وقال النفراوي في الفواكه الدواني: المعتمد أن الصدقة أفضل من القرض، لأن المتصدق لا يأخذ بدلها بخلاف المقرض، والحديث ضعيف. وأما في حق المقترض، فإن كان يرجو الوفاء فلا ريب أن القرض أفضل من أن يطلب الصدقة، لما في ذلك من صون وجهه عن ذل المسألة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لاتزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس على وجهه مزعة لحم. متفق عليه. والله أعلم.

المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه

ـ[توبة]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:02 م]ـ

جازاكم الله خيرا ... وقد وجدت هذه الفائدة تأكيدا لما نقلتم

ومنها: قوله ـ تعالى ـ: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة {البقرة: 245}

قال الجصاص مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: "سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به

وعلل ذلك ابن القيم بأن متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد؛ طوعت له نفسه، وسهل عليه إخراجه، فإن علم أن المستقرض مليء وفيّ محسن، كان أبلغ في طيب فعله وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه، وينميه له ويثمره حتى يصير أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده بعطائه أجراً آخر من غير جنس القرض ... فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل أو الشح أو عدم الثقة بالضمان"

http://saaid.net/Minute/mm30.htm

ولكن حبذا لو تقدم أحد من اهل الحديث بتخريج الآثار الواردة في القرض والصدقة منها المذكورة أعلاه.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير